حكمة أعجبتني أكثر من سابقاتها لا قصورا في تلك الحكم الجميلة بل لأن هذه
اقتربت من ظروفي، من بعض اهتماماتي ...
وهذا لن يجعلني أتحدث كثيرا وإنما سأقتصر على الآتي:
إن أقوى الناس هو من يستطيع التحكم في ذاته ومشاعره ومن ثم انفعالاته "وتجد هذا مطمئن النفس، راضيا عن ذاته، واثقا بما حباه الله من قدرات، ومعطاءا ... إنه يعيش بسعادة"، وأضعف الناس من يتحكم الآخرون في مشاعره، تصرفاته، انفعالاته وقد يحدون من عطاءه، أو ربما يفقد مواهبه أو بالأحرى يتخلى عنها ... "وتجد ثقته بنفسه ضعيفة
،تجده مكتئبا ولو كان يملك الكثير من مقومات السعادة ... "
ويسمى هذا في علم النفس المرجعية؛ حيث يقسم البشر إلى قسمين:
أولوا مرجعية داخلية
أولو مرجعية خارجية
-صاحب المرجعية الداخلية يتخذ قراراته من داخله من قناعاته يعمل على إرضاء نفسه، لاينظر للآخرين، ولاتؤثر فيه أراء الناس ولا ردود أفعالهم؛فمرجعيته داخلية ...
أما صاحب المرجعية الخارجية فتجده كثير الاستشارة متردد، يهتم بنظرة الناس ورضاهم عنه؛ هم المؤثرون في قراراته وتصرفاته وتبعا لهذا فرضاهم وعدمه
هو من يوجه انفعالاته أو ربما هو من يحدد تصرفاته ... ؛ فمرجعيته خارجية ...
وخير الأمور الوسط؛ فليس المعتد بذاته هو الأفضل، ولا المتردد كذلك ... ؛ فعلى صاحب المرجعية الداخلية
التطوير من ذاته كي يثق بالآخرين ويستمع لهم ولنقدهم البناء ويستشيرهم ليشاركوه في اتخاذ قراراته كي لا يكون مستبدا برأيه.
أما صاحب المرجعية الخارجية فعليه التطوير من ذاته أيضا وتدريبها حتى يصل لمرحلة من التحكم بالذات وتقديرها والثقة بها إلى حد
الرضى عنها فلا تؤثر فيه وفي حياته أبسط الأمور.
لقد جاء الإسلام بهذه الوسطية فأمر المسلمين شورى بينهم، وفي نفس الوقت
فعلى الإنسان تعمير الأرض والعمل على نفع نفسه والآخرين مراقبا في أعماله
رضا الله جل وعلا لا رضا الناس ...
كلماتك تنم عن تجارب حيّة في الحياة، مع الربط بين أسس وتعاليم الدين السمحة، بالأخير يصبح المرء قوّال وفعّال فالأولى دونَ الثانيةِ لا شيء، وإن الإسلام الوسطي كما أشرتِ متفضلة هو هذا الذي يضعه الإنسان نصب عينيه ليجعله منتجاً بناءًا وفوق كل هذا جميعاً الحِراكِ الأساسي والسقف الأعلى السماوي ومكانة الله والخوف منه وحبه وخشيته في روح الإنسان وأعماقه، مما يُسهّل عملية العمل الصالح للفرد ومن ثم المجتمع بأسره، إنها لمعادلةٌ جداً صعبة ولكن المسلم المؤمن العامل وحده هو الذي يستطيع العمل بها والخوض في غمارها. بوركَ فيكِ وأصلحَ الله شأنك دُنيا ودين.
ـ[معاني]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 02:23 م]ـ
تسجيل متابعة
فإذا ما كنت تجد من يجهلك متعمدا فدعك منه ففي الكون من يحبك ويرفعك، هو الله عز وجلّ، ألا يكفيك أنه يراك وعملك ألا يكفيك هذا،
صدقت ,بارك الله فيك.
هو نعم المولى ونعم النصير.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 06:46 م]ـ
تسجيل متابعة
صدقت ,بارك الله فيك.
هو نعم المولى ونعم النصير.
اللهُم آمين وفيكِ بارك الله، أشكر لك متابعتك جعلها الله في موازين حسناتك، لكن ما سر الإقلاع عن المشاركة ببعض من حكمك هُنا فلك أياد بيضاء واليوميات تشهد بذلك والمُتابعة وحدها لا تكفي!!!.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 04:52 ص]ـ
حِكْمَةُ اليَوْمِ
أنا لا أعرفُ كيفََ يُمكنني إخراج أشخاصاً يؤذون الناس ويؤذون أنفسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مما هُم فيه خاصة في ظل اتباعهم منهج التبجُّحِ والخنوعِ والخضوع واللامبالاة، ومن تلك الأمثلة الإفساد في الأرض والظلم وقهر الناس والغش والنفاق والتبلّد وعدم النخوة والكرامة، لكنني أعرفُ جيداً وأعلمُ علماً تاماً أنني ما كنتُ ولن أكونُ بإذن الله يوماً ما وسيلة أو مركزاً لإيذاء الآخرين عن طريق الأسباب التي ذكرتُ، أيُّها الإنسان تفكّر معي وتدبّر لو مضيتَ على خُطى تلك الكلمات التي تقع في منطقة لا تُرى من عالمٍ متصارعٍ متهالكٍ أشبه بالغابة بل أكثر وحشية، تخيل لو لم تؤذ نفسك ولم تساهم في إيذاء غيرك تخيّل تخيّل تخيّل، كيف سيكون العالم لو اتبع هذا النهج أفرادٌ وأفراد ثم جماعات وجماعات فأممٌ وأمم، تُرى هل يُمكن أن يحدث هذا؟ ليتحوّل العالم إلى جنّة أرضية كما كان قبل وطأة قدم رمز البشرية الأولى؟!! , ألا تحلم معي بالرحمة والحب والعدل والسلام، أليس لو فعلنا هذا يعودون جميعاً من منفاهم؟!!.
ـ[معاني]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 05:54 م]ـ
تخيّل تخيّل تخيّل، كيف سيكون العالم لو اتبع هذا النهج أفرادٌ وأفراد ثم جماعات وجماعات فأممٌ وأمم تُرى هل يُمكن أن يحدث هذا؟
لا أعتقد أنه يمكن أن يحدث وإبليس على قيد الحياة ,كما أرى أن وجود الإصلاح والإفساد والصراع بينها شيء أساسي في الحياة ,ولم تخل منه أفضل العصور كعصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله خيرا.
¥