تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

موقفنا إيمانٌ بجميع الرسل، إلاّ أننا نعتقد حقاً أن هذه الشريعة الإسلامية نسخ الله بها جميع الشرائع وافترض الله على الخلق طاعة محمد عليه السلام واتباعه؛ فنحن نؤمن بموسى وعيسى وغيرهما من أنبياء الله؛ لكن الاتباع والعمل إنما هو لهذه الشريعة. وقال سماحته: ليعلم الجميع أن ما ينادي به إلى توافق بين الأديان ونحوه هي دعوى يكذبها الواقع؛ فإذا كان أولئك يهاجمون الإسلام ويكذبونه ورسول الإسلام محمد عليه السلام؛ فكيف يظنون أن هناك توافقاً وتقارباً وهم على الباطل من سب واستهزاء بالدين الإسلامي ومحمد عليه السلام. وعن موقف الإسلام من الأنبياء والملل قال سماحته: الإسلام رسالته أنه لا يجوز ولا يمكن سب أحد من الأنبياء فمن سبّ عيسى أو موسى فإنه كافر ولا يليق بمسلم أن يسبّ نبيّاً من الأنبياء.

أثر الدين الإسلامي في تهذيب النفس

يَأمرُ الدينُ بتوحيدِ الله تعالى وإخلاصِ العبادةِ والخضوعِ له، واعتقادِ أنه خالقُ كل شيء، ومُدبِّرُ الكَونِ والمصرِّفُ لشئونه، فهو الذي يُعطي ويَمنع، والذي يَضُر وينفع، والذي يُحْيِي ويُميت، لا شِريكَ له في مُلكِه، ولا يَستحق العبادةَ أحدٌ سِواه هذا الاعتقادُ يُحرر النفسَ ويرفعُها ويُطهِرّها من خُرافات الشِّرك وأوهامِه وأوزاره وآثامه، فلا تَنحط إلى عبادةِ جَمادٍ أو حَيوان، ولا تَصفُ بالإلهيةِ إنساناً كائناً مَن كان يَأمرُ الدينُ بتوحيدِ الله تعالى وإخلاصِ العبادةِ والخضوعِ له، واعتقادِ أنه خالقُ كل شيء، ومُدبِّرُ الكَونِ والمصرِّفُ لشئونه، فهو الذي يُعطي ويَمنع، والذي يَضُر وينفع، والذي يُحْيِي ويُميت، لا شِريكَ له في مُلكِه، ولا يَستحق العبادةَ أحدٌ سِواه هذا الاعتقادُ يُحرر النفسَ ويرفعُها ويُطهِرّها من خُرافات الشِّرك وأوهامِه وأوزاره وآثامه، فلا تَنحط إلى عبادةِ جَمادٍ أو حَيوان، ولا تَصفُ بالإلهيةِ إنساناً كائناً مَن كان قد فَرض الدِّين عباداتٍ كلها ذوات أثرٍ في النفسِ حَميد.

فَرض الصلاةَ، وجعل من شُروطها طهارةَ الثوبِ والبَدن والمكان: فَيقفُ الإنسان مُوجِّهاً قلبَه إلى ربه خَمسَ مراتٍ في اليَوم، نظيفَ الظاهرِ طاهرَ الباطن، مُثْنياً عليه تعالى بما هو أهلُه، طالباً منه العَونَ والهِداية، فَيؤَثِّر ذلك في نَفسِه ويُعَوِّدُه مراقبة الله تعالى وخَشيتَه، فَيمتنعُ عن الوقوعِ فيما حُرِّم عليه. {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (2) وكما تَمنعُ الصلاةُ من الوقوع في المحرَّم فإنها كذلك تَبعثُ في النفس الطمأنينة، فلا يَشتد بها الجَزعُ إذا أَصاب الإنسان شرٌّ، وتنزعُ بها إلى بَذلِ المعروف، فلا يكونُ صاحبُها مَنُوعاً إِذا مَسَّه الخير: {إِنّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوْعًا * إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوْعاً * وَإذَا مَسَّهُ الخَيرُ مَنُوعاً * إلاَّ المُصَلَّين * الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائمُون} (3)

أما الصومُ فإنه يُربِيّ في الإِنسانِ الصدقَ، والصبرَ، والقناعةَ، وضَبطَ النفس، وقوةَ الإرادة، واحتمالَ المشاقّ. يَعتزم المسلمُ الصَّومَ امتثالاَ لأمر ربه، ورغبة في ثوابه، وقد يَخلو بنفسه وليس عليه رَقيبُ غيرُها، ويكونُ قد اشتدَّ به الجُوع والعطش وفي مُتناوَل يَدِه أطيبُ المطاعم وأعذبُ المشارب فيأبى أن يتناولَ شيئاً تعظيماً لأمر الله تعالى ووفَاء بعهدِه له، أليس في تكرير ذلك ثلاثينَ يَوماً غَيرَ صومِ التطوُّع كلَّ سنة ما يُقوي هذه الفضائل في نفس المؤمن؟ بلى، وإنه ليَعرف بالصوم فوق ذَلك مِقدارَ النعمة عند فَواتها ومكانةَ الإحسانِ الإلهي في التَّفضل بها.

أما الزكاةُ التي فَرضها الله تعالى في مالِ الغَني سَدا لحاجةِ الفقير وتفريجا لكُربةِ الغارم، وتيسييراً لابْنِ السبيل، وعَوناً على سبيل الخير العام، فإنها تُعوِّد المؤمنَ الإحسانَ، وتُقوي في نفسه الرحمةَ، وتَسْتلُّ الأضغانَ من قلوب البائسين على الأغنياءَ المترَفين، وتُشْعِرُ قلوبَهم مَحبَّبَهم، وتَصدُّهم عن الإساءة إليهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير