تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ترى في رؤياي أيها الصديق؟ فقال يوسف: أرى أيها الملك أن تجمع الطعام وتزرع زرعا كثيرا في هذه السنين الخصبة وتبني الأهرام والخزائن وتجعل القمح فيها بسنبلة وقصبة ليكون أبقى ولا يفسد وقصبة القمح تصبح علفا للدواب. وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم الخمر فيكفيك ما جمعته من طعام لأهل مصر ومن حولها. ثم يأتيك الناس من كل مكان ليأخذوا مما كنزت لهم من هذا الطعام, فيجتمع عندك من الكنوز ما لا يجتمع لأحد من قبلك. تبسّم الريّان ونظر ليوسف نظرة إكبار و إجلال وقال له: ومن لي بهذا ومن يجمعه ويبيعه لي ويكفيني الشغل فيه؟ فقال يوسف: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} أي أعلم بسني المجاعة وكاتب حاسب لهذا كله. فقال الملك: ومن أحق منك؟ وولاه خزائن الأرض وقال له: {انك اليوم لدينا مكين أمين}.وهلك العزيز الذي كان على هذه الخزائن قبل يوسف, وزوّج الملك يوسف بامرأة العزيز, وأنجب منها رجلين هما أفراييم بن يوسف, و منشه بن يوسف, وأصبح يوسف من يومها مكينا أمينا, بعد أن خصه الله بمعجزات كثيرة لا تحص ولا تعد, ولعل أشهرها تأويله للرؤيا, رؤيا صاحبي السجن ورؤيا الملك الوليد.

محمد u

قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر* وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم, وكل أمر مستقر*} 0

كان على رسول الله r , وعلى الأنبياء جميعا, أن يتحملوا تبعات رسالاتهم, ومن تبعات هذه الرسالات ومسؤولياتها الشاقة هو جدل الكفار وطرحهم أسئلة تحتاج الى إعجاز من الله I , وكم أعطى الله I لأنبيائه من المعجزات والآيات, ومنهم موسى u , فقد شق له البحر, وجعل عصاه ثعبانا ضخما يبطل سحر السحرة, ويزعج فرعون ومن معه, وجعل له الجبل يطير في الهواء .. وصالح الذي أتاه الناقة .. وغير ذلك .. وهنا نجد أن القرآن قد أورد كل هذه المعجزات في قصصه. ومما روي أن أهل مكة شأنهم شأن غيرهم من الأمم سألوا رسول الله r أن يريهم آية أو معجزة, فأراهم u القمر شقين!! قال رجل اسمه مطعم من أهل مكة: انشق القمر على عهد رسول الله r فصار فرقتين أو جزأين جزء على هذا الجبل, وجزء على هذا الجبل. ترى ماذا قال الكفار عن هذه المعجزة العظيمة؟ أجعلتهم يؤمنون بما جاء به محمد r, أم يصرّون على كفرهم؟ لم يصروا على كفرهم فقط بل انهم اتهموا رسول الله r وقالوا حجتهم الواهية, قالوا: ان محمدا قد سحرنا!! ظنوا أن هذا سحر, ورفضت عقولهم الايمان فنزل قول الله I:{ اقتربت الساعة وانشق القمر}. كانت مكة بيئة صحراوية لا ماء فيها ولا أنهار وتعتمد اعتمادا كبيرا على المطر, وكذلك كانت المدينة الا أن المدينة كان بها بعض الآبار لكنها لم تكن تكفي الا لشرب الناس فقط, ومن هذه الآبار "بئر حاء" الذي اشتراه أبو طلحة الأنصاري وأعطاه هديّة للمسلمين, وذلك عندما نزلت الآية الكريمة التي تقول: {لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون}. ومرت بالمدينة أيام أصاب المسلمين قحط شديد, بسبب قلة المطر, فدخل رجل المسجد على رسول الله r وهو قائم على المنبر يخطب في الناس, فظل الرجل يمشي حتى جاء في مواجهة الرسول r , وقال للرسول: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل, فادع لنا الله يغيثنا. لقد طلب الرجل من رسول الله r الغوث بالدعاء الى أن ينزل الله المطر عليهم. رفع رسول الله r يديه وقال: "اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا". رواه البخاري. كان أنس بن مالك t في المسجد, مسجد رسول الله r في المدينة, فقال أنس: (والله ما في السماء من سحاب ولا فزعة ولا شيء, وما بيننا جبل سلع, وهو جبل داخل المدينة, فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس, فلما توسطت السماء انتشرت, ثم أمطرت, والله ما رأينا الشمس ستة أيام) ومرت الأيام الستة وفي يوم الجمعة التالي دخل رجل آخر من الباب نفسه الذي دخل منه الرجل في الجمعة السابقة, وكان رسول الله r يخطب في الناس فقال الرجل للرسول: يا رسول الله هلكت الأموال, وانقطعت السبل ادع الله أن يمسكها. أي أن الأمطار, من شدتها, قطعت الطرق, وبدأت تؤذي الماشية والزرع, فرفع رسول الله r يديه ثم قال:" اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام والجبال, ومنابت الشجر"والآكام التي يقصدها رسول الله r في الحديث هي التلال الصغيرة المرتفعة. وما ان انتهى رسول الله r من هذا الدعاء المبارك حتى انقطع المطر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير