تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن قيرغيزستان: وتحديدا من الانقلاب الذي أطاح بكرمان بيك باكييف، في السابع من إبريل الماضي، وهو شاهد على دور القوى الخارجية في إثارة القلاقل في الدول الإسلامية، وقد نشر أحد الإخوة الأوزبكيين في موقع المسلم مقالا عن هذا الانقلاب، وهو لاطلاعه الكبير على الوضع في قيرغيزيا بحكم الجوار، فأوزبكستان دولة مجاورة لقيرغيزيا، وهي دولة معروفة بعلمانيتها المتطرفة، كمعظم الجمهوريات الإسلامية التي استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وإن اختصت أوزبكستان بقدر زائد من التطرف في توجهها العلماني فهي تشن حربا ضروسا على أي توجه إسلامي في دولة غالبية سكانها العظمى من المسلمين، وصراعها مع حزب التحرير الإسلامي معروف، وإن لم يكن الحزب في كل أفكاره على الطريقة الإسلامية المثلى، ولكنه يظل مع ذلك إسلامي التوجه، فله في القلوب ولاء الإسلام العام، وإن لم يوافق على كل مقرراته، ودعوته إلى إقامة الخلافة الإسلامية: دعوة صحيحة في أصلها بل هي ضرورة ملحة في زماننا بعد التراجع والانهيار الذي عانى منه العالم الإسلامي بعد إلغاء الخلافة الإسلامية على يد رجل العلمانية الأول في القرن الماضي: أتاتورك عامله الله بما يستحق، فلذلك الحزب من الولاء بقدر ما وافق فيه الحق، ومنه البراء بقدر ما خالفه، وهو وسائر الحركات الإسلامية التي بدرت منها بوادر تطرف، على كل الأحوال، أحق بالولاء والمناصحة من الغرب وأذنابه من العلمانيين، فالعلمانيون قد كشفوا عن عدائهم الصريح للإسلام وبغضهم له ولأهله، فهم في الجملة خارج دائرته، وإن كان الحكم على سبيل الإطلاق والإجمال لا يعني الحكم على سبيل التعيين فمنهم جهلة لا يدركون مناقضة هذه الدعوى لصلب الديانة فيلزم، كما تقدم في مثل هذه المواضع الشائكة إقامة الحجة الرسالية ولا يقيمهاإلا الراسخون في العلم من كبار أهل العلم فليس للمسلم الطالب للنجاة أرب في ذلك وإنما يكفيه أن يعرف الحكم المطلق ليحترز من الوقوع في الفعل الجالب له، والمسلم يحب من وجه ويبغض من وجه، فقد تجتمع الولاية والعداوة في شخص واحد، فله من الولاية بقدر موافقته للشرع، وله من العداوة بقدر مخالفته له، فالولاية والعداوة تتبعض بتعدد شعبها، كما قرر أهل العلم في مبحث زيادة الإيمان ونقصانه، فيزيد بالطاعة التي تقتضي الولاية والمحبة لفاعلها، وينقص بالمعصية التي تقتضي العداوة والبغض لفاعلها، وهذا من عدل الإسلام ورحمته، فهو عادل رحيم مع الكفار الأصليين، فكيف يكون حاله مع المسلمين؟!، والشاهد أن هذا الأخ الأوزبكي، وهو من لقبه ينتمي إلى مدينة أنديجان التي شهدت قمعا دمويا للمسلمين من قبل السلطات الأوزبكية في مايو 2005، في ظل حكم إسلام كريموف العلماني المتطرف، صاحب السيرة السيئة هو وعائلته التي تلطخت بأوحال فضائح أخلاقية يندى لها الجبين، فلا يحسن ذكرها على صفحات المنتدى، ومدينة أنديجان تقع على الحدود القيرغيزية، فلسكانها، كما تقدم، من الإلمام والاطلاع على الأحوال القيرغيزية ما ليس لنا، فقد ذكر هذا الأخ أن الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق: عسكر أكاييف، إنما كان بتدبير المخابرات الأوزبكية بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية التي تنشط في تلك البلاد لأهميتها الاستراتيجية وثرواتها ومواردها الكبيرة فهي دوما في بؤرة اهتمام القوى العظمى لا سيما روسيا التي تعتبر نفسها وصيا تاريخيا على تلك الجمهوريات وإن نالت استقلالها عن الاتحاد السوفييتي، فروسيا تعتبرها حزاما أمنيا يفصلها عن بلاد الأفغان والباكستان حيث تنشط الحركات الإسلامية القوية التي ألحقت الهزيمة النكراء بالاتحاد السوفييتي فضلا عن الحركات الإسلامية في تلك الدول ذات الأغلبية الإسلامية الساحقة، فنسبة الإسلام في أوزبكستان، على سبيل المثال: 90 %، ونسبة الإسلام في قيرغيزيا: 80 % في حين لا تتعدى نسبة النصارى الأرثوذكس: 16 %، والشعب القيرغيزي من كلام بعض من خالطه: شعب متمسك بالإسلام، رغم سنوات التغييب الطويلة إبان الحكم الشيوعي، وهو كأغلب الشعوب الإسلامية غير الناطقة بالعربية، يعظم العرب جدا، فيحسن الظن بهم باعتبارهم حملة الرسالة، والحمد لله على نعمة الستر!، فلو اطلعوا على حال العرب ما أحسنوا الظن إلى هذا الحد،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير