تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما المراد بالغريب؟]

ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 03:06 م]ـ

المراد بغريب الحديث: الألفاظ اللغوية البعيدة المعنى والغامضة التي تحتاج إلى شرح وإيضاح، وعلم غريب الحديث فن قائم بذاته ألفت فيه مؤلفات عديدة.

وأول من جمع في هذا الفن أبو عبيدة معمر بن المثني (110 ـ 209 هـ)، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأثر كتيباً صغيراً، ولم تكن قلته لجهله بغيره من غريب الحديث، وإنما كان ذلك لأمرين: أحدهما أن كل من بدأ في فن لم يسبق إليه فإنه يكون قليلاً ثم يكبر، والثاني أن الناس يومئذ كان عندهم معرفة بلغة العرب، ولم يكن الجهل باللغة قد عم كما حصل في العصور المتأخرة.

ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني (132 ـ 203 هـ) كتاباً أكبر من كتاب أبي عبيدة بسط فيه القول على صغر حجمه.

ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي المشهور (122 ـ 216 هـ) كتاباً أحسن فيه وأجاد، وكان كتابه أكبر حجماً ممن سبقه.

وكذلك فعل محمد ابن المستنيرالمعروف بقطرب (209) وغيره من الأئمة الذين جمعوا أحاديث وتكلموا على لغتها ومعناها في أوراق ذوات عدد، ولم يكد أحدهم ينفرد عن الآخر بكثير من الأحاديث.

واستمر الحال إلى زمن أبي عبيد القاسم بن سلام (157 ـ 224) وكان من كبار علماء الحديث والأدب والفقه، فجمع كتابه المشهور في غريب الحديث والآثار، والذي أفني فيه عمره حيث جمعه في أربعين سنة، وهو كتاب حافل بالأحاديث والآثار الكثيرة المعاني، اللطيفة الفوائد، وكان يظن رحمه الله على كثرة تعبه أنه أتى على معظم الغريب.

وبقي كتابه معتمد الناس إلى عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم قتيبة الدينوري (213 ـ 276 هـ) فصنف كتابه المشهور في غريب الحديث، ولم يودعه شيئاً من كتاب أبي عبيد إلا ما دعت إليه الحاجة من زيادة شرح وبيان، أو استدراك أو اعتراض، فجاء مثل كتاب أبي عبيد أو أكثر منه، وقال في مقدمته: أرجو أن لا يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لأحد فيه مقال.

وكان في زمان ابن قتبية الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي الحافظ فجمع كتاباً كبيراً في خمس مجلدات بسط القول فيه، واستقصى الأحاديث عن طريق أسانيدها، وأطاله بذكر متونها، فطال كتابه وتُرِك وهجر، وإن كان كثير الفوائد، وقد توفى ببغداد سنة 285.

ثم أكثرَ الناسُ من التصانيف في هذا الفن كالمبرد اللغوي المشهور، وثعلب ومحمد بن القاسم الأنبارى وسلمة بن عاصم النحوي وعبد الملك بن حبيب المالكي ومحمد بن حبيب البغدادي، وغيرهم ممن لا يحصون من أئمة اللغة والنحو والفقه والحديث.

واستمر الحال إلى عهد الإمام الخطابي البستي المتوفى سنة 378هـ فألف كتابه المشهور في غريب الحديث، وسلك فيه نهج أبي عبيد وابن قتيبة، وصرف عنايته فيه إلى جمع ما لا يوجد في كتابيهما، فاجتمع له من ذلك ما يداني كتاب أبي عبيد وكتاب ابن قتيبة.

فكانت هذه الكتب الثلاثة في غريب الحديث والأثر أمهات الكتب، وهي الدائرة بين أيدي الناس وعليها يعول علماء الأمصار، غير أن هذه الكتب الثلاثة وغيرها لم يكن فيها كتاب مرتب ترتيباً يستطيع الإنسان أن يأخذ حاجته منه بسرعة، بل يجد الباحث فيها كل تعب وعناء حتى يصل إلى الحديث.

السائر في غريب القرآن والحديث:

وبقي الحال كذلك إلى أن جاء أبو عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الباشاني الهروي المتوفى سنة 401 هـ، وهو من معاصري الخطابي فألف كتابه السائر، جمع فيه بين غريب القرآن والحديث، ورتبه ترتيباً لم يسبق إليه، فاستخرج الكلمات اللغوية الغريبة من أماكنها، وأثبتها في حروفها مرتبًا لها على حروف المعجم، وحذف الأسانيد وجمع فيه من غريب الحديث ما في كتب من تقدمه، وزاد عليه، فجاء كتاباً حافلاً جامعاً، إلا أنه جاء الحديث مفرقاً في حروف كلماته.

وقد ذاع صيت هذا الكتاب بين الناس واتخذوه عمدة في الغريب، واقتفى أثره كثيرون واستدرك ما فاته آخرون.

الفائق في غريب الحديث:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير