تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لبن الجاموسة]

ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 10:41 ص]ـ

عرضت قناة الجزيرة بالأمس في برنامج "ما وراء الخبر"، مناقشة حول عرض مسرحي إباحي تضمن مشاهد وعبارات مخلة بالشرع والذوق العام، جرى عرضه في دولة البحرين، وقد استضاف مقدم البرنامج أحد "المتفننين"، وإن شئت الدقة فقل: أحد "الأراجوزات"، ليدافع عن هذا العرض بالحجة المعروفة: حرية الفكر والإبداع، ولو أراد الحق لأبدل الفاء مكان الكاف في كلمة "الفكر"، وهي حجة غالب العلمانيين في العصر الحاضر، فهم يعبثون ليل نهار بأصول الملة، فإذا ما تصدى لهم أهل الدين فالاتهامات بالتطرف والإرهاب الفكري ومصادرة رأي الآخر ....... إلخ، جاهزة، وقد أتقنوا هذا الأسلوب الخبيث، كما أتقنه سادتهم الذين ينقلون عنهم حضارتهم المزيفة، فالإسلام دوما في موضع الاتهام، وأهل الدين دوما مدرجون في القائمة السوداء، والمنابر قد أعدت، والأضواء قد سلطت على نماذج تافهة، لتظهر في صورة الزعامات السياسية والأدبية، التي يهاب الجمهور مخالفتها، لئلا يتعرض لسهام النقد، إذ كيف يتهم أشهر شعراء البحرين، وهو كاتب هذه المسرحية الخبيثة، بالانحلال والمروق، وماذا يبقى للحركة الأدبية والفنية في البحرين إذا ما طعن في مثل هذا الشاعر الذي عجزت النساء أن تلد مثله؟!!!!!.

المهم أن طرفي اللقاء كانا:

ذلك المتفنن سابق الذكر، وأخرى تحمل درجة "الدكتوراه"، إن لم تخني الذاكرة، وهما يمثلان الطرف المعتدل الذي يؤمن بحرية الفكر والإبداع.

والطرف الثاني: أحد مشايخ البحرين الفضلاء من أعضاء البرلمان البحريني، هو من ذوي التوجه الإسلامي.

وموضوع اللقاء:

مناقشة عرض مسرحي إباحي، كتبه أحد شعراء البحرين، قدم فيه تعريفا جديدا لجريمة "الزنا"، فهو عنده ما كان اضطرارا أو إكراها، أما بذل الحبيبة عرضها لحبيبها ولو سفاحا فهو زواج صحيح، لأن: الأعمال بالنيات!!!!، وشفع تعريفه بمشاهد خارجة قام الشيخ بعرضها ليقيم الحجة باللفظ والصورة، وتعريفه ليس بالجديد، إذ سبقته إليه إحدى "المخرفات" عندنا في مصر، من اللاتي تجاوزن السبعين، وأعمى الله، عز وجل، قلوبهن، واسمها لا يخفى على كثير من المتابعين لنشاطها المنحرف في مصر.

وقد قام أحد مطربي لبنان، ويدعى: "مارسيل خليفة"، إن لم تخني الذاكرة، ويبدو من اسمه أنه غير مسلم، بأداء دور البطولة في هذه الملحمة، وقد قامت "الجزيرة" مشكورة!!!، بإتحافنا بسيرة ذاتية موجزة لهذا المناضل الذي اشتهر بعروضه السياسية الجريئة، وشفعت ذلك بإيراد مقاطع من أشهر المعلقات التي قام بأدائها، ومنها معلقة: "لبن الجاموسة"!!!!، وشهرتها لا تخفى على أي مصري، فهي مصرية المنشأ.

وظهرت حيادية الجزيرة!!!!، كما عودتنا دائما، في أسئلة مقدم البرنامج، الذي وجه اتهاما في صورة سؤال للشيخ الفاضل قائلا: إن حجركم على أي عمل فكري جديد يضعكم في خانة الاتهام بإهدار التراث الفكري والأدبي للأمة العربية، وكأن مقدم البرنامج يريد أن يسوي بين معلقات امرئ القيس وطرفة والنابغة ولبيد والأعشى وشعر الفرزدق وجرير وأبي الطيب وأبي فراس ......... إلخ، الذي كان مادة دسمة أثرت الدراسات الشرعية واللغوية إثراء حقيقيا، فعليها اعتمد كثير من المفسرين في بيان ألفاظ القرآن، لا سيما أشعار الجاهليين الذين نزل القرآن بلغتهم قبل أن تختلط أمة العرب ببقية الأمم، ويفشو اللحن، وعليها اعتمد كثير من النحاة في الاستشهاد لأصولهم، وعليها اعتمد علماء البلاغة في بيان أوجه الإعجاز اللفظي في لغة العرب، وكلها دراسات، كما تقدم، جادة، تصب في قناة نصرة الملة وبيان مشكل نصوصها: لفظا أو تركيبا، كأنه يريد أن يسوي بين هذه الثروة اللغوية وبين الأدب الركيك الذي آذى الأسماع في العصر الحاضر، فظهرت طبقة من "المختلين" أخرجت الشعر عن نظمه المعروف، فصار مرسلا لا قيد له، وضمنته معاني تدل على الحيرة والاضطراب، لا يكاد يفهما القارئ، وحجتهم أنها: معان تجريدية لا يفهمها إلا من عايشها، وصدقوا فإن أصحابها فعلا قد تجردوا من عقولهم قبل نظمها، وقس على ذلك: الفنون التشكيلية التي هي، عند التحقيق، عبارة عن "شخبطة"، باللغة المصرية الدارجة، لا يكاد العاقل يفهم منها شيئا، خلاف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير