يصانع قائده حتى اذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما, وجمع بينهما أي جمعهما, وقال u:" التئما عليّ بإذن الله" فالتأمتا. قال جابر: فخرجت أعدو بشدّة مخافة أن يحس بقربي فيبعد, فجلست أحدث نفسي فحانت مني التفاتة, فاذا أنا برسول الله r مقبل واذا الشجرتان افترقتا, وقامت كل واحدة منهما على ساق ... هده هي إحدى معجزات النبي الخارقة للعادة التي لا تكون الا لنبي من الأنبياء عليهم السلام. فالشجرة استجابت وأطاعت أمر رسول الله, انه أمر خارق للعادة. كان رسول الله r قد اعتاد حين يخطب في المسلمين أن يخطب على جذع نخلة .. وذات يوم جاءت امرأة من الأنصار وكان لها غلام يعمل نجارا. فقالت يا رسول الله ان لي غلاما نجارا فأمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟ قال: بلى. فصنع له الغلام منبرا, فلما كان يوم الجمعة وقف رسول الله يخطب على المنبر الجديد المصنوع من الخشب فسمع u جذع النخلة يئن كما يئن الصبي, فقال النبي r :" ان هذا بكى لما فقد من الذكر". وجاءت رواية أخرى لهذه القصة في صحيح البخاري تقول: فصاحت النخلة (جذع النخلة) صياح الصبي ثم نزل r فضمه اليه يئن أنين الصبي الذي يسكن. قال r :" كانت تبكي (النخلة) على ما كانت تسمع من الذكر عندها". اذن فحنين الجذع شوقا الى سماع الذكر وتألما لفراق الحبيب الذي كان يخطب اليه واقفا عليه وهو جماد لا روح له ولا عقل في ظاهر الأمر. هذه معجزة بكل المقاييس تخالف ما اتفق عليه أن الجماد لا يتحرّك ولا يشعر, وفي الحقيقة فانها كائنات تسبّح بحمد الله I, وهي من الكائنات التي لا نسمع تسبيحها. بل سمعها الأنبياء بمعجزة وآية من الله I. واذا كان الرسول r قد جاء بمعجزة كهذه لا يقدر عليها بشر مثله, ولم تؤت لأحد من البشر الذين هو منهم, فان ذلك دليل على صدق وعظم نبوته u 0. انحصرت الخلافة بعد رسول الله r في أبي بكر الصديق t, والفاروق عمر t وعثمان ذي النورين t0
وفي هذه القصة المعجزة التي رواها الحافظ أبي بكر البيهقي رواه أحمد رضي الله تعالى عنهما عن سويد بن يزيد السلمي قال: سمعت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه يقول: لا أذكر عثمان الا بخير بعد شيء رأيته, وبيّن ذلك الخبر الذي رآه فقال: كنت رجلا أتبع خلوات رسول الله r, فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست اليه, فجاء أبو بكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله, فجاء عمر وجلس عن يمين أبي بكر, ثم جاء عثمان فجلس عن يمين عمر, وبين يدي رسول الله r سبع حصيات فأخذهن في كفه فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين جذع النخل, ثم وضعهن فخرسن أي سكتن, ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل, ثم وضعهن فخرسن, ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين جذع النخل, ثم وضعهن فخرسن, ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل, ثم وضعهن فخرسن, فقال النبي r :" هذه خلافة النبوة". فهذه معجزة عظيمة من معجزات النبي r ذات شقين أولهما: أن الحصى يسبّح في أيدي الخلفاء الراشدين. والثاني أن الخلافة فعلا انحصرت في أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وذي النورين عثمان ووصلت الى علي رضي الله عنهم. كان الأنصار في المدينة يستخرجون الماء من البئر بواسطة الإبل فانظر الى هذه القصة التي يرويها أنس بن مالك t فقال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يستخرجون الماء من البئر عليه, انه استصعب عليهم فمنعهم من استخدامه أي منعهم من استخدامه في هذا العمل. فجاء الأنصار الى رسول الله r فقالوا: انه كان لنا جمل نستخرج عليه الماء من البئر, وانه استصعب علينا وعصانا ومنعنا أن نكلفه بهذا العمل وقد عطش الزرع والنخيل. فقال رسول الله r لأصحابه:"قوموا" فقاموا فدخل البستان الذي فيه البعير أو المكان المحاط بالجدران الذي يأوي اليه البعير في وقت راحته, وكان الجمل في ناحية, فمشى النبي r نحوه, فقال الأنصار: انه صار مثل الذي به داء الكلب, أي أنه مسعور, و إنا نخاف صولته عليك يا رسول الله. فقال u:" ليس عليّ منه بأس" أي إني لا أخاف منه, فلما نظر الجمل الى رسول الله r, أقبل نحوه حتى خرّ ساجدا بين يديه, فأخذ رسول الله بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل. فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل, تسجد لك ونحن أحق
¥