معجزات النبي r واحدة تلو الأخرى0
كثرة الطعام:تكررت وتعددت معجزات تكثير الطعام والشراب, فبلغت عشرات المرات, في ظروف مختلفة ومواقف مختلفة, ومناسبات عديدة لكل مناسبة وقتها وظروفها. ومما روى أبو هريرة tعن شيء من هذه المعجزات, ما حدث في تبوك, وغزوة تبوك كلنا يعرف أنها كانت مشقة وعسرة, فقد خرج الرسول r والمسلمون في جو شديد الحر, ومشوا في طريق وعر بين الجبال والصخور, حتى انه u كان لا يجد ما يكفي من الإبل ما يحمل عليه رجاله وجنوده, ورغم تبرّع عثمان بن عفان وأهل الخير والكرم من المسلمين الا أن ذخيرة الجيش الإسلامي وزاده من الطعام كانت قليلة لأبعد حد يتخيّله الإنسان. فقد قال أبو هريرة t: كنا مع رسول الله r في غزوة غزاها (وهي غزوة تبوك) فنفذ زاد المسلمين واحتاجوا الى الطعام, ولم يكن أمامم سوى الإبل والجمال التي يركبوها, فاستأذنوا رسول الله r في نحر الإبل وذبحها ليأكلوا منها, فأذن لهم r, لما وجدهم في حاجة شديدة الى الطعام. وقد بلغ هذا الخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاعترض على هذا الأمر لما فيه من أذى للمسلمين ولعلمه بوعورة الطريق وبعده عن المدينة مما يجعل العودة شاقة بل مستحيلة وتعرّض المسلمين وحياتهم للخطر لو قطعوا هذه المسافة مشيا على الأقدام بعد قتال وجهاد ضد الكفار في تبوك. فجاء عمر الى رسول الله r فقال: يا رسول الله ابلهم التي تحملهم وتبلغهم عدوهم ينحرونها؟ أي أن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة النظر, ووضع عمر t حلا أمام رسول الله وقال: ادع الله على بقايا الطعام, ادع الله U فيها بالبركة. فقال رسول الله r :" أجل يا عمر" ودعا ببقايا الطعام فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا رسول الله r ربه أن يبارك فيها ودعاهم بأوعيتهم فملأوها بزاد وطعام كثير فقال رسول الله r :" أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أني عبدالله ورسوله ومن لقي الله U بها غير شاك دخل الجنة". وهكذا كانت معجزات تكثير الطعام متوالية تأتي متكررة في مناسبات عدة.
5. نعجة أم معبد: خرج رسول الله r مهاجرا من مكة الى المدينة, بعدما أذن الله I له بالهجرة, فلما قال الرسول لأبي بكر t في داره:" ان الله قد أذن لي في الخروج والهجرة" قال أبو بكر t ( الصحبة يا رسول الله) فقال u:" الصحبة" خرج الرسول من خوخة في بيت ظهر أبي بكر الى أن وصلا غار ثور وأمر أبو بكر ابنه عبدالله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهارا ثم يأتيهما مساء بما كان في ذلك اليوم من الخبر, كما أمر أبو بكر tعامر بن فهيرة مولاه t وراعيه أن يرعى غنمه نهارا ثم يريحها عليهما مساء, ليسقيهما من لبنها, واذا جاءهما عبدالله أو أخته أسماء بطعام اتبع عامر بن فهيرة أثرهما بالغنم حتى يختفي أثرهما ولا يتبعهما أحد فيعرف مكان الرسول وأبو بكر الصديق في الغار, غار ثور. وأقام الرسول r مع أبي بكر ثلاثة أيام, وطلبهما المشركون طوال ثلاثة الأيام, ولما مضت ثلاثة أيام, وسكن الناس عنهما, ويأسوا من العثور عليهما, أتاهما عبدالله بن أريقط الذي استأجراه بالراحلتين, فقدم أبو بكر لرسول الله rأفضلهما, وقال: (اركب فداك أبي وأمي) , ومضى الصديقان الرسول r وأبو بكر الصدّيق t في طريقهما المبارك الى المدينة. وفي الطريق مروا بخيمة أم معبد, وهي عاتكة بنت خالد من قبيلة خزاعة. مر الرسول r على خيمتها ومعه أبو بكر t, وكانت امرأة تجلس في خيمتها, تختبئ في قبة الخيمة, ثم تسقي وتطعم المارّة, فسألها r وصاحبه لحما وتمرا يشترونه منها, فلم يجدا عندها شيئا, وكان الرسول r وصاحبه يشعران بجوع شديد فنظر الرسول r فوجد شاة بالقرب من الخيمة, فقال u:" ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: شاة أو نعجة خلفها الجهد والمرض عن الغنم, فقال:" هل بها لبن" قالت: هي أضعف من أن تدر لبنا. قال u :" أتأذنين لي أن احلبها؟ ". قالت متعجبة: بأبي أنت وأمي! ان رأيت بها حلبا فاحلبها. فدعا بها رسول الله r فمسح بيده على ضرعها, فسمّى الله تعالى, ودعا لها في شأنها, فامتلأ ضرعها ودرّت واجترّت, وطلب الرسول r بإناء يشرب فيه هو وأصحابه, فحلب فيه حتى امتلأ عن آخره, فشرب الجميع حتى أم معبد, وشرب الرسول وأصحابه من اللبن حتى رووا, ثم استراحوا وشربوا لبنا أيضا, ثم حلب الرسول في الإناء مرة أخرى حتى ملأه عن آخره, وتركه مليئا باللبن عندها, وقبل أن
¥