[مستقبل الحجاب في السعودية!]
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 07:30 ص]ـ
حامد بن خلف العُمري
[email protected]
تعد قضية المرأة من أكثر القضايا حساسية في الصراع الليبرالي الإسلامي, ويعود السبب في ذلك إلى معرفة كل فريق بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع , ففي الوقت الذي ينظر إليها الليبراليون على أنها مفتاح التغيير الأهم, نجد الفريق المقابل يشبهها ب (قضية القدس) , والتي مهما حدث من تنازلات في غيرها من القضايا إلا أنها تبقى عصية على التنازلات, ومحور حديثي في هذا المقال هو عن أحد الموضوعات المرتبطة بالمرأة , و الذي طالما دارت حوله العديد من المعارك بين الجانبين , ألا وهو (الحجاب) , وسأحاول في هذا المقال استعراض نظرة كل فريق تجاه هذا الموضوع و كذلك الخطوات التي يبذلها تجاهه انطلاقا من نظرته الخاصة ,و من ثم سأحاول تقييم مدى نجاح كل فريق في فرض رؤيته و الترويج لمشروعه.
أولاً: (التيار الليبرالي)
ينظر التيار الليبرالي إلى الحجاب على أنه أمرٌ (نابع من العادات والتقاليد وليس واجب ديني) , و انه (ظاهرة تنطلق من أيديولوجية التخوين الاجتماعي التي يعيشها الفرد مع نفسه قبل أن يعيشها مع محيطه) بل و يعترف بعض من ينتمين إلى هذا التيار بعدم ارتداء الحجاب خارج الوطن , و يؤكدن كذلك على أن الحجاب (قد ساهم بشكل مباشر في تعطيل بعض المهارات الأساسية عند المرأة؛ فالكلام الحر الطبيعي أصبحت العباءة تمنعه وتستبدله بكلام منخفض متقطع لا يشكل جملة مفيدة وإنما هو مجرد وصوصة وهمهمة لا تفهم بوضوح).
وبسبب وجود هذه النظرة تجاه الحجاب عند هذا التيار فقد كان من الطبيعي أن يبذل جهوداً حثيثة لمناهضته و الحد من انتشاره.
غير أن من اكبر العوائق التي تقف في طريق تحقيق هذا الهدف هو أن هذا التيار يعيش وسط مجتمع شديد التدين ليس عنده استعداد (على الأقل في هذه المرحلة) لتقبل فكرة نزع الحجاب بالكلية , وهذا ما يجعل بعض من ينتمي لهذا التيار يصابون بالإحباط مما يدفعهم أحياناً إلى مهاجمة هذا المجتمع الرافض لأطروحاتهم في كثير من الأحيان.
تقول إحدى الكاتبات و بلغة لا تخلو من التشنج: (وصل الحد إلى درجة تنتهك فيه المرأة حقها بنفسها وذلك خوفا من - التغريب - ونقصا في العلم والمعرفة والخبرة السياسية والاجتماعية والحقوقية) , وذلك في تعليقها على نتيجة دراسة أثبتت أن 97 بالمائة من مجموع 400 امرأة وفتاة سعودية تتراوح أعمارهن بين 15 عاما إلى اكبر من 45 عاما، اعتبرت هذه الفئة قيادة المرأة للسيارة أمرا غير مقبول، فيما بلغت نسبة الرافضات للعمل المختلط أكثر من 86 بالمائة، أما الرافضات لسفر الفتيات للدراسة بالخارج من دون محرم فقد بلغ 92 بالمائة ,
بينما تصف كاتبة أخرى ما قامت به إحدى الطالبات من رفض لقيادة المرأة للسيارة خلال ندوة نظمتها إحدى الكليات الأهلية و حضرتها وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية بالأمر المحبط , بل تهجمت على تلك الطالبة التي عبرت عن رأيها بحرية بقولها: (إنها مراهقة ينقصها الإدراك بواقع مجتمعها الذي تعيش فيه و يتوقع منها هذا النوع من النزق .. )
إلا أن هذا التيار وبعد أن فهم صعوبة المهمة , فقد سعى إلى التدرج في طرح رؤيته المتعلقة بالحجاب و عمد إلى بعض الأساليب و الطرق التي قد لا تسبب له اصطدما مباشراً مع المجتمع, ومنها:
1. التركيز على نزع غطاء الوجه.
وفي هذا الصدد تقول إحدى الصحفيات في مقابلة مع إحدى الفضائيات ورداً على السؤال الآتي: هل تحبين أن ترين المرأة السعودية وقد ارتدت الجينز وحلت شعرها كما تفعل غيرها في دول العالم؟
فكان الجواب: المهم أن تكشف الوجه والباقي نتحدث عنه لاحقاً.
ومما يلاحظ على هذا التيار في هذا الصدد استخدام ما يلي:
• تقديم نماذج محلية تخلت عن غطاء الوجه و إبرازها عبر وسائل الإعلام سواءً المرئي أو المقروء , حتى أصبح من المألوف رؤية بعض من ينتمين إلى بعض الأسر المعروفة بشدة المحافظة وقد تخلين عن غطاء الوجه.
• الاستفادة من الانقسام المتزايد في الأوساط الإسلامية (بما فيها الوسط المحلي) حيال موضوع كشف الوجه , واللجوء في بعض الأحيان إلى الخطاب الشرعي كونه الأكثر تأثيراً في المجتمع وذلك بالانتصار للقول بجواز كشف الوجه.
¥