تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

وقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).

يقول ابن تيمية رحمه الله: (والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى و من رضي الله عنه لم يسخط عليه أبدا .............. فكل من أخبر الله عنه أنه رضي الله عنه فإنه من أهل الجنة و إن كان رضاه عنه بعد إيمانه و عمله الصالح فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه و المدح له فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك). اهـ

بتصرف من "الصارم المسلول"، (1/ 574)، طبعة محمد عبد الله عمر الحلواني , محمد كبير أحمد شودري.

ويقول أبو محمد بن حزم رحمه الله: (فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم ألبتة). اهـ

"الفصل"، (4/ 148).

*****

ولكنك تشك، كشكول، وتتفضل علينا بالقول بأنهم مسلمون سيدخلون الجنة بعد أن ينالهم نصيبهم من العذاب!!!!!، مثلهم في ذلك مثل فساق المسلمين، مع أن الفساق المليين، تحت المشيئة، قد يغفر الله، عز وجل، لهم ويدخلهم الجنة بلا سابقة عذاب، وقد يعذبهم بمقدار ذنوبهم ثم يخرجهم إلى الجنة بعد تطهيرهم منها، أما السابقون الأولون عندك: فلا، فإنهم متوعدون أبدا، بدخول النار، ولا يجوز أن يغفر الله لهم ابتداء، مع أن أسباب المغفرة في حقهم أعظم، لو تنزلنا، وقلنا بإنهم من أهل الوعيد أصلا، أي أنهم بلازم كلامك: أدنى مرتبة من فساق المسلمين!!!!، فما بالك وقد زكاهم الله، عز وجل، وأخبر أنه راض عنهم، ولا يصح أن يسخط عليهم بعد الرضا وإلا لزم من ذلك كذب خبره عز وجل بأنه قد رضي عنهم. لا أدري: أي لوازم تلك التي تلتزمها بكلامك الذي سطرته آنفا؟!!!!!.*****

*****

وكذا حديث العشرة، أي فضيلة فيه، إذا قيل بأن الوعد بالجنة فيه مقيد بتطهيرهم أولا بدخول النار جزاء اجتهادهم!!!، مع أن المجتهد مأجور مطلقا: إما أجرين، كما هو حال علي، رضي الله عنه، في يومي: "الجمل"، و "صفين"، وإما أجرا واحدا كما هو حال خصومه فيهما.

وحديث الشجرة وفيه: (والذي نفسي بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة)، وكان علي وطلحة والزبير، رضوان الله عليهم، من المبايعين، فعلام تتحقق البشارة في حق علي، رضي الله عنه، فيب النبي صلى الله عليه وسلم في يمينه، وتتخلف في حق طلحة والزبير، رضي الله عنهما، فيحنث النبي صلى الله عليه وسلم في يمينه، بلازم كلامك، فهو يقسم على أمر، وأنت تقول: لا لن ينجو القوم ابتداء من النار!!!!، أليس ذلك تفريقا بين المتماثلات تأباه العقول؟!!!!!.

ولو كان التدين باعتقاد دخولهم النار ابتداء، كما تزعم، حقا، لكان علي، رضي الله عنه، أولى الناس بالتزامه، ولسجد لله شكرا، كما سجد بعد "النهروان"، لما بحث عن جثة "ذي الثدية" فوجدها، وهو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطائفة التي تقتله هي أدنى الطائفتين للحق، فاطمأن قلبه، وعلم أنه صاحب البشارة، وما أجدره بها، ولكنه على العكس، بكى بكاء مريرا بعد يوم "الجمل":

وحين جاء الخبر إليه بمقتل الزبير رضي الله عنه قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وجاء ابن جرموز بسيف الزبير، فقال علي: إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله من الأنصار عن أبيه أن عليا قال: بشروا قاتل طلحة بالنار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير