تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم لعله يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل، فيعتزله ويأخذ غيره"!!

ترى أي هوان أصاب الإنسان وأي ضلال لحقه حتى ركب هذه الأضاليل؟

ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطعن بسيفه في وجوهها وعيونها ويقول: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) وهي تتساقط على رؤوسها، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت.

حتى القوم الذين كانوا قريبي العهد بالكتب السماوية والنبوات الهادية ـ وهم اليهود والنصارى ـ ضلوا طريق التوحيد، وزحفت عليهم الوثنيات، فأفسدت عليهم دينهم. فاليهود فسد تصورهم للألوهية، ونسبوا إلى الله ما لا يجوز أن ينسب إليه من صفات النقص، فهو تعالى عما يقولون ـ يجهل ويندم ويتعب ويصارع ويصرع ـ إلى آخر ما في أسفار العهد القديم. والنصارى غزتهم الوثنية، فتسرب دين المسيح من بين أيديهم، كما يتسرب الماء من بين الأصابع! والمؤسف حقا أن ديانة المسيح الحقة لم تكد تعيش على سلامتها وتوحيدها إلا فترة قصيرة جدا، ثم رزئ تاريخها برجلين حرفاها شر تحريف: أحدهما: رجل دين والثاني رجل ملك. فالأول: هو سانت "بولس" الذي طمس معالمها، وأطفأ نور التوحيد فيها، وطعمها بخرافات الجاهلية التي انتقل منها، والوثنية التي تأثر بها. والثاني: هو الملك قسطنطين الذي قضى على البقية الباقية ـ فقد جمع الأساقفة والبطارقة ليتناظروا ويخلصوا إلى عقيدة يتفقون عليها، وقد انتهوا إلى تلك العقيدة العجيبة: الإيمان بالله الواحد الأب، وبالرب يسوع المسيح ابن الله! إله حق من إله حق! تجسد من روح القدس وصار إنسانا وحمل به ثم ولد من مريم البتول، والم وشج وقتل وصلب ودفن الخ. وهكذا أصبحت النصرانية مزيجا من الخرافات اليونانية والوثنية الرومية والأفلاطونية المصرية. والمهم أن القوم عبدوا المسيح الذي كان من أشد الناس عبادة لله، واعترافا بعبوديته لربه! واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. وأسرف المسيحيون في عبادة القديسين والصور المسيحية، كما يقول "سيل" ـ مترجم القرآن إلى الإنجليزية ـ عن نصارى القرن السادس0

ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:53 م]ـ

التخريج؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير