[نساء .. ومسمار جحا .. !!]
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 09:24 م]ـ
استعداداً لما يعرف " بعيد الأم " .. عند الغرب ...
احتفل أخواننا الشباب الكبار منهم والصغار على طريقتهم الخاصة بالأمهات المسكينات
وذلك على مدرجات ملاعبنا الرياضية في مباريات ما يسمى " بالدوري " ..
حيث " تلاسن وتسابب " مشجعي الفريقين بأقبح وأقذر العبارات في حق الأم المسكينة
وتفننوا في إظهار عضلات اللسان والأيدي من قذف بأبشع العبارات المسيئة للأم وبالعلب و " القواطي " والنعل والأحذية المتطايرة على الرؤوس ..
إخلاقيات وتصرفات وقع فيها الكبار قبل الصغار والعقلاء قبل السفهاء ...
يتعب الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات في تعليم الصغار فنون التصرفات الجميلة والأخلاق الحميدة ويربونهم على الدين وحسن الخلق والحب والطهارة .. لسنين عدة ..
ثم يصطحبونهم معهم أو يتركونهم يذهبون إلى الملاعب لمشاهدة المباريات مع أقربائهم أو أصدقائهم
لتضيع جهود سنين عديدة في لحظات يتعلم فيها الطفل فنون أخلاق الملاعب والمدرجات ويعود محملاً ومخزناً في ذهنه وعقله وقلبه كمية هائلة من مشاهد التعصب والألفاظ والعبارات التي يندي لها الجبين ويخجل منها الإنسان السوي ..
والتي للأم فيها النصيب الأكبر وكأنها هي سبب هزيمة هذا الفريق وهي من عليها أن تتحمل نتائج أخطاء التحكيم أو إضاعة هدف محقق وغير ذلك مما يجعلها " علكة " في فم كل سفيه وقح لا يعرف لأمه ولا لأمهات غيره حرمة ولا تقدير ..
قال الشاعر:
الأم مدرسة إن أعددتها .. أعددت شعباً طيب الأعراق
وهؤلاء يقولون:
الأم " مسخرة " إن شتمتها ... هزمت الأعداء وعانقت الأمجاد
قد يتساءل الفرد منا متعجباً ..
لماذا الأم بالذات؟؟!! في حين أن الأب سالم من هذه الشتائم والسباب في الغالب؟!!!
ويأتيك الجواب سريعاً ..
إن مثل هذه التصرفات والسباب ما تعلمها الصغار إلا من مدرجات الملاعب أو حافلات الأندية الرياضية التي يذهبون إليها لممارسة الرياضة وقد أخذوها عمن أكبر عنهم وهؤلاء أخذوها من الغرب ..
حيث إن الغربي يسب أم الآخر في حالة الغضب أو التعصب الرياضي لأن الرجل الغربي غالباً لا يعرف من أباه .. !
لذا لا يتأثر كثيراً بشتم أبيه مثلما يتأثر إذا شتمت أمه ..
وطبعاً نحن نتلقى كل ما هو سيء من تلك الحضارات ونطبقها فوراً بحذافيرها بل ويمكن أسوأ من ذلك ..
لذا أنا أهيب بالمسئولين عن الرياضة في البلاد العربية بالوقوف وقفة صارمة ضد هذه التصرفات الغريبة عن مجتمعاتنا المحافظة والتي ما جاءتنا إلا من تقليدنا لكل ما هو غربي صالحاً كان أم طالحا ..
وأنصح كل أب غيور وأم غيورة بمنع هؤلاء الصبية من الذهاب إلى مثل هذه التجمعات بحجة تشجيع النادي أو المنتخب لما لها من أضرار على سلوكيات هؤلاء الصغار مما يرونه ويسمعونه ممن أكبر منهم .. فلا تحقرن صغيرة أن الجبال من الحصى ..
إن المرأة الغربية عندما شعرت أنها أصبحت صفراً على الشمال وبعدما أضاع المجتمع حقوقها عامة بتلك التصرفات وغيرها من السلوكيات التي جعلت من منها سلعة تباع وتشترى وأصبحت كالكرة تتقاذفها الأرجل هنا وهناك دونما شعور بها وإحساس
وباسم الحرية والمساواة زج بها وفرض عليها أوضاع وظيفية مزرية ...
تحركت لديها هناك الشعور بالنقص والهوان فعرفن أنهن وقعن في لعبة كبرى تحطمت فيها كبرياءها وشموخها وعلياءها
فأخذن بالمطالبة بحقوقهن وتمردن على الأوضاع فكان أن أنصاع لها المجتمع بتخصيص يوم لها تشعر فيها أنها معززة مكرمة وسمي ذلك اليوم بيوم المرأة ...
وبما أن العالم كله يتبع الغرب وتحديداً أمريكا التي ابتدعت هذا اليوم كان لزماً على هذا اليوم أن يكون عالمياً , تبعاً للسيدة الغربية التي هي سيدة نساء الدنيا في نظرهم
فسمي بيوم المرأة العالمي .. ثم بعد ذلك جعلوا يوماً عالمياً للأم وسمي بـ " عيد الأم ".
وبما إنه "عالمي" وجب علينا شئنا أم أبينا أن نحتفل به وإلا رمينا بالإرهاب والتطرف ومحاربة المرأة وهضم حقوقها وعدم إنصافها ومخالفة القوانين الدولية والأنظمة العالمية ..
إن الداعين إلى حقوق المرأة اليوم هم أكثر الناس الذين سعوا ويسعون إلى نهش لحمها وكسر عظمها واستغلال جمالها في زبالات عروض الأزياء وقمامات حفلات تتويج ملكات الجمال واستخدامها وسيلة ترفيه للجنود والمرتزقة وزبائن الصالات والبارات وكازينوهات القمار في الحضارات الرأسمالية والشيوعية!!!
نحن نشجع تلك الحضارات على مطالبها بأن تأخذ المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة فديننا والحمد لله يحثنا على ذلك
ونؤيد أخواننا وأخواتنا من بني جلدتنا ممن أخذتهم الحمية على حقوق المرأة الضائعة.
إنهم يصيحون ليلاً ونهاراً: يجب حماية المرأة وتركها حرة تفعل في نفسها ما تشاء ولا نريد أحد وصياً عليها
ويجب أن تأخذ المرأة حقها في قيادة سيارتها الخاصة ...
ويجب عليها أن تخرج وتدخل متى وأين شاءت ...... وكأن الحقوق اختزلت في قيادة سيارة أو تركها لتعبث بنفسها كيفما شاءت وأرادت؟؟!!!
ونحن إذ نشجعهم في بعض مطالبهم نذكرهم أيضاً ..
أن التي طردت من برلمان إحدى الدول بسبب الحجاب تسمى امرأة!!!
وأن اللواتي منعن من التعليم في مدارس فرنسا بسبب الحجاب يسمين نساء!!!
وأن التي طردها وزير إحدى الدول الغربية ورفض الحديث معها بحجة إنها تلبس النقاب هي أيضاً من بنات حواء!!!
وأن اللواتي طردن من وظائفهن في بعض الدول العربية والغربية بسبب الحجاب أو النقاب هن أيضاً من الجنس اللطيف!!!
وأن التي منعت من الظهور على الشاشة كمذيعة بسبب إنها لبست الحجاب هي أيضاً فتاة!!!
فلم هذا التمييز وهذه العنصرية؟؟!! وأين حقوق هذه أو تلك؟؟ أليست امرأة؟؟
أين المتباكون؟ وأين نصراء المرأة؟ وأين اختفت جمعيات حقوق المرأة؟؟
لماذا سكت الجميع عن الكلام المباح عندما تعلق الأمر بحق المرأة في أن تلبس الحجاب؟؟ وحقها في أن تلبس النقاب؟؟ وحق المحجبة أوالمنقبة بأن تدرس أوتعمل وأن تلبس ما تشاء ... ؟؟!!
الذكي من يعرف الإجابة وله جائزة (عشرة مسامير)!! من مسامير جحا ....
بقلم / الربيع الأول
¥