تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يغادر المكان u, بايعها على الإسلام. هكذا كانت شاة أم معبد الضعيفة المجهدة معجزة لأنها سقت كل هذا الجمع بعد أم مسح عليه السلام على ضرعها ودعا ربه فسقى أصحابه وشرب هو وترك عندها لبنا. ولما جاء زوجها يسوق أغناما عجافا ضعيفة, رأى عندها لبنا فتعجّب وقال: من أين لك هذا يا أم معبد, والشاة عازب حيال, ولا حلوب في البيت؟ قال: لا والله, الا أنه مرّ بنا رجل مبارك, من حاله كذا وكذا. فقال زوجها: صفيه يا أم معبد, فوصفته له وصفا دقيقا في كلام طويل. قال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش, الذي ذكر لنا من أمره في مكة. هكذا كانت معجزاته في الطعام والشراب r 0.

سدرة المنتهى: قال تعالى: {ثم دنا فتدلى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى الى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رءاه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى* عندها جنة المأوى* إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى* لقد رأى من آيات ربه الكبرى} 0 السدرة هي شجرة نبق عظيمة هائلة, لم تكن على الأرض ولكنها كانت في السماء, بعد السماء السابعة, وهي أكبر من أي شجرة ضخمة رأيتها في الدنيا ملايين المرات, والسدرة شجرة ينتهي اليها كل ما يصعد على الأرض من أعمال الناس والأرواح, ثم يقبض أو يؤخذ من عندها, وينتهي اليها كل ما يهبط من أعلى فيؤخذ منها. بعد أن عرفنا السدرة, وعرفنا أن الرسول r قد رأى في رحلة الإسراء ما رأى في السماء السابعة, بعد هذا كله صعد به جبريل الى ما بعد السماء السابعة, صعد به الى معجزة عظيمة, اتجه الى سدرة المنتهى, وقبل أن يصل رسول الله r الى السدرة رأى نهرا صافيا جميلا نصبت عليه خيام مرصّعة باللؤلؤ والياقوت وعلى حافتيه طيور جميلة خضراء عليها نضرة النعيم, فقال u : " يا جبريل ان هذا الطير لناعم". قال جبريل: يا محمد ان الذي يأكل هذا الطير أنعم منه. ثم قال جبريل: يا محمد؛ أتدري أي نهر هذا؟ فقال r : " لا". قال جبريل: هذا نهر الكوثر الذي أعطاك الله إياه. ثم رأى رسول الله r نهرا آخر يسمى نهر الرحمة فاغتسل فيه, فغفر الله له ما تقدم من ذنبه, وما تأخر؛ ثم رفع رسول الله r الى الجنة, ورأى الرسول r بها أنهارا من ماء صاف جميل, وأنهارا من لبن لم يتغير طعمه, وأنهارا من عسل مصفى. وقال u:" ان الله تعالى أعدّ لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". وخرج النبي u من الجنة, فلقيه ملك, فرحّب به كما رحّبت به الملائكة من قبل, ولكنه كان عابسا لم يبتسم له كما ابتسمت الملائكة, فعجب عليه السلام وقال: " يا جبريل من هذا الملك, الذي قال لي مثل ما قالت الملائكة, ولم يضحك, ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم". فقال جبريل: هذا مالك خازن النار .. أما انه لو ضحك الى أحد من قبلك, أو كان ضاحكا الى أحد من بعدك لضحك اليك, ولكنه لا يضحك. فقال u لجبريل:" ألا تأمره أن يريني النار؟ " فقال جبريل: بلى. ثم نادى جبريل مالكا فقال له: أر محمد النار. فكشف مالك عن النار غطاءها ففارت .. وارتفعت, حتى ظن الرسول أنها ستأتي على كل ما يرى, فيها غضب الله ونقمته, لو وضعت فيها الحديد والحجارة لأكلتها. فقال u :" يا جبريل مره ليردّها الى مكانها" فأمر جبريل عليه السلام مالكا أن يردها. فقال مالك للنار: أخبي فرجعت النار الى مكانها الذي خرجت منه, وردّ عليها غطاءها. ومالك: هو رئيس الملائكة القائمين على النار والعذاب يوم القيامة وقد ذكر اسمه في القرآن لقوله Y: { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك, قال إنكم ماكثون} وقد مرت برسول الله r رائحة طيبة فقال لجبريل: " ما هذه الرائحة". قال جبريل: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها!! كان من أخبارها في الدنيا أن سقط من يدها المشط الذي تمشط به شعر بنت فرعون فمالت على المشط وأخذته وقالت: باسم الله .. فقالت بنت فرعون: من الله هذا؟ أهو أبي فرعون؟ قالت الماشطة: لا .. انه ربي, وربك, ورب أبيك. قالت بنت فرعون: أولك رب غير أبي فرعون؟! قالت الماشطة: نعم, ربي, وربك ورب أبيك .. الله U. وبلغ الخبر فرعون, فدعاها, فقال لها: ألا رب غيري؟! قالت: نعم .. ربي وربك الله I, فغضب فرعون, وأمر بنار عظيمة, فأوقدت, فألقى فيها أولادها ما عدا طفلا رضيعا, فأمرها فرعون, أن تقذف بنفسها في النار, فتقاعست قليلا من أجل ولدها الرضيع,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير