[هل تحبون النقاش أعزائي؟؟]
ـ[صقر الطائف]ــــــــ[03 - 05 - 2007, 05:19 م]ـ
:::
الصراع الأدبي والتقوقع ..
أساتذتي العظام ..
إخواني الكرام وأخواتي الكريمات ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
الصراعات في العالم العربي والإسلامي مستعرة في جميع أوجه الحياة .. فحتى الأسرة لا تسلم من هذه الصراعات فتحتدم بداخلها توجهات شتى ربما تؤدي إلى الصراعات والمواجهات، والتشبث بالرأي والإستبداد به، وإلغاء الآخر .. وهذه الصراعات إما أن تكون مذهبية دينية، أو مذهبية أدبية .. ولا مجال للتطرق للإختلافات المذهبية الدينية حتى لا يطول بنا المقام، وتحتد الفرقة، ونهوي في هوة السفسطة. سيطول النقاش فيها وتختلف الخطوط الحمراء من شخص إلى آخر .. وتضيق وتتسع الدوائر المحظورة فربما آل بنا الحوار إلى تكفير بعضنا البعض ـ والعياذ بالله ـ ولكن أحببت في هذا المقال أن أتطرق إلى الصراع المذهبي الأدبي .. والتوجهات الأدبية المعاصرة.
وقد أجاد البرنامج الكوميدي (طاش ما طاش) في عرض هذه القضية في قالب من الفكاهة كان الجد سيدها .. وكان وصف الواقع الأدبي خصوصا في السعودية لدينا صحيحا 100%، من وجهة نظري انا.
فكلنا نعلم الخلافات الناشبة بين الفصحاء ومؤيدي النبط .. والمتمسكين بالتراث العربي القديم والمحدثين .. والاتهامات المتبادلة بين الفرقاء في شتى مناشط الحياة الأدبية .. وما يغيض المتلقي من هؤلاء الفرقاء هو الجمود والاستبداد بالرأي .. وإلغاء الآخر وتهميشه وتشويهه، والتحذير منه أيضا فأول تهمة له بأنه معول هدم لكذا وكذا .. يجب التصدي له وإيقافه والحد من تحركاته .. وهذا هو ديدن العقل العربي الذي يوسعه الجميع ضربا وأنا أولهم باتهامه بالانغلاق والتقوقع داخل صدفة الرأي والتوجه الأوحد ..
فعلى سبيل المثال .. نجد الفصحاء يدافعون بضراوة عن منهجهم وهذا حقهم ولكنهم يلغون أي محاولة تشذ عن قواعد هذا المنهج سواء كانت نبطية أم فصيحة حديثة تخرج عن أطر ما رسمه القدماء .. ويتهمهم الآخرون بحصر أنفسهم داخل فكر قديم أسسه الخليل بن احمد الفراهيدي .. وأصبح العقل العربي متقوقعا داخله لا يستطيع التجديد ولا الإتيان بتجديد يناسب الزمن الذي نعيشه .. فلسنا ملزمين ـ حسب قول المحدثين ـ بأن نعيش في صندوق الخليل ذي الستة عشر بحرا .. أما الفصحاء فيتهمون الفصحاء المحدثين بأنهم مقلدون للمنهج والطريقة الغربية ويعتبرون ما يهلوسون به ـ حسب نظرتهم ـ تعزيز للغزو الفكري ونظرية المؤامرة .. وأن ما يكتبونه لا يسمى شعرا لأنه يخلو من الروح الشعرية .. ومن الجرس الموسيقي الذي يتميز به الشعر العربي ..
أما شعراء النبط فقد همشهم الفصحاء وألغوهم تماما من الحراك الأدبي الحديث واتهموهم بأنهم السوسة التي تنخر جذع اللغة العربية وتكسّر قواعدها .. وهم الخطر الحقيقي على الفصحى .. بينما يرى شعراء النبط بأن الذوق العام لا يقبل إلا على إنتاجهم الشعري، لاعتمادهم على اللغة التي يفهمها الناس ويستخدمونها في حياتهم اليومية، لأن الفصحاء تقعروا وأوغلوا في اللغة وغريبها وأتوا بما لم يفهمه العامة .. ولم ينوعوا إنتاجهم بين العام والخاص .. فأصبحوا نخبويين لا يقرأ أدبهم إلا النخبة المثقفة فقط والتي تشاطرهم النظرة، والإنغلاق.
فماهو موقفك كقارئ لما يدور من نقاش حول هذه القضية؟
وهل ترى بأن الفصحاء قدموا الأدب الفصيح كما يجب؟
ومن هو الأنشط والأكثر بذلا في سبيل تحقيق الإنتشار؟
وهل الحداثة الشعرية فعلا إلغاء للمنهج العربي واستبداله بالمنهج الغربي؟
وهل نستطيع التعايش الأدبي مع كل النماذج المذكورة اعلاه، أم يجب إلغاء بعضها والإكتفاء بمنهج أدبي واحد؟
ما الدور الذي تلعبه القنوات الإعلامية في إشعال هذه الحرب المستعرة وأي كفة ترجح؟؟
وهل للغناء دور في انتشار الأدب بين العامة أيا كان كما نرى في النبطي المغنى، وشعر نزار قباني الفصيح الذي انتشر غنائيا؟
وهل يسمى الشعر شعرا إذا انعدمت فيه الموسيقى المألوفة؟
أسئلة عريضة جدا .. ولكل شخص اهتمام، وتوجه ربما لا يروق لغيره من أحاديي النظرة ـ الذين لا يطبقون النظرة الشمولية للأدب والنتاج الفكري المرحلي لحقبة معينة من الزمان ـ ولكل ميدانه الذي يجري فيه مع أفراس يعرفها وينكر غيرها، وأكثر ما نرى هذه النظرات الأحادية لدى الأكاديميين في الجامعات .. الذي يحاولون تعبئة عقول طلابهم وشحنها بما يوافق توجهاتهم هم فقط باختيار المنهج الذي يؤطر فكرهم ..
آمل من الجميع إبداء آراءهم بكل حرية وحيادية ودون تجريح .. حتى يكون نقاشنا وفق الأسس العلمية الصحيحة والآداب الحوارية المرعية ..
تقبلوا تحياتي المتجملة بجمال ردودكم ورقي محاورتكم ..
اخوكم وتلميذكم:
احمد الهلالي ..