وسلم؟! مَن الذي كَسَرَ كًسرى، وهزمَ قيصر، وقاتل الهند والسًّند أليسوا أصحابَ محمد صلى الله عليه
وسلم.
أَلَيْسُوا هُمُ الَّذًينَ قالوا لَهُ بًصَوْتً رَجُولي وَاحًد في المعركة: «يا رسولَ الله! صًلْ حَبْلَ مَنْ شًئتَ،
واقْطَعْ حَبْلَ مَنْ شًئْتَ، وخُذْ مًنْ أمْوالًنا ما شًئتَ، وأعطنا مَا شًئْتَ، ومَا أَخَذْتَ مًنَّا كان أَحَبَّ إلينا مًمَّا تركتَ،
وَمَا أَمَرْتَ فيهً مًنْ أَمْري فَأَمْرُنا تَبَع لأَمْرًكَ، فَوَاللهً لئًنْ سًرْتَ حتَّى تَبْلُغَ البَرْكَ مًنْ غَمدان - موضع باليمن-
لَنَسًيرَنَّ مَعَكَ، ووالله لَئًن اسْتَعْرَضتَ بًنا هذا البحرَ لَخُضْنَاهُ معكَ»!
وقالوا له - أيضاً -: «لاَ نَقُولُ لَكَ كَمَا قالَ قَوْمُ مُوسَى لموسى: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فقاتًلا إنَّا ههُنَا قَاعًدُونَ، ولكنَّا
نُقاتًلُ عن يَمًينًكَ، وعن شًمالكَ، ومًنْ بينً يديكَ ومًنْ خلفًكَ».
وفي بيعة «الرضوان» بايعوه تحت الشجرة لَمَّا دَعَاهُمْ إليها، على ماذا؟! بايعوه على أَلاَّ يَفًرُّوا، وعلى
الموت!!.
كاللَّيثً لا يَثْنًيهً عن إقدَامًهً خَوْفُ الرَّدَى وقَعَاقًعُ الإيعَادً
بل إًنَّ سَلَمَةَ بن الأَكْوَع رضي الله عنه بايَعَهُ ثلاث مرَّات، في أول الناسً، وأوسطهم، وآخًرًهًم!!
لهُ هًمَم لا مُنْتَهَى لًكًبَارًهَا وَهًمَّتُهُ الصُّغْرَى أَجَلُّ مًنَ الدَّهرً
ولذلك استحقوا رًضَى الله عنهم لأنهم أرخَصُوا أنفُسهم له، فأَذَلَّ الله مَن عاداهُمْ، وقَمَعَ مَنْ ناوَأَهُمْ، أو واحًداً
منهم.
إنَّ أصحابَ رسولً الله صلى الله عليه وسلم كانوا شُمُوساً طَلَعَتْ في سماءً الإنسانية مرَّةً، ولا تَطْمَعُ
الإنسانيَّةُ بَأَنْ تَطْلُعَ في سماءًهَا شموس مًن طَرَازًهًمْ مَرَّةً أُخرَى، إًلاَّ إذا عَزَمَ المسلمونَ على أن يرجًعُوا
إلى فًطْرةً الإسلام، وإلى الدًّينً الأَوَّل كما قال الإمام مَالًكُ بن أنس (ت: 179 - ): «لن يُصْلًحَ آخرَ هذهً الأُمَّةً
إًلاَّ مَا أَصْلَحَ أوَّلَهَا».
إنَّ كُلَّ خير فيهً المُسْلًمونَ إلى يومً القيامة مًن الأيمانً، والإسلامً، والقُرآنً، والعًلمً، والمعارفً، والعباداتً،
وعلوًّ كلمةً الله فإنما هو ببركةً مَا فعلهُ الصَّحابةُ الذينَ بَلَّغوا الدًّينَ، وجاهدوا في سبيلً الله، وكلُّ مؤمن آمنَ
بالله فللصَّحابةً رضي الله عنهم الفضلُ عليه إلى يومً القًيامة.
لقد كانوا هم رأس العلماء الربانيين، وهم الراسخون في العلم، وهم الوسائط بين الرسول وأُمَّته في نقل
العلم، فهم خُلفاؤُهُ وأولياؤهُ وحًزْبهُ وخاصَّتهُ وحَمَلةُ دًينه، هُمْ سادَاتُ الأُمَّةً، وقُدْوة الأئًمَّةً، وهم المضمونُ لهم
أنَّهُمْ لا يَزالونَ على الحقًّ لا يَضُرُّهم مَن خَذَلَهُمْ ولا مَن خَالَفَهُمْ حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذَلًكَ.
إنَّ هذا الجيل هو مَضْرًبُ المَثَلً في الصًّفاتً الحَسَنَةً والخًلاَل الجَمًيلَةً، وقد حازوا منها قَصْباتً السَّبقً،
واستَوْلوا على معالي الأمور في العَدْلً والدًّين، والأخلاقً والخير، وطَهَارَةً القُلوبً والصًّدق، والتَّسامُحً والعَفْو
والطًّيبَةً، والحًكمةً والعقل وحُسْنً التَّدْبًير، والرأي الثاقب، والبصيرة النَّافًذَةً، والقريحة الباهرة، والمُرُوءَةً
والكَرَمً، والشَّجاعَةً والإيثار، والفَضْلً والمعروف، والفَصَاحَةً والنُبْل وغير ذلك من الصفات الحسنة.
على قَدْرً أهلً العَزْمً تَأْتي العَزَائًمُ وتأْتي على قَدْرً الكريمً المَكَارًمُ
ويَكْبُرُ في عينً الصغير صَغيرهَا وتَصْغُرُ في عينً العظيم العَظَائًمُ
ولا يَمْتَري في ذلك من كان ذا قَلْب سَلًيم، وعَقْل مُسْتَقيم. وفضائلهم ومناقبهم لا تَخْفَى على أحد
مًمَّن لهُ أَدْنَى مَسْكة مًن عَقْل ودًين.
وَلَوْ لَمْ يَرًدْ مًنَ الله عز وجل ورسولهً صلى الله عليه وسلم فيهم شيء مما ذَكَرْنَاهُ لأوجَبَتً الحالُ التي
كانوا عليها من الهًجْرَةً، والجًهَادً والنُّصْرَةً، وبَذْلً المُهَجً والأَمْوَالً، وَقَتْلً الآباءً والأولادً، والمنَاصَحَةً في الدين،
وقُوّةً الإيمانً واليقين، القَطْعُ على عدالتهم، والاعتقادُ بنزَاهَتًهًمْ وأنهم أفضلُ مًنْ جَمًيعً المعَدَّليْن المُزَكَّيْن
الذين يجيؤُونَ مًنْ بَعْدًهم أَبَدَ الآبًدًين.
دغش بن شبيب العجمي
تاريخ النشر: الاثنين 29/ 1/2007
جريدة الوطن الكويتية - صفحة الإبانة
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=462725&pageId=310
ـ[معالي]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 11:34 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وبارك فيك.
رضي الله عنهم وأرضاهم، وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى.
ـ[ياسر1]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 02:59 م]ـ
بارك الله فيك
والله انك افدتنا
كثر الله من امثالك
¥