ج) - تكاملية: الثقافة ذات طابع تكاملي , و هي مركبة حيث تتكون من عناصر و سمات مادية و فكرية ,تتجمع مع بعضها في نمط pattern , و أنماط ثقافة تترابط و تتكامل مع بعضها بفضل بعض العناصر التجريدية التي يطلق عليها اسم موضوعات أساسية أو تشكيلات configurations و يقول كلاكهون ((فأسلوب حياة كل جماعة هو عبارة عنب ناء و ليس مجرد مجموعة عشوائية من أنماط الاعتقاد و السلوك الممكنة ماديا , و الفعالة وظيفيا ,فالثقافة نسق تقوم أجزاؤه على الاعتماد المتبادل فيما بينها ..
ح) - واقعية: اعتبر كثير من العلماء الظاهر الثقافية كالظواهر الاجتماعية ,و بالتالي فانه ينبغي النظر اليها (كالأشياء) واقعية مستقلة لا تتعلق بوجود أفراد معينين. و بناء عليها يمكن دراستها كأشياء مدركة موضوعيا, و ثؤثر الظواهر الثقافية بعضها ببعض ,كما تؤثر في السلوك الاجتماعي للأفراد في المجتمع و هي تخضع (لقواعد) اجتماعية.
خ) - استمرارية: الثقافة ظاهرة تنبع من وجود الجماعة و رضاهم عنها ,و تمسكهم بها ,و نقلها الى الأجيال اللاحقة ,فهي بذلك ليست ملكا لفرد معين.,فهي لا تموت بموت الفرد ,لأنها ملك جماعي و تراث يرثه جميع أفراد المجتمع, كما انه لا يمكن القضاء على ثقافة ما , الا بالقضاء على جميع أفراد المجتمع الذي يتبعها , أو تذويب تلك الجماعة التي تمارس تلك الثقافة بجماعة اكبر أو أقوى ,و لا تفنى الثقافة الا اذا انقرض المجتمع الذي يمارسها سواء بالقوة أو الحرب أو السيطرة أو ظهور ثقافة جديدة من منطلق عقائدي جديد قوي و مسيطر ,و هذا أمر يصعب تنفيذه على ارض الواقع.
د) - إنسانية: الثقافة ظاهرة تخص الإنسان فقط لأنها نتاج عقلي , و لا إنسان يمتاز عن باقي المخلوقات بقدرته العقلية و إمكاناته الإبداعية ,و لا يشارك الإنسان في هذه الظاهرة – الثقافة – أي من المخلوقات الحية ,فتتطور الإنسان من المرحلة الرعوية الى المرحلة الزراعية فالمرحلة الصناعية ,و تعلم من الذين سبوه , و هو بدوره سينقلها إلى الأجيال القادمة لان الثقافة التي هي من صنع الإنسان لا تنتقل الا من خلاص الإنسان نفسه.
الأنماط الثقافية: إن العناصر المعيارية لأي ثقافة تأخذ شكل نماذج تمثل أنماط السلوك الفردي التي يمارسها أعضاء المجتمع.
و تعطى هذه الأنماط التماسك و الاستمرارية و الشكل المميز لأسلوب الحياة للناس و المتبنين لها. و للتخطيط الثقافي مظهران متكاملان: سلوك ظاهري مأخوذ بدلالته المميزة و قيم نفسية مفهومة ضمنا. إن هذه القيم الضمنية تؤثر في الأشكال الظاهرية الممارسة. و القيم المختلفة تتضح في أشكال المختلفة و هذا ما يمكن رؤيته مثلا من أنماط الزواج بين الأمريكيين و العرب فاختيار القرين أو الطرف الآخر يقوم به الأفراد في ثقافة معينه و يفرض من العائلات الأخرى و هكذا.
و في المجتمعات الأوربية يعتبر تقديم الأشياء الثمينة خلال الخطبة وفي وقت الزواج ثانويا ((و شكليا)) وفي المجتمعات أخرى كالمجتمعات العربية يعتبر أساسية و منظمة و متبعة.و مع هذا نتعرف على الطريقة الصحيحة في كلا المجتمعين ظاهريا و ((ضمنيا)) و اكثر من هذا يستطيع أعضاء كل من المجتمعين القول بان نمطهم و طريقتهم في الزواج هي الأصح. و هكذا يمكن القول ان النمط الثقافي هو: " انعكاس العناصر المشتركة على السلوك الفردي لهؤلاء الذين يعيشون في الثقافة التي ولدوا في أحضانها ".
كيف تتكون الثقافة:
أ). الثقافة الفردية: يخلق الطفل مزوداً بحوافز ودوافع وقدرات وإمكانيات يتميز ببعضها عن جميع المخلوقات الأخرى غير البشرية، تدفعه لأنماط من السلوك الفطري الغريزي، وتتيح له ابتداء تلمس حاجاته الجسدية، في ظل الشعور بالأمن في حضن الأم التي تحوطه بالمحبة وتغمره بالحنان وتشمله بالرعاية، فلا يلبث أن يحاول تركيب ومطابقة ما يرى وما يسمع، وأن يحاول التعبير عن كل ذلك بالمحاكاة والتقليد. إن المدركات الذهنية والحسية في السنوات الخمس الأولى النابعة من الحوافز والدوافع والقدرات المخلوقة مع الطفل يصح لنا أن نسميها (ثقافة فطرية) وللطفل ثقافة مكتسبة وهي ما يتراكم حول الثقافة الفطرية وفوقها بعد سنواته الخمس الأولى، وتتكون هذه الثقافة المكتسبة لدى الفرد عن طريقين.
¥