تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتكلف المتكلف وتأبى الطباع ا. هـ. (5)

رابعاً- معنى نزول القرآن على سبعة أحرف:

الأحرف جمع حرف والحرف في أصل كلام العرب معناه الطرف والجانب وحرف السفينة والجبل جانبهما ومنه قوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين [الحج: 11]

أي وجه واحد وهو أن يعبده على السراء لا على الأرض أو على شك أو على غير طمأنينة من أمره أي لا يدخل في الدين متمكناً (6).

خامساً- اختلاف العلماء في تفسير الأحرف السبعة الواردة في الحديث:

1 - ذهب أكثر العلماء على أنها لغات ثم اختلفوا في تعيينها فقال: قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن (7).

2 - وقال بعضهم: إن المراد بالأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن سبعة أصناف في القرآن ولكنّ أصحاب هذه الأقوال يختلفون في تعيين هذه الأصناف وفي أسلوب التعبير عنها اختلافاً كبيراً فمنهم من يقول: إنها [أمر ونهي وحلال وحرام ومُحكم ومتشابه وأمثال] ومنهم من يقول: إنها [وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج] ومنهم من يقول: إنها [محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخصوص وعموم وقصص] (8).

3 - أن المراد بالأحرف السبعة أوجه من الألفاظ المختلفة في كلمة واحدة ومعنى واحد نحو: هلم وأقبل وتعالَ وعجل وأسرع وقصدي ونحوي فهذه الألفاظ السبعة معناها واحد وهو طلب الإقبال وهذا القول منسوب لجمهور أهل الفقه والحديث منهم ابن جرير الطبري والطحاوي وغيرهما.

- أن المراد بالأحرف السبعة الاختلاف في أمور سبعة:

أ- اختلاف الأسماء إفراداً وتذكيراً وفروعهما: مثاله قوله تعالى: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون [المؤمنون: 8] فكلمة {أماناتهم} قرئت بالجمع والإفراد، والإفراد هي قراءة ابن كثير المكي.

ب- الاختلاف في تصريف الأفعال من مضارع وماض وأمر: مثاله قوله تعالى: ربَّنا باعدْ بين أسفارنا [سبأ: 19] قرئ بنصب لفظ ربَّنا على أنه منادى وبلفظ باعد فعل أمر وهي قراءة عاصم ونافع ومن وافقهما وقرئ ربُّنا باعدَ برفع ربُّ على أنه مبتدأ وبلفظ باعدَ فعلاً ماضياً وهي قراءة يعقوب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام عن ابن عامر ربَّ بَعِّد على أنه فعل أمر مضعف.

ج- الاختلاف بالإبدال سواء كان إبدال حرف بحرف كقوله تعالى: وانظر إلى العظام كيف ننشزها [البقرة: 259] وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو ويعقوب.

د- الاختلاف بالتقديم والتأخير مثاله قوله تعالى فيَقتُلون ويُقتَلون [التوبة: 111] فلقد قرأ حمزة والكسائي وخلف فيُقتَلون ويَقتُلون.

هـ- الاختلاف في وجوه الإعراب كقوله تعالى: ذو العرش المجيدُ [البروج: 15] برفع المجيد على أنه صفة لكلمة ذو العائدة على وهو الغفور الودود [البروج: 14]، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالجر المجيدِ على أنها صفة للعرش.

و- الاختلاف بالزيادة والنقص: مثاله قوله تعالى: ومن يتولَّ فإن الله هو الغني الحميد [الحديد: 24] فقد قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر ومن يتولَّ فإن الله الغني الحميد.

ز- اختلاف اللغات – يعني اللهجات – من فتح وإمالة وترقيق وتفخيم وتحقيق وتسهيل وإدغام وإظهار ونحو ذلك وهو كثير ومنه الإمالة وعدمها في مثل قوله تعالى: هل أتاك حديث موسى [النازعات: 15] فقد أمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها ورش عن نافع من طريق الأزرق وفتحها وقللها أبو عمرو البصري وفتحها الباقون من القراء.

وهذا الرأي الأخير قد ذهب إليه الإمام الرازي وقاربه كل القرب مذهب ابن تيمية والإمام الحافظ ابن الجزري وابن الطيب وقد أخذ به الشيخ الزرقاني في كتابه (مناهل العرفان).

الترجيح

وأقرب الوجوه إلى الصواب هو المذهب الأخير الذي اختاره الرازي وابن الجزري واعتمده الزرقاني في كتابه (مناهل العرفان) (9).

سادساً- هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة؟

1 - ذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها سيدنا أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير