* عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها) (14).
* عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) (15).
* عن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران) (16).
* عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر) (17).
4 - معرفة أن الشارع قد حث على قراءة القرآن والاستماع إليه في نصوص منها:
(أ) في القراءة:
قوله تعالى ((إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)) (18)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) (19).
(ب) في الاستماع:
قوله تعالى ((وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)) (19). قال الليث بن سعد: (يقال ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقوله تعالى ((وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون))، ولعل من الله واجبة) (20).
5 - إدراك من أراد الحفظ الهدف من قراءة القرآن وحفظه:
ويمكن أن يحصل ذلك عن طريق استشعار الأمور التالية:
* ما يقع من تحصيل الأجور العظيمة الواردة في النصوص، ومنها ما سبق بيانه.
* قراءة لتنفيذ الأوامر وتطبيق التعاليم الواردة فى الآيات.
* قراءة التصورات الصحيحة الصائبة حيث أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد لتصوراتنا لقوله تعالى ((ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شىء)) (21).
6 - التنبه إلى سهولة القرآن لمن اراد حفظه:
لقوله تعالى ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) (22)، قال القرطبي - رحمه الله تعالى - عن هذه الآية» أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه فهل من طالب لحفظه فيعان عليه «(23).
7 - ضرورة وجود العزيمة الصادقة:
وذلك عند الابتداء في الحفظ والاستمرار على ذلك، إذ بدونها يخور العبد ويتهاون ولا يتجاوز الأمر كونه مجرد أمنية وحلم يقظة، ويمكن أن يوجد الإنسان هذه العزيمة الصادقة بمعرفته لعظمة القرآن ومكانة أهله، والفضل الجزيل لقارئه ومستمعه إذ أن النصوص الواردة في ذلك تحث المسلم وتدفعه بشدة إلى تكوين رغبة جادة في قرارة نفسه على الحفظ والمواصلة.
8 - التقليل من المشاغل والاكتفاء بالحفظ وبذل الجهد في ذلك:
قال الله تعالى ((والذين جاهدوا فينا لَنهديَنَهُم سُبُلَنَا)) (24)، ومعروف أنه من سار على الدرب وصل، ومن جد وجد، ومن زرع حصد، ومما يعرفه الناس عن النملة أنها تحاول الرقي إلى مكان مرتفع وقد تفشل في الوصول إلى غايتها وتسقط، ولكنها لا تكل أو تمل وتبذل جهداً مضاعفاً إلى أن يتكلل جهدها بالنجاح، وهذا هو ما ينبغي فعله لمن أراد حفظ القرآن.
9 - تفريغ وقت يومي للحفظ:
سواء أكان ذلك بعد الفجر أو بعد العصر أو بعد المغرب ... إلخ، كل حسب ما يناسبه. وكون مكان الحفظ في المسجد أولى لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي سبق ( ... أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد) (12)، ومعلوم أن الجو في المسجد مهيأ لهذا الأمر، وغيره ليس مثله. وكونه مع مجموعة أفضل لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) (25)، ولأن الجماعة عنصر مساعد ومشجع والإنسان قد يصاب بكسل وفتور فتدفعه الجماعة إلى المواصلة، ولذا قيل (الصاحب ساحب).
10 - اختيار شيخ مجيد للتلقي عليه:
¥