تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مع التوجيه ودوام النصح لا بد من توقع الأخطاء، والحكيم من يربي بالخطإ، ويبني بالزلة، في توجيه سديد من غير إهانة أو تجريح، أو مواجهات حادة تفقد الآباء صوابهم وقدرتهم على تطويق المشاكل، تدفعهم لأساليب الضرب أو الشتم القاسي اللاذع اللذين يضيعان وظيفة الأبوة بما هي حلم وسعة صدر وبعد نظر.

9. مراقبة في غير حصار:

من تمام مسؤولية الآباء مراقبة أبنائهم سلوكا ورفقة ودراسة ... ،على ألا تتحول هذه المراقبة إلى حصار يعد على الأبناء أنفاسهم، ويشعرهم أن الرقابة الأبوية تطاردهم في كل وقت وحين، مما يولد لديهم شعورا بالارتباك وعدم القدرة على أية مبادرة مهما كانت بسيطة، بل يجعلهم موضوع سخرية بين أقرانهم. إنما يحتاجه الأبناء هو الحرية القائمة على المسؤولية والمتابعة الرحيمة.

10. الاستقلال المالي:

يتعلم الأبناء استعمال النقود والتعامل بها لشراء حاجياتهم الخاصة، تنمية للجانب المالي في شخصيتهم، وتربية لهم على ترشيد المال، مع ما قد يكون من أخطاء تعتبر مفيدة؛ على أن الشح على الأبناء وعدم صرف مبالغ شهرية أو أسبوعية معقولة، يدفعهم للسرقة بطرق متعددة، قد لا يفطن لها الآباء دائما: (ادعاء الحاجة للوازم دراسية، بيع حاجياتهم وزعم ضياعها .. ).

11. القدوة:

التربية بالحال أبلغ من المقال، ومن لا حظ له مما يطالب به غيره عموما وأبناءه خصوصا، لا صدى لصوته، ولا أثر لحركته، ففاقد الشيء لا يعطيه، وما أبلغ قول الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إن فعلت عظيم

إن أخلاق الأبناء من أخلاق آبائهم،"وعلى أشكالها تقع الطير" كما يقول المثل، وقد يعود فشل تربية الأبناء إلى فشل الآباء في تقديم نموذج عملي صالح ومؤثر في نفوس الأبناء.

إن أهلية الآباء الحقيقية ومصداقيتهم تستمد من نموذجيتهم التربوية كما يحدد ذلك القرآن الكريم في سورة لقمان، إذ سحبت الوظيفة التربوية من الأبوين متى زاغا عن الجادة، وأمر الأبناء بالبحث عمن يتخذ دليلا ومصحوبا مربيا صفته الصلاح والاستقامة، يقول الحق سبحانه:"وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلي" (الآية:14)

خلاصة:

تعتبر تربية الأبناء من أوجب الواجبات على الآباء، وبحكم ما تتطلب من جهود من جهة، وما يترتب على نجاحها من خير يمتد عبر الأجيال من جهة ثانية، خصها ديننا الحنيف بعناية متميزة، واعتبر تربية الأبناء عملا صالحا يستمر خيره وثوابه إلى ما بعد وفاة الأبوين، وفي الحديث النبوي يقول صلى الله عليه وسلم:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... " فعد الولد الصالح من هذه الثلاث:"وولد صالح يدعو له".

وتزداد تربية الأبناء صعوبة بقدر فساد المنظومة التربوية السائدة في المجتمع، حيث يواجه الآباء تيارا عارما من الانحراف، ومن خلال واجهات متعددة: وسائل إعلام غازية للقيم وحاملة لثقافة التفسخ، مدرسة تخاصمت مع الفطرة، وراحت تطمسها بأساليب ممنهجة، ومجتمع مدني منخرط في مخططات تخريب المروءة والتطبيع مع الفاحشة، ... هكذا يفرض على الآباء سد فراغ باقي أطراف العملية التربوية، بل ومقاومة غزوها وعدوانها اليومي على فطرة الأبناء.

إن تربية الأبناء مسؤولية يسأل عنها الآباء، ويبقى عليهم استفراغ الوسع في ما كلفوه من رعاية، على أن التوفيق بداية ونهاية من الحق سبحانه، لكن حكمته اقتضت الأخذ بالأسباب، ومنها بناء الأسرة وفق الأسس التي حث عليها ديننا، وإلا فقد حكى لنا القرآن الكريم قصة سيدنا نوح مع ابنه الذي اختار سبيلا غير سبيل الحق فكان من المغرقين.

قواعد عامة في تربية الأبناء، نقلاً عن جماعة العدل والإحسان، وإن كنت أتوقع التعليق على موضوع الاذان في اليمنى واليسرى على إعتبار إن الحديث ضعيف أو لا أصل له.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 04:25 م]ـ

متعلق بالموضوع، هل الإنسان يحصد ما يزرع، أم كيف تقاس الأمور: http://saaid.net/tarbiah/144.htm

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 04:32 م]ـ

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا السؤال:

امرأة لها أولاد غير أشقاء، فخصصت أحد الأولاد وتصدقت عليه بحصة من ملكها دون بقية إخوته، ثم توفيت المذكورة وهي مقيمة بالمكان المتصدق به. فهل تصح الصدقة أم لا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير