تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لتحيا اللغة العربية: يعيش سيبويه]

ـ[ابو هريرة]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 06:08 م]ـ

[لتحيا اللغة العربية: يعيش سيبويه]

قال تعالى: وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

موضوع هام جداً يتضمن أموراً خطيرة يجب على الجميع التوقف عندها

وإعطائها ما تستحق من أهمية في إطار حملة شرسة تم التخطيط لها بعناية

من قبل أعداء الأمة وأتباعهم من الخونة وعبيد الغرب.

أصدر الأستاذ شريف الشوباشى، وكيل وزارة الثقافة المصرى للشؤون الخارجية، منذ أشهر قلائل كتابا عنوانه "لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه"، تناول فيه اللغة العربية الفصحى والكلام الذى يثور فى العصر الحديث بين الحين والحين عن صعوبة قواعدها عارضًا الوسائل التى يراها كفيلة بالقضاء على هذه الشكوى مع الحفاظ على الفصحى فى ذات الوقت حسبما جاء فى كلامه. وهو ينطلق مما يقول إنه لاحظه فى التقويم السنوى العالمى المسمى بالـ"ألمناك" لعام 2004م من تراجع اللغة العربية عن المكانة التى كانت تشغلها قبلا، وهو ما فهمتُ منه أنها قد أُسْقِطَتْ نهائيا من هذه المطبوعة التى تهتم بإيراد أحدث الإحصاءات والمعلومات الأساسية فى كل المجالات فى العالم. يقول كاتبنا إن الـ"ألمناك" لم تَعُدْ تنظر إلى لغتنا بوصفها لغةً قائمةً بذاتها، إذ اللغة إنما جُعِلَتْ لتكون أساسا للتفاهم اليومى بين الناس لا لتكون أداة للدراسة والتعليم. وما دامت اللغة العربية قد انحصر استعمالها فى الدرس والعلم ولم تعد تستخدم فى أغراضنا اليومية، فمعنى ذلك أنها أضحت لغة ميتة، وبناءً على هذا فلا يصح إدراجها بين اللغات التى لا يزال يستخدمها أصحابها. ثم يمضى قائلا إن الأمر قد هاله وبعثه على التفكير فى هذه القضية، وبخاصة أن تلك المطبوعة هى أحد أهم المراجع بالنسبة لكبار الكتاب والمتخصصين فى الغرب، ومن الخطإ إذن أن نأخذ ما جاء فيها باستخفاف. ومع ذلك فلا بد من التنبيه إلى أنه رغم هذا قد أشار، ولكن على نحو عارض وسريع، إلى أن الـ"ألمناك" هو من المطبوعات التى لا تخلو من الأغراض الخبيثة (ص7ـ 8). وهنا أحب أن تكون أولى وقفاتى، فمن المؤكد أن ما فعله الـ"ألمناك" بشأن لغتنا هو الزيف والتدليس والخبث بعينه ونفسه وقَضّه وقََضِيضِه، وليس له معنى غير هذا، ولا يمكن أن يُفْهَم إلا على هذا النحو. ولكن كيف ذلك؟ المعروف أن اللغة، أية لغة، لها مستويات عدة: المستوى الفصيح، ومستوى الأحاديث الثقافية للمتعلمين، ومستوى أحاديثهم العادية، ومستوى العامة، ومستوى الدهماء والغوغاء. بل إننا فى هذا المستوى الأخير مثلا يمكن أن نميز بين ضروب مختلفة من العامية كما هو الحال فى لغة بعض الطوائف الخاصة كطائفة اللصوص أو الشحاذين… وهلم جرا. وهذا لون واحد من ألوان التقسيمات اللغوية حسب المستوى الثقافى والاجتماعى للمتحدثين بها، وقد تُقَسَّم هذه المستويات على نحو مختلف بعض الشىء كما فعل د. السعيد محمد بدوى فى كتابه "مستويات العربية المعاصرة فى مصر" (دار المعارف/ 1973م/ 89 وما بعدها)، إذ قسمها إلى: فصحى التراث، وفصحى العصر الحاضر، وعامية المثقفين، وعامية المتنورين، وعامية الأميين. بل إن اللغة لتختلف فى البلد الواحد من مكان إلى مكان، مثلما هو الوضع فى مصر حيث تتمايز لغة أهل الصعيد بوجه عام عن لغة الوجه البحرى، وكما تتمايز لغة أهل قريتى عن لغة القرية المجاورة لها مع أنهما توشكان، بفضل التوسع العمرانى، أن تصبحا قرية واحدة. واللغة فى الواقع هى كل هذه المستويات، وذلك على عكس ما يريد محرِّرو الـ"ألمناك" أن يوهمونا به من أن اللهجات العامية التى يتحدث بها العرب ليست هى اللغة العربية، وعليه فلا بد من استبعاد هذه اللغة من قائمة اللغات التى لا تزال حية تُسْتَعْمَل! إن هذا لهو البَكَش بعينه! وإلا فليست هناك لغة واحدة فى العالم ينطبق عليها هذا الشرط الغريب الذى لم يشأ أصحاب الـ"ألمناك" أن يطبقوه إلا على لغة القرآن الكريم لغرض فى نفس يعقوب!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير