تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول الحافظ، رحمه الله، في فتح الباري: (13/ 41_42) نقلا عن كتاب "أخبار البصرة" لعمر بن شبة: (قال المهلب: إن أحدا لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة، ولا دعوا إلي أحد منهم ليولوه الخلافة). اهـ، نقلا عن "العواصم من القواصم"، ص123.

ومن موضع آخر:

نقل عن الطبري، رحمه الله، (5/ 155):

عن سيف بن عمر التميمى عن أشياخه قالوا: بقيت المدينة بعد قتل عثمان خمسة أيام وأميرها الغافقي بن حرب يلتمسون من يجيبهم إلى القيام بالأمر فلا يجدونه: يأتى المصريون علياً فيختبئ منهم ويلوذ بحيطان المدينة (أي يختبئ في بساتينها) فإذا لقوه باعدهم وتبرأ من مقالتهم مرة بعد مرة، ويطلب الكوفيون الزبير فلا يجدونه، فأرسلوا إليه حيث هو رسلا فباعدهم وتبرأ من مقالتهم، ويطلب البصريون طلحة، فإذا لقيهم باعدهم وتبرأ من مقالتهم … فبعثوا إلى سعد بن أبي وقاص وقالوا: إنك من اهل الشورى فرأينا فيك مجتمع. فأقدم نبايعك. فبعث إليهم: وإنى وابن عمر خرجنا منها، فلا حاجة لى فيها. ثم إنهم أتوا ابن عمر عبد الله فقالوا: أنت ابن عمر فقم بهذا الأمر. فقال: إن لهذا الأمر انتقاماً، والله لا أتعرض له فالتمسوا غيري. اهـ

نقلا عن "العواصم من القواصم"، ص117.

وسيف بن عمر، وإن كان ضعيف الحديث، إلا أنه عمدة في التاريخ، كما أشار إلى ذلك الحافظ، رحمه الله، في "تقريب التهذيب"، ترجمة رقم 2724، ص213، وإن كان ابن حبان، رحمه الله، قد أفحش القول فيه، وابن حبان معروف بتشدده في الجرح مع كونه متساهلا في التوثيق، فهو، على أقل تقدير خير من أبي مخنف لوط بن يحيى، الإخباري التالف، الذي شوه بمروياته الكاذبة أحداث تلك الفترة، واغتر البعض برواية الطبري، رحمه الله، عنه فراح يتعامل مع تاريخ الطبري على أنه "قرآن منزل" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!!!!، حتى خرج علينا ممثل في مصر أدى شخصية عمرو بن العاص، رضي الله عنه، في مسلسل شوه سيرة فاتح مصر العظيم، ليقول: يا جماعة أنا قرأت في الطبري واقتنعت بما قرأت!!!!، هكذا بكل بساطة وبلا أي خلفية شرعية أو علمية، مع أن الطبري، رحمه الله، أبان عن شرطه في أول كتابه، فقال: (فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا)، فالرجل لم يشترط الصحة في مروياته وإنما كان همه الأول جمع المرويات، ومن أحال فقد أسند، ولعل رواياته تلك كانت سبيلا للطعن فيه، إذ رمي ببدعة القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو منها براء، ساعد على ذلك التباس اسمه بمصنف آخر، تلبس بهذه البدعة يسمى: محمد بن جرير بن رستم، أبو جعفر الطبري، و الطبري، رحمه الله: يدعى: محمد بن جرير بن يزيد، أبو جعفر الطبري، فالاسم واسم الأب والكنية واحدة، والاختلاف واقع فقط في اسم الجد، وهي معلومة في غاية النفاسة، أشار إليها الذهبي، رحمه الله، في ترجمة الطبري، في "ميزان الاعتدال"، ترجمة رقم "7306"، وهو إنما أورده في كتاب "ميزان الاعتدال" مع كونه مصنفا للمجروحين، لأنه اشترط إيراد كل من تكلم فيه بجرح ولو لم يكن صحيحا، والطبري، رحمه الله، من هذا الصنف الذي لم يصح القدح فيه، والله أعلم.

الشاهد: أن هذا كان حال القوم، فلم يكونوا مستشرفين لدنيا، كما زعمت، يلتمسون بدم عثمان، رضي الله عنه، جاها أو رياسة، وإنما فروا منها فرارهم من الأسد، حتى قبلها أمير المؤمنين، علي، رضي الله عنه، حفظا لدولة الإسلام وقياما بأمرها.

ولا أخفيك أني أرى دعواي أجدر بالقبول من دعواك، لما تقدم، فضلا عن تلاؤمها مع النصوص المتواترة في الكتاب والسنة، وما أكثرها، في الثناء على الصحابة، رضوان الله عليهم، لا سيما السابقين الأولين منهم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير