[نبي الرحمة ودين الإنسانية]
ـ[الأسد]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 03:42 ص]ـ
أنبئت أن رسول الله أوعدني == والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال == قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
إن الرسول لنور يستضاء به == مهند من سيوف الله مسلول
كعادة الكفر والكافرين لن يرضيهم نبي ولن ترضيهم ملة أو دين، ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم لكفار قريش حين دخل مكة فاتحا - بعد أن نصره الله عليهم - اذهبوا فأنتم الطلقاء، وعندما آذاه أهل الطائف وطردوه وسخروا به وانتقصوه صلى الله عليه وسلم أبى أن يحل بهم العذاب، ومنع ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين , وقال صلى الله عليه وسلم له: لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله لايشرك به شيئا، وقد حدث ذلك.
كماأنه صلى الله عليه وسلم عفى عن كعب بن زهير رضي الله عنه قائل الأبيات السابقة بعد أن أهدر دمه.
رحمته صلى الله عليه وسلم أكبرمن أن يشار إليها، وأكثر من أن تعدد مواقفها، وقد استلهم ذلك من ربه الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى الذي أودع في قلب نبيه صلى الله عليه وسلم كل معاني الرحمة والشفقة والإنسانية التي لاتوجد في مخلوق سواه ((وإنك لعلى خلق عظيم)).
ومن يقرأ في سيرته ويتتبع أحداث حياته صلى الله عليه وسلم يجدها مليئة بهذه الرحمة والمودة اللطيفة التي نشأت معه منذ نعومة أظفاره صلوات ربي وسلامه عليه، والتي أصبحت أساسا له فإذا هو يرحم الكبير , ويحنو على الصغير، ويحن على المسكين، ويرأف بحال اليتيم، ويحسن معاملة اللئيم، بل إنه يحسن معاملة الكفار سواء في الغزوات أو في المعاملات، فوضع لنا صلى الله عليه وسلم منهجا للفلاح، وقانونا هو أساس الصلاح والنجاح.
إننا ونحن نقرأ سيرته صلى الله عليه يجب علينا أن نحتذي خطاه ونترسم منهجه حتى يتسنى لنا العيش الصالح والطريق القويم المستقيم الذي يجعلنا قدوة لغيرنا كما هو قدوتنا صلى الله عليه وسلم، بل إنه حتى الكافر المنصف والمحايد ليعجب بشخصيته صلى الله عليه وسلم، ويقتدي بها، ولذلك كان الأديب الإنجليزي العالمي (برنارد شو) معجبا ومغرما بشخصيته صلى الله عليه وسلم، ومولعا بكفاحه البطولي في سبيل نصرة دينه وإعلاء كلمتة ربه.
ولو أن كل إنسان ألزم نفسه باحتذاء نبيه والاقتداء به، والعمل بأوامر دينه الذي شرعه الله لنا لما وصلنا إلى مانحن عليه الآن من تقاعس وتخاذل أفضى بنا وبأمتنا الإسلامية إلى التضعضع والتفرق والإنقسام، حتى أننا أصبحتا نخاف من مستقبل الأيام، وماذا سيحل بنا؟ ومالذي ستؤول إليه أحوالنا؟ فيارب لطفك ورحمتك!
لهذا وغيره من بعدنا عن ديننا واهتمامنا بدنيانا أصبحنا أضحوكة لغيرنا، ومثارالتهكم والهزء من قبل أعدائنا وأعداء ديننا الذين هم من سيفرح ويسر عندما يرانا على هذه الحال.
ولعل مافعله الدنماركي الملعون وغيره من أعداء ملتنا من سب لحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لهو من أسباب تخاذلنا عن ديننا وغفلتنا عن سيرته ومنهجه صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما فعله البابا النصراني هو الآخر ليس بمستغرب عليه ولا على أعوانه وأنصاره، وسيخرج غيره الكثير من ديانته ومن ديانات أخرى ستظهر لنا الغل الدفين والحقد المبطن منذ سنين.
ويبقى الحل كيف نواجه تلك الأخطار، ونتصدى لها ونحن مكبلون حسيا ومعنويا؟
إن الدفاع عن ديننا وعن نبينا صلى الله عليه وسلم يتطلب منا مراجعة الكثير من حساباتنا ثم التصدي للخطر، فسلاح المؤمن الفتاك هو الدعاء، وأعظم وأنعم بهذا السلاح الذي يتوفر لكل شخص كبيرا كان أو صغيرا، رجلا أو امرأة، ثم إن هذا السلاح تزداد قوته بقوة مالكه، ويقوى مفعوله بقوة إيمانه واحتسابه، وماأعظم سهام الليل التي تصيب ولن تخيب إن شاء الله، فعليكم بكل من أراد الإسلام أو المصطفى صلى الله عليه وسلم بأذى، أحرقوه بتلك السهام.
ثم إذا كان حبيبنا صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وسراجنا المنير دائما وأبدا فإننا بلا أدنى شك سنؤثر على غيرنا ونصبح قدوة له، وما أكثر القصص والأخبار التي أسلم أصحابها نتيجة تأثرهم وإعجابهم بهذا الإسلام وبشخصياته المؤثرة وأبرزها وأعظمها شخصيته صلى الله عليه وسلم.
¥