تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقدر العلماء بشكل تقريبي عدد المجرات في الكون المشاهد بمائة بليون مجرة وتحتوي كل مجرة في المتوسط على مائة بليون نجم وما يتبع هذا النجم من كواكب وأقمار ويبلغ متوسط المسافة بين مجرتين متجاورتين 25 بليون بليون كيلومتر أو ما يعادل 2.5 مليون سنة ضوئية أما متوسط المسافة بين نجمين متجاورين فتبلغ في المتوسط سنتين ضوئيتين أو ما يعادل 20 ألف بليون كيلومتر وأما المسافة بين الكواكب المتجاورة فتقاس بعشرات الملايين من الكيلومترات وصدق الله العظيم القائل "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم" الواقعة 75 - 76. أما السرعات التي تتحرك بها هذه الأجرام في الفضاء فهي في غاية الضخامة فعلى سبيل المثال فإن الأرض تدور حول الشمس بسرعة 108 آلاف كيلومتر في الساعة والشمس تدور حول مركز المجرة يسرعة 800 ألف كيلومتر في الساعة أما المجرة فتندفع في خط مستقيم بسرعة تزيد عن مليوني كيلومتر في الساعة. وعلى الرغم من هذه السرعات الخيالية إلا أننا نعيش آمنين مطمئنين على سطح هذه الأرض التي نحسبها ثايتة لا تتحرك أبدا وصدق الله العظيم القائل "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب صنع الله الذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما تفعلون" النمل 88. ولا زال الغموض يكتنف الطريقة التي تم بها إخراج مادة الكون الهائلة من قمقمها على شكل هذا الانفجار العظيم على الرغم من أن الثقوب السوداء الناتجة عن انهيار بعض النجوم الكبيرة لا تسمح حتى للضوء للإفلات من جاذبيتها فكيف أمكن لمادة الكون أن تفلت من أسر جاذبيتها وهي تفوق ببلايين البلايين من المرات جاذبية الثقوب السوداء. إن أكثر ما يدلل على أن الذي حدد المعادلات الفيزيائية لهذا الانفجار العظيم لا حدود لعلمه وقدرته هو تصنيع هذا العدد الكبير من العناصر الطبيعية والتي يقدر العلماء عددها بما يزيد عن مائة عنصر. فشمسنا التي تبلغ درجة حرارة جوفها عشرة ملايين درجة لا يمكنها أن تصنع إلا عنصر الهيليوم من خلال حرق الهيدروجين وحتى النجوم التي يزيد حجمها بعدة أضعاف حجم شمسنا لا يمكنها أن تصنع إلا عدد قليل من العناصر الخفيفة. وقد وجد العلماء أن العناصر الثقيلة لا يمكن تصنيعها إلا عند انهيار النجوم الكبيرة بعد نفود مخزونها من الوقود فتصبح على شكل أقزام بيضاء أو نجوم نيوترونية تصل كثافتها إلى آلاف أو ملايين الأطنان في السنتيمتر المكعب ودرجة حرارة باطنها لمئات الملايين من الدرجات. وقد قدر الله سبحانه وتعالى أن بعض أنواع النجوم المنهارة على نفسها تعود فتنفجر على شكل ما يسمى بالنوفا والسوبرنوفا مبعثرة ما صنعته من عناصر ثقيلة في الفضاء ولولا هذا التقدير لما اجتمع في قشرة أرضنا إثنان وتسعون عنصراً من هذه العناصر بعضها ضروري لنشوء الحياة وبعضها ليستخدمها البشر في صناعاتهم ولكن أكثرهم للأسف لا يقدرون الله حق قدره ولا يشكرونه حق شكره وصدق الله العظيم القائل "وءاتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" ابراهيم 34.

أما المرحلة الثالثة من مراحل خلق الكون فهي مرحلة خلق الأرض حيث يقول العلماء أن الأرض وكذلك بقية كواكب المجموعة الشمسية قد تكونت نتيجة لتجمع الحطام المتناثر من انفجار عدد كبير من النجوم الذي وقع في أسر جاذبية الشمس وقد تم إذابة هذا الحطام من خلال التصادمات العنيفة بينها وبين النيازك التي تقع عليها من الفضاء. ولقد كان من الضروري أن تكون مادة الأرض عند بداية تكونها على شكل شبه سائل وذلك لكي تأخذ الشكل الكروي الذي هي عليه الآن فالشكل الوحيد الذي تتخذه كتلة من المادة السائلة في الفضاء هو الشكل الكروي. ولكن عند وجود هذه الكتلة السائلة في مجال جاذبية الشمس فإن تبعجا سيحدث في شكل هذه الكرة باتجاه قوة الجذب وقد تم إزالة مثل هذا التبعج من خلال تدوير الأرض بسرعة مناسبة حول محور متعامد مع اتجاه القوة الجاذبة مصداقا لقوله تعالى "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها" النازعات 30. ولقد استمرت الكرة الأرضية على هذا الحال إلى أن بدأت القشرة الأرضية بالتكون بعد أن برد سطحها نتيجة لإشعاع حرارتها إلى الفضاء الخارجي وعندما أصبح سمكها بقدر كافي بدأت المواد التي تقذف بها البراكين من جوف الأرض بالتراكم فوقه ليبدأ بذلك عملية تكون

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير