للتمييز ميزان، وللمميِّزِ أداة
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التفريق من الصحيح والعليل، والجيِّد والرديء، والجيِّد والأجود لا يكون اعتباطا؛ والحكمُ في أمرِ أولئك مستلزمٌ لمعيارٍ ضابط أو ملكَةٍ كاشفة عن موضع الحسن والقبح في كلِّ قولٍ أو عملٍ أو مادَّة.
ولكلِّ أمرٍ (محكومٍ فيه) مطلبُه من الأدوات؛ فليس على من يحكم بين ضربين من الطعام أيهما ألذ، مثل ما على من كان حَكَمًا بين قصيدتين أيهما أجود.
وليستِ المعرَّة التي تلحق المخطئ في مَيْزِ الطعام، كالمعرة اللاحقةِ بالمتصدِّرِ في نقد الشعر –مثلا-،
وذلك أن الحكم في الأول عائد على ذوقٍ لا يضبطه ما يضبط الحكم على الثاني، وهذا الذوق لا يفقده أكثر الناس، ولكلٍّ ذوقه في الطعام، وعلى كلِّ لسانٍ أن ينطق بما ذاق، وتغليط المخالف في هذا أقرب إلى التعنت.
أما من تعرَّضَ لنقد الشعر، وهو خالي الوفاض من أداة النقد وملكة الذوق؛ فهو واقع في معرَّة الحكم فيما لا يعلم، وسينكشف للناقد البصير ما خفي على ذلك المتعرِّض لما ليس له، خصوصًا إذا أفاض في التعالم والتحاذق!
وما ذكرتُه حاصل في كلِّ مجال؛ في علوم الدين، وعلوم الآلة، وفنون القول والرسم والصناعة والسياسة والاقتصاد وغير ذلك.
فالمتطفل في شيء من هذه الفنون قد يجهل أنه جاهل؛ لأنه عارٍ عن العلم بأدواتٍ لو حصلت له لخجل وعاب على نفسِه ما أقدمَت عليه من قبل!
وإنْ حَضَرَ الناقدُ البصير وأعمَل أداتَه في حضور تطفُّلِ متطفِّل انكشَف الزيف وسقط البهرج!
وإننا في زمن كثرت فيه الزيوف، وأكثَرَ فيه المتعالمون من بثِّ جهالات مظلمة تكاد تحجب شمسَ العلم وتُعمِي عن نورِ الحق ... فنطلب من الرحمن مرسلِ الرسل ومنزِّل الكتب أن يجعلنا من أتباع البصَرِ بالحق، وأن ينصرَ المبصرينَ على خفافيش الظلام! اللهم آمين.
ناصر الكاتب
13/ 3 / 1428هـ.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 05:20 م]ـ
وقد قيل: لا تهرف بما لا تعرف
ولا ينبغي الخوض في حديث ما إلا عن خبرة به , فذلك أدعى للإصابة وأبعد عن الزلل
بارك الله في قلمك أيها الفاضل