وخرج الناس يمشون في الشمس. وكانت هذه معجزة نزول المطر بدعاء رسول الله r0
. ومن معجزاته r الكثيرة الذي يدل على صدق نبوته ورسالته, فالإنسان يعرف دائما ويعقل أن الماء له منابع منها الآبار والأنهار, وفي هذه المعجزة يروي أنس بن مالك tخادم رسول الله r يقول: ان الماء كان ينبع من بين أصابع رسول الله r فقد قال أنس t:( رأيت رسول الله r, وقد حانت صلاة العصر, والتمس الناس الماء للوضوء, فلم يجدوه, وكان عددهم قرابة ثلاثمئة رجل من أصحاب رسول الله r, فأتي رسول الله بماء للوضوء في إناء, فوضع رسول الله r يده في ذلك الإناء, وأمر الناس أن يتوضؤوا). يقول أنس: (فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه, فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم) فسأل رجل أنسا راوي القصة فقال: كم كنتم يا أنس؟ قال أنس زهاء ثلاثمئة رجل. هذه معجزة ظاهرة, لا يستطيع بشر أن يأتي بها, وقد اختص بها رسول الله r , وهي معجزة تدل على صدق نبوته r, إذ شهدها الناس في مكان عام وبعدد كبير بلغ الثلاثمئة رجل تقريبا. خرج رسول الله r قاصدا مكة لزيارة بيت الله الحرام, وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة, وكان رسول الله لا يبغي حربا ولا قتالا ولكنه دعا المسلمين للنصرة والنجدة ودعا من حوله من قبائل الأعراب خشية أن تعترضه قريش بحرب, أو يصدوه عن البيت , فتثاقل عنه الأعراب وقبائلهم, فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار, ومن لحق به من العرب ليس معهم من السلاح الا السيوف في أغمادها وساق معه الهدي, وهو الماشية التي أراد إهداءها لمكة من النعم وأحرم بنيّة العمرة وهي الطواف والسعي بين الصفا والمروة فقط. والفرق بين الحج والعمرة أن العمرة تجوز للإنسان في السنة كلها, بينما الحج له وقت معروف من السنة, مع زيادة بعض الأعمال. وسار رسول الله r حتى نزل بأقصى الحديبية, وهي مكان أو موضع بينه وبين مكة مسافة قريبة, سميّت مرحلة واحدة من السير. ولما علمت قريش اعترضت على دخوله r مكة ومنعته من ذلك وجاءت الأخبار تقول أن كفار قريش قتلوا الرجال الذين أرسلهم رسول الله r للاستئذان في دخول مكة ومن بين هؤلاء عثمان بن عفان, فبايع المسلمون الرسول r , عندما نادى المنادي قائلا: أيها الناس, البيعة البيعة! فثاروا الى رسول الله, وهو تحت الشجرة فبايعوه على القتال حتى النصر, ولذلك فقد أطلق عليهم أهل بيعة الرضوان وأنزل الله فيهم قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا} 0
وفي هذا اليوم العظيم يوم الحديبية, حدثت معجزة عظيمة من معجزات النبي r, فقد كان بالحديبية بئر ماء استطاع أصحاب أهل بيعة الرضوان وكان عددهم ألفا وأربعمائة رجل, استطاعوا أن ينزحوا الماء من البئر حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء واحدة, ولذلك فقد خاف الناس العطش من قلة الماء, فشكوا ذلك الى رسول الله r, فجاء u, وجلس على حافة البئر, فطلب قليلا من الماء فجيء به اليه r فتمضمض منه, ومجّ ما تمضمض به في البئر وأصحابه ينظرون. وما هي الا لحظات حتى بدأ البئر يضخ الماء فيعلو ويعلو فأخذ الناس يسقون الإبل والماشية ويشربون هم ويملؤون أوانيهم بالماء, وأدوات حمل الماء عندهم, ونحن نعرف أن عددهم كان ألفا وأربعمائة رجل, وهم من الصالحين ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه عندما أطاعوا رسوله الكريم وبايعوه على التضحية بأرواحهم في سبيل دينهم ودعوة محمد r. وكانت هذه معجزة وآية نبوية صادقة تدل على مكانة رسولنا الكريم u عند ربه, لأنه رسول الله حقا وصدقا .. يروي جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري صحابي مشهور يعرفه المسلمون جيدا, كان صادقا وفيا لدينه ولرسوله r المعجزة0 ترى ماذا قال جابر بن عبدالله t؟ قال: سرنا مع النبي r حتى نزلنا واديا واسعا رحبا, فذهب رسول الله r يقضي حاجته, فسرت خلفه, و تتبعته باداوة فيها ماء, أو إناء فيه ماء, فنظر u فلم ير شيئا يستتر به واذا شجرتان بشاطئ الوادي, فانطلق u الى أحدهما فأخذ ببعض أغصانها وقال:"انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش (أي الملجم بعود في عظم الأنف لينقاد به البعير) الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعضا من أغصانها وقال:" انقادي عليّ بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي
¥