تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما لا يعرفه الكثيرون عن ابن حزم رحمه الله ....]

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 10:59 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده ... اللهم صل على محمد وعلى آله وبعد ..

انتشر على لسان الكثيرين التحذير من لسان الإمام ابن حزم رحمه الله .. وأنه وسيف الحجاج شقيقان ... وأن ابن حزم يضلل من يخالفه ويجعله مبتدعا وكاذبا على الله ومشرعا في دين الله ما لم يشرعه الله! .... قال الكثيرون ومنهم الذهبي (وكان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقلمه فأورثه ذلك حقدا في قلوب أهل زمانه ومازالوا به حتى بغضوه إلى ملوكهم فطردوه عن بلاده حتى كانت وفاته في قرية له في شعبان من هذه السنة (ذكره الذهبي فى شذرات الذهب) ......

إلخ.

فالإمام رحمه الله تعالى لم يطعن في إمام من أئمة الاجتهاد الأربعة أو غيرهم .. ومن ادعى غير هذا فليذكر المكان الذي طعن به في أحد من هؤلاء لنراه ونكشف ما فيه إن كان حقاً هو طعن وشتم وسب أو غيره .. وهناك فرق بين أن أصف القول بأنه باطل أو فاسد أو جنون أو هوى .. وبين أن أصف قائله بذلك .. ومن أدرك هذا ارتاح وأمن من هذه التهمة الباطلة ..

قد يلزم أن يكون هذا القائل مُواقع لذلك الوصف الذي وصفنا به القول .. لكن هذا إن لم يتقدم قولنا في الثناء على قائله ومدحه وعده من أئمة الدين والهدى .. وقد تقدم كلام الإمام فيهم بكلام نفيس غاية في الإنصاف والإحسان والبر ..

وإنما الإمام يتكلم مع خصومه الذين قلدوا هؤلاء الأئمة .. وأبطلوا النصوص الشرعية وكانت حجته أنها مخالفة لإمامهم الذي يقلدونه في دينهم .. فاشتد ذلك على الإمام ودافع عن النصوص وأبطل وشنّع على كل من رد النصوص الصحيحة لأجل نصرة قول إمامه ..

وكل ما يتكلم به الإمام في كتبه متجه إلى القول نفسه ولا علاقة له بالقائل .. خاصة إن كان من أئمة الاجتهاد الذين أثنى عليهم في أكثر من رسالة وموضع وأعلى من شأنهم .. (وسيأتى الكلام عن ذلك بعد قليل) ....

وحتى من عاصره وشدد معه القول فعندما شنّع عليهم لترك النصوص لنصرة قول الإمام فلم يسمهم باسمهم في كل ما رد به ..

ولما أتى إلى خصم من خصومه وهو الباجي المالكي أثنى عليه وأنصفه ولم يعيبه في دينه ولا خلقه ..

وكان إذا أراد التشنيع على باطل أو بدعة لم يذكر الأشخاص بأسمائهم في كتبه إلا من اشتهر قوله بباطل أو بدعة .. كالأصم والنظام ومن كان من أمثالهما .. وإن أصرينا على أنه طعن في أحدهم – وهذا لا أجده على كثرة ما تتبعت كتب الإمام - ..

فمن يعترض بهذا يقول .. كلام الأقران في بعضهم ليس بحجة .. فنبطل كلامه في ذلك الشخص مما هو في دينه أو عقله أو غيره ..

وننظر في قول ذلك القائل إن كان صحيحاً أو باطلاً .. فلا يعني إن نفينا تلك التهمة أن نوافق القائل بما جاء به ..

وقد حطّ الثوري على أئمة في الدين فما أنقصهم ذلك .. وحطّ كذلك غيره على أئمة فما عرّاهم من العلم ولا أفسد قولهم ..

فالعبرة بالقول وموافقته للحق اليقيني .. ونسأل من يتجاوز حد الإنصاف ههنا .. إذا كان الإمام يعني بتوهين القول والطعن به .. صاحبه الذي تكلم به .. فلماذا سماهم أئمة هدى ودين وكتب فيهم رسالة خاصة .. ؟! (ستأتى بعد قليل).

وقد أدرجها البعض في كتابه الإحكام في أصول الأحكام ..

وإن كان الإمام ابن حزم قال كلمة فنحملها على الخطأ بلا تعمد ذلك ..

لما قدّمه من الثناء عليهم والانتساب إليهم .. وإن كان هذا حاكماً على منهج ما لكان الذي سب وشتم الإمام صراحاً بكتابه ناقضاً لمذهبه .. انظر كتاب السيف المجلى في الرد على المحلى للحنفي الهندي .. ولدي نسخة منه وفيه الطعن الصريح والشتم والسب ..

هل نقول أن مذهب أهل الرأي باطل لأجل هذه .. ؟!

حتما لا نقول .. بل نقول أننا نرى بطلانه من وجه آخر وليس هذا وجهه ..

وكذلك يقول أهل الرأي عن منهج أهل الظاهر .. وإلا تحكموا وتلاعبوا في الحقائق .. وقد يذكر هذه الفرية بعض الحاقدين على الإمام أو الجاهلين بهذه الحوادث .. لأجل نقضه لأصولهم وفروعهم ببرهان وقوة لم يألفوها ..

حتى أن بعض مقلدي مالك يقول لأصحابه لا تناقشوا أهل الظاهر .. ! وهو أحد هؤلاء الذين كذب على الإمام ابن حزم أو نقل له خبراً مكذوباً .. فقال به وصدع ونشره في كتبه ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير