تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ترى هل تهود عالم السياسة الأمريكي برمته فصار لا يرى إلا ما تراه “إسرائيل” ولا يشتهي إلا ما تهواه؟ كان أحد العناوين الرئيسية في الصفحة الأولى من جريدة “لوس أنجلوس تايمز” يوم 16 ابريل/ نيسان من عام 2008 يزعق في أعين القراء ليقول لهم: “يزعم باراك أوباما أن ثمة صلات قرابة تربطه باليهود”. وجاء هذا العنوان في الحقيقة بعد أن كان أوباما تحدث إلى جمهور حاشد من مؤيديه فقال لهم: “صلاتي بالمجتمع اليهودي ليست سياسية فحسب، لقد كانت هذه الأواصر متينة جداً حتى قبل أن ألج حلبة السياسة”. وتتصدر قائمة مستشاري أوباما الموثوقين فاليري جاريت، الأمريكية الشيرازية الإيرانية المولد التي تعتبر من أقرب المقربين وأبرز المساعدين لمارلين كاتز، الشخصية اليهودية الشهيرة والمسؤولة عن القضايا الأمنية في منظمة “طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي”. وحسب البروفيسور آرثر ليبمان فإن 46% من مجموع مندوبي هذه المنظمة في حقبة الستينات كانوا من اليهود، هذا في حين كان خمسة من أصل تسعة رؤساء للمنظمة من اليهود. تحالف أبولو

وأما تحالف أبولو فقد أتى على وصفه وتبيان حاله رجل أوباما الجديد “قيصر الأعمال الخضراء” فان جونز فنعته بأنه “نظرية حقل موحد كبير ترتع في أفيائه قضايا اليسار التقدمي”. ولكن من هو فان جونز هذا بالضبط؟ فبعد أن شارك جونز في اضطرابات لوس أنجلوس وأعمال الشغب التي اندلعت فيها في عام 1992 (حيث ألقي القبض عليه وسجن آنذاك) تحدث إلى صحيفة “ايست داي اكسبرس” في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2005 فقال: “التقيت كل أولئك الشبان الملونين المؤمنين بالتغيير الجذري، وما أعنيه هو أنني قابلت أناساً متشبعين بالشيوعية الجذرية الحقيقية، التقيت فوضويين حقيقيين متشبثين بعقيدتهم بلا هوادة. وكان الأمر بالنسبة لي وكأن حلم حياتي تحقق. فكم أود أن أكون جزءاً من هذا. وقضيت السنوات العشر التالية من حياتي وأنا أعمل معهم. وقابلت كثيراً من هؤلاء في السجن وكانوا يحاولون أن يكونوا ثوريين وكنت شاباً ثورياً أسود فظاً مشاكساً يحاول إثارة الشغب يوم 28 ابريل/ نيسان وعندما كشفت لائحة الاتهام وأحكام الإدانة يوم 29 ابريل كنت شيوعياً”. وكي نختم هذه اللائحة لا بد أن نتوقف عند منظمة “الاتحاد الدولي لموظفي الخدمات” (إس إي أي يو)، وهي مؤسسة مسؤولة في الأصل عما احتواه التشريع الذي قدمه أوباما للرعاية الصحية ذات الجوانب الاجتماعية. ويتزعم “إس إي أي يو” ويدير شؤونه آندي شتيرن وآنا بيرجر، وكلاهما من اليهود من أقرب المقربين لجورج سوروس. ويشغل اليهودي الآخر جيرالد هدسون منصب نائب شترين وبيرجر. وأما اليهودي روبرت بوروسيج فيتولى مهمة الدفع بمشروع هذا القرار قدماً والترويج له وتسويقه وتزيينه وتقديم مبرراته ومزاياه لوسائل الإعلام المختلفة مع رزمة من الحوافز التي تلبي حاجات المصالح المتبادلة. وبوروسيج عضو أساس وركن من أركان معهد مستقبل أمريكا، (وهو مؤسسة عتيدة أخرى يغدق عليها جورج سوروس من أمواله بسخاء وتنهض بمهام جسام). وأنيط ببارني فرانك، وهو يهودي أيضاً دور الإشراف العام على قطاعي الاسكان والمصارف، لذا استلم رئاسة لجنة خدمات تمويل الاسكان. وأخيراً وليس آخراً يأتي الخلّص من أعضاء دائرة أوباما الداخلية، ألا وهم ديفيد اكسيلرود ولورنس سامرز وراحم عمانويل وكلهم من أرومة يهودية خالصة وأعضاء راسخي العضوية في منتدى بيلدربيرج. وهذه التي نتناول بالتحليل قضية معقدة شائكة بالطبع، إلا أن من الذين بذلوا جهداً موفقاً في تفسير جانب من جوانبها حين تطرقوا إلى أحد جهابذة نظريات التعليم والتعلم، ألا وهو الناقد ومبدع النظريات ديفيد سولواي، الذي كتب في 7 يوليو/ تموز من عام 2009 يقول: “نحن اليهود قوم خبثاء وأهل مكر يتسربل كيدنا وما نخطط له بالسرية المطلقة والكتمان الشديد. ويؤلمني أشد الألم الإقرار بهذا، إلا أنها الحقيقة وتوخي الصراحة والصدق يملي عليّ الاعتراف بهذه الخصلة المتأصلة فينا .. فأفضل السبل لإرضاخ أمريكا وتركيعها وتوهين عزيمتها والنيل من إرادة الصمود والبقاء لديها وابتداع طرق تتسم بدهاء شديد لجعل هذه الأمريكا تنقلب على نفسها وتتنكر لذاتها، خير طرق لبلوغ هذه الغاية إنما هو بذل أقصى الجهد واتخاذ كل ما لدينا من وسائل وما في جعبتنا من قدرات وإمكانات كي نعهد بالبيت الأبيض إلى باراك أوباما ونسلمه إياه”.اكتملت المؤامرة وأحكمت حلقاتها، وها هي رابطة رويتشيلد سوروس اليهودية تسيطر على تسجيل الناخبين (أكورن)، وتهيمن على نشاطات غسيل الأموال (تايدز)، وتتحكم بمليارات الدولارات للإنفاق التحفيزي (أبولو)، بل يرجح أنها تسيطر على مستقبل الرعاية الصحية (إس إي أي يو)، وتهيمن على قطاع التمويل (فرانكس)، وعلى نشاطات التآمر وما يحاك في الدهاليز الباطنية الخفية في المكتب البيضاوي (رحام عمانويل وديفيد اكسيلرود ولورنس سمرز). يريدونها يهودية صرفة فلا تخدم سوى مصالح “إسرائيل”. ويريدون أن تحيط فرق المستشارين وكبار المتنفذين في آليات صناعة القرار ورسم السياسات وسن القوانين من اليهود بالرئيس إحاطة السوار بالمعصم فلا يصدر إلا عن رأيهم ولا يترجم سوى تصوراتهم ويبلور أمنياتهم ويحقق لهم مطامعهم ويلبي كل رغباتهم.

* باحث متعمق، وصحافي ومؤلف لعديد من الكتب عن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول وعن النظام العالمي الجديد، من بينها كتاب “رحلة الشبح الجوية 93”.

ترجمة: كمال حسين البيطار

/

****

من الايميل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير