تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عمرو خالد ومسألة التعايش 2 هل التعايش من منطق الاسلام؟]

ـ[فتحي قاسم]ــــــــ[14 - 04 - 2007, 12:27 م]ـ

عمرو خالد ومسألة التعايش 2

هل التعايش من منطق الإسلام؟

كيف نعيش سويا ونتفاهم مع بعضنا البعض؟ هكذا يبدأ عمرو خالد حديثه بطرحه لهذا السؤال علينا وهو سؤال مشروع لا غبار عليه شريطة أن تبقى محاولة الإجابة عليه في الحدود التي يتطلبها السؤال إذ تبقى المسألة محصورة في الجانب السلوكي البسيط للتعامل بين أفراد البشر أو في الجانب العقلي الذي يحدد المناهج والآليات الفكرية المتباينة التي يؤدي تبنيها من قبل أفراد متعددين إلى سوء التفاهم بينهم حيث يبقى تحقيق التقارب متوقفا على إيجاد المنطق المشترك والمنظور الموحد. ويجب أن نعي في مثل هذه الحال أن هذا ألمر لا يعني الغاء التناقض أو التضاد الذي لا سبيل لنكرانه بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الصواب والخطأ وهو ما يترجم على أرض الواقع في صورة خلافات واختلافات وتناقضات وصراعات بين بن البشر أفرادا وجماعات ويكون من السذاجة المفرطة الركون إلى المفاهيم الأخلاقية البسيطة – مثل مفهوم التعايش – في فهم وتعليل مثل هذه الاختلافات ثم يكون من الحماقة الكبرى الاعتماد على تلك المفاهيم في حل هذه المسائل.

وما يفعله عمرو خالد ببساطة هو أنه يدير ظهره تماما لحقائق الواقع ويسلك مسلكا مضادا لما ذكرناه فيبدو الأمر في ضوء ما يطرحه مغرقا في سذاجة مخلة هي أقرب إلى تعامل الطفل الذي إذ يدير ظهره يتوهم أن ما اختفى عن نظره صار معدوما ويبدو هذا واضحا وهو يطرح عقب السؤال الذي ذكرناه انفا سؤالا آخر هو " كيف نتعامل سويا وتقبل بعضنا حتى وإن لم نقبل أفكار بعضنا؟ " فتحدد الأمر إذن في مجرد تعايش أجوف مفرغ من كل حقوق الثقافة والالتزام يجرد الإنسان من إنسانيته ويتركه مجرد دمية رقيقة تتصاف مع باقي الدمى على رف واحد لا يجمع بينها إلا حسن المنظر وجمال الهيئة. وهو يعيد التأكيد على ذلك مرة أخرى فيقول " دعوة للتعايش والتحدث والتحاور واحترام بعضنا بعضا مهما بلغت درجة الاختلاف ". ومن الواجب علينا أن نتساءل في مثل هذه الحال حتى لا نضيع في عالم من الضباب عن معنى هذا التعايش وصور هذا الاحترام المطلوب فكيف يكون الأمر بين المسلم والكافر؟ وبين المؤمن والمنافق؟ وكيف تكون صورته بين التقي والفاسق؟ بل كيف يتصور حاله بين الجلاد وضحيته؟ فضلا عن الجزار وضحيته. فحدد لي كيف يمكن أن يكون في فلسطين والعراق وكيف كان يمكن أن يكون حيثما كان استعمار في مشارق الأرض ومغاربها وقبل أن يخطر ببالك – وأحسبه قد خطر – أني قد خرجت بالأمر عن حدوده وانسقت في ذكر ما لم يكن عمرو خالد يعنيه بكلامه أسوق لك هذا الجزء من كلامه وفيه من الوضوح ما فيه "لقد أصبحنا في حال صعب جدا حالنا نحن المسلمين وحال بلادنا أنا أتحدث عن حياتنا التي أصبحت حياة صعبة بداية من علاقة الرجل بزوجته والخلافات الزوجية والمشاكل والتعاسة التي لا تزال في ازدياد والطلاق المنتشر لأننا لا نعرف كيف نعيش سويا حتى داخل منازلنا انظر إلى جيل الشباب هناك فجوة كبيرة بين جيل الشباب وبين الأباء وكبار السن حتى في داخل المنزل الواحد انظر إلى انتشار المخدرات والعنف والانحرافات الفكرية هذا الجيل جيل جميل ولكنا لا نعرف كيف نتعايش معه وهو كذلك انظر إلى ما يحدث في فلسطين بين الفلطينيين وبعضهم إنهم لا يستطيعون أن يتعايشوا سويا نشاهد العراق والدماء السائلة وبكاء الأمهات نشاهد لبنان وما يحدث فيها من خلافات نشاهد دارفور والمسلمين وهم يقتلون بعضهم كل هذا لأننا لا نستطيع أن نعيش سويا ". وهل أنت بعد مثل هذا الكلام بحاجة لأن أدعوك للتأمل فيه وهو أوضح من أن يحتاج لتأمل فهل يرضى عاقل أن يفسر كل سوء حال المسلمين وكل ما يعانونه في حياتهم من صعوبات ومشاكل على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعة والأمة أن يفسر كل ذلك بعامل واحد؟ وهل يمكن أن يقتنع أحد أن هذا العامل هو عدم قدرتهم على التعايش سويا؟ أليس في مثل هذا القول تسفيه للعقول وطمس للحقائق أو – وهو التعبير الأصوب – طمس للعيون حتى لا ترى الحقائق التي تبقى قائمة ولو غطى غشاء العمى البصر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير