تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا شك أن غياب المشروع "الإسلامي العربي" لدعم إخواننا في فلسطين هو سبب هذه النكبات المستمرة، إذ وجد القوم أنفسهم بمفردهم، فراحوا يتلمسون الدعم، أي دعم، من أي جهة شرقية كانت أم غربية، فوقعوا فريسة لأهداف خارجية استغلت أوضاعهم لتمرير سياساتها في هذه البقعة الاستراتيجية.

وحسنا فعلت القيادة السياسية في المملكة، لما دعت الفصائل الفلسطينية للاجتماع في مكة المكرمة، شرفها الله، فربما كانت هذه الدعوة بداية التفات حقيقي من المسلمين والعرب لإخوانهم في فلسطين.

وأذكر أنني يوما ما شاهدت، مع أمي الكريمة، حفظها الله، صورة لجندي إسرائيلي، وقد أمسك بأحد الشبان الفلسطينيين، وصك رأسه صكا في غطاء إحدى السيارات، فسالت الدماء من فمة وأنفه، فتأثرت أمي تأثرا كبير، ولعلها تخيلت أن ابنها هو ذلك المصكوك، فعزيتها بأن هذا من اصطفاء الله، عز وجل، لأهلنا في فلسطين، إذ تحملوا، تبعة الدفاع عن بيت المقدس طوال السنين الماضية ولم تلن لهم قناة، تماما كما اصطفى الله، عز وجل، إخواننا المقاومين، من أهل السنة، في العراق الحبيب للوقوف ضد المشروعات الاستعمارية الشرقية والغربية التي تسعى للهيمنة على العراق تمهيدا للزحف على باقي دول الجوار.

وأرض بيت المقدس، كما قال لي أحد الفضلاء يوما، أرض لا يملكها إلا الموحدون، فقد ملكها بنو إسرائيل يوم كانوا هم الموحدين، بل أوقف الله، عز وجل، الشمس ليوشع بن نون عليه السلام حتى تم الفتح على يديه، وملكها داود وسليمان، عليهما الصلاة والسلام، على منهاج النبوة، ويوم فرط بنو إسرائيل سلط الله، عز وجل، عليهم البابليين، مرة، والرومان مرة أخرى، بعد رفع المسيح صلى الله عليه وسلم، ثم عادت للموحدين مرة أخرى، في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ثم فرط الموحدون فسلبها منهم الصليبيون سنة 492 هـ، ثم راجع الموحدون دينهم فاستردوها مرة أخرى سنة 583 هـ، ثم فرطوا أخيرا فانتزعها منهم شذاذ الآفاق سنة 1967م، فهلا راجعوا دينهم، كما فعلوا أول مرة ليستردوها كما استردها الأوائل؟!!!!.

وعذرا على الإطالة.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير