تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على صلابته وقوته, ويئس الشيطان فكر في رحمة فذهب اليها وملأ قلبها باليأس حتى ذهبت الى أيوب تقول له:حتى متى يعذبك الله, أن المال والعيال والصديق والرفيق, أين شبابك الذاهب وعزك القديم؟ وأجاب أيوب امرأته: لقد سوّل لك الشيطان أمرا .. أتراك تبكين على غرفات وولد مات؟ قالت: لماذا لا تدعو الله أن يزيح بلواك ويشفيك ويكشف حزنك؟ قال أيوب: كم مكثنا في الرخاء؟!! قال رحمة: ثمانين سنة. قال أيوب: كم لبثنا في البلاء والمرض؟ قالت سبع سنين. قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي, وما قضيت فيه مدّة رخائي. لقد بدأ إيمانك يضعف يا رحمة, وضاق بقضاء الله قلبك .. لئن برئت وعادت إليّ القوة لأضربنّك مئة عصا .. وحرام بعد اليوم أن آكل طعاما من يديك أو أشرب شرابا أو أكلفك أمرا .. فاذهبي عني. وذهبت عنه زوجته وبقي أيوب جسدا صابرا وحيدا, يحتمل ما لا تحتمله الجبال .. وأخيرا فزع أيوب الى الله داعيا متحننا لا متبرما, ودعا الله أن يشفيه. ماذا قال u في دعائه يا ترى؟ لقد قال القرآن الكريم أن أيوب u نادى ربه فقال: {أني مسني الضرّ وأنت أرحم الراحمين} 0 وجاءت الاستجابة سريعة من الله I, ونزل وحي الله على أيوب u:{ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}.وضرب أيوب الأرض برجله الضعيفة كما أمره الله, فانفجرت عيون من ماء عذب زلال بارد وصاف, فاغتسل أيوب بماء إحدى هذه العيون التي فجرها له الله Y, فاذا بجلده الدامي المتقرّح يصبح سليما نظيفا جميلا, وشرب u من ماء عين أخرى, فاذا به سليم معافى, قد سرت في جسمه القوّة, ودبّ النشاط .. !! وكانت إحدى معجزات الله القادر على كل شيء الذي يقول للشيء كن فيكون. وجلس u وقد استردّ صحته, وعافيته, ورونقه وجماله, في حلة قشيبة من عند الله, فشكر الله على ما ابتلاه, وعلى ما أنعم به عليه. وكان قد أقسم أن يضرب امرأته مائة ضربة بالعصا عندما يشفى, وها هو قد شفي, وكان الله U يعرف أنه لا يقصد ضرب امرأته, ولكي لا يرجع عن يمينه أو يكذب فيها أمره الله أن يجمع حزمة من أعواد الريحان عددها مائة, ويضرب بها امرأته ضربة واحدة, وبذلك يكون برّ في قسمه ولم يكذب. رحم الله أيوب العبد الصابر. {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث, إنا وجدناه صابرا, نعم العبد انه أوّاب} 0

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير