الأحاديثً فأَكْثَرُ مًنْ أنْ تُحصر، وأشْهَرُ من أن تُذكرَ في أفرادهم وفي عُمومًهم.
فمًن ذلك: ما جاء في الحديث المُتَّفقً على صًحَّتًهً عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه
وسلم: «خَيْرُ النَّاسً قَرْني، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهُمْ». وقال صلى الله عليه وسلم: «النُّجُومُ أَمَنَة
لًلسَّماءً، فَإًًذَا ذَهَبَتً النُّجُومُ أَتَى السَّماءَ مَا تُوعَدُ ... وأَصْحابي أَمَنَة لأُمَّتي - أي: أمان لها - فإذا ذَهَبَ
أَصْحَابي أَتَى أُمَّتي مَا يُوعَدُونَ« [رواه مسلم].
وفي حديث واثًلةَ - رَفَعَهُ -: «لاَ تَزَالُونَ بًخَيْر مَا دَامَ فًيكُمْ مَنْ رَآني وصَاحَبَني، واللهًً لاَ تَزَالُونَ بًخَيْر مَا دَامَ
فيكم مَنْ رَأَى مَنْ رَآني وصاحَبَ مَنْ صَاحَبَني».
وعن أُبيَّ بنً كَعْب رضي الله عنه قال: رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ الهًجْرَةُ لَكُنْتُ امْرًءاً مًنَ
الأنصارً». [رواه البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم في الأنصار: «لا يُحًًبُّهُمْ إًلاَّ مؤْمًن، ولا يُبْغًضُهُمْ إًلاَّ مُنافًق، مَنْ أَحبَّهُمْ فَأَحَبَّهُ
اللهُ، ومَنْ أَبْغَضَهُمْ فَأَبْغَضَهُ اللهُ« مُتَّفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الإيمانً حُبُّ الأَنْصَارً، وآيَةُ النًّفاقً بُغْضُ الأَنْصَار» [رواه البُخَارًيُّ].
وعن أَنَسً رضي الله عنه أَنَّ النَّبًيَّ صلى الله عليه وسلم قال في الأَنْصَارً - لَمَّا رآهُمْ مُقْبًلًينَ مًنْ عُرْس -
: «اللَّهُمَّ! أنتُم مًنْ أحَبًّ النَّاسً إًلَيَّ. اللَّهُمَّ! أَنْتُمْ مًنْ أَحَبًّ الناسً إليَّ» [متَّفقي عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ! اغْفًرْ للأَنْصَارً، ولأَبْنَاء الأنصار، وأَبْنَاء أَبْنَاء الأَنْصَارً».
فَإًذَا كانَ هذا في الأَنصَار فكيفَ بالمُهاجرين وهم أفضَلُ درجةً مًنَ الأَنْصَار بالإجماع كما سيأتي بيانه.
هذا» وقد دَعَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمهاجرين والأنصار بالمغفرة. فعن أنس (قال: كانت الأنصارُ يومَ
الخَنْدَقً تَقُولُ:
نَحْنُ الَّذينَ بايَعُوا مُحَمَّدَا على الجًهَادً مَا حَيًينَا أَبَدَا
فأَجَابَهُمْ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: »اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إًلاَّ عيشُ الآخًرَة * فاغْفًرْ للأَنْصَارً والمُهَاجًرَة«
[رواه البخاري].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ! أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْش نَكَالاً
فَأَذًقْ آخًرَهُمْ نَوَالاً«. وقد أذاقَ الله قُريشاً من العذاب بالقتل والقهر يوم بدر والأحزاب، ثم حصلَ لأبنائهم - بعد
الإيمان والدخول في الإسلام - الإنعام والعطاء فقد كانت لهم العزة والملك والخلافة والإمارة ما لا يُحيط
بوصفه البيان.
ودَعا على مَنْ أرادَ هوان المهاجرين فقال: «مَنْ يُرًدْ هَوانَ قُريش أَهَانَهُ اللهُ«. وهَلْ عَامَّةُ المهاجرينَ إًلاَّ مًنْ
قريش؟
مَنً الذًي هاجَرَ مَعه، ومن الذي ناصَرَهُ، ومَنً الذي قاتل مَعَهُ، ومَن الذي دافَعَ عَنْهُ، ومَن الذي آمَنَ بًهً حَينَ
كَفَرَ به النَّاسُ، ومَن الذي بَذَلَ نَفْسَهُ وولدَهُ ومَالَهُ دُونَ رَسُولً الله صلى الله عليه وسلم أليسَ هُمْ
أَصحَابُهُ؟
مَنً الذي نَشَرَ الإسلامَ في بقاع الأرض، ومن الذي حمى حًمَى الدًّينً، ومن الذي أَنَارَ الأَرْضَ بعدَ ظلامًها
أليسَ هو أبو بكر، وعُمَرُ، وعثمان، وعَلًيّ، ومُعَاوًيَةَ بن أبي سفيان، أليسَ هو سعدُ بن أبي وقاص، وسعيدُ
بن زَيْد، وخالدُ بنُ الوليدً، وأبو هريرةَ، والمًقْدَادُ، وأُسَيْدُ بن حُضَيْر ... ؟
مَنْ هُمْ أصحاب بدْري، وأُحد، ومَن هُمْ أَهْلُ الخَنْدَقً والحُدَيْبًية، ومن هم أهل فتْحً مَكَّةَ، ومن الذينَ خَرَجُوا
معه في القَيْظً والحرًّ الشديد، والجَهْد والتعب من المدينة النبوية إلى تبوك، ومن أهل مُؤْتَةَ الذينَ واجَهُوا الرُّوم
وهم ثلاثةُ آلاف والكفار مًئَتَيْ ألفي! مَنْ أَصْحَابُ القادًسًيَّة واليرموك أَلَيْسُوا أصحابَ محمد صلى الله عليه
¥