[الهمة العالية]
ـ[السدوسي]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 10:37 ص]ـ
همَّة المؤمن أبلغ من عمله
قال صلى الله عليه وسلم:" من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم: " من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: " قد أوقع الله أجره على قدر نيته " رواه الإمام أحمد وغيره
وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم، إلا كُتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً عليه " رواه النسائي وأبو داود
وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله:
" سبق درهم مائة ألف "، قالوا: يا رسول الله، كيف يسبق درهم مائة ألف؟!،
قال:" رجل كان له درهمان، فأخذ أحدهما، فتصدق به، وآخر له مال كثير،
فأخذ من عَرْضها مائة ألف "رواه أحمد وغيره
خصائص كبير الهمة
يا عالي الهمَّة ..
بقَدْر ما تَتَعنَّى، تنالُ ما تتمنَّى
إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته، وتحقيق بغيته، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره، وأن المصالح والخيرات، و اللذات و الكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب:
بَصُرتُ بالراحة الكبرى فلم أرها ... تُنال إلا على جسر من التعب
****
فقل لِمُرَجِّي معالي الأمور ... بغير اجتهاد: رجوتَ المحالا
****
أحزان قلبي لا تزول ... حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين ... وتُسَرَّ عيني بالرسول
****
عالي الهمة يُرى منطلقاً بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين الصعاب ..
****
ذريني أنل ما لا يُنال من العُلا ... فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة ... ولا بُدَّ دون الشَّهْدِ من إبر النحْلِ
****
من أراد الجنة سلعةَ الله الغالية لم يلتفت إلى لوم لائم، ولا عذل عاذل، ومضى يكدح في السعي لها
قال تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)
وقال صلى الله عليه وسلم: " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة "
كبير الهمة لا ينقُضُ عَزْمه
قال تعالى: (فإذا عزمت فتوكل على الله)
قال جعفر الخلدي البغدادي: " ما عقدت لله على نفسي عقدا، فنكثته "
علام يندم كبير الهمة؟
يندم على ساعة مرت به في الدنيا لم يعمرها بذكر الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: " ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها "
يا كبير الهمة: لا يضرك التفرد، فإن طرق العلاء قليلة الإيناس
فعالي الهمة ترقى في مدارج الكمال بحيث صار لا يأبه بقلة السالكين، ووحشة الطريق لأنه يحصل مع كل مرتبة
يرتقي إليها من الأنس بالله ما يزيل هذه الوحشة، و إلا انقطع به السبيل ..
عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا يرضيه إلا معالي الأمور
إن عالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئا في الدنيا فسوف يكون زائدا عليها، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة، بل لابد أن يكون في صلبها ومتنها عضوا مؤثرا
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا * ولم أقتبس علما فما هو من عمري
إن كبير الهمة نوع من البشر تتحدى همته ما يراه مستحيلا، وينجز ما ينوء به العصبة أولو القوة،
ويقتحم الصعاب والأهوال لا يلوي على شيء
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر
ندرة كبيريّ الهمة في الناس
يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " تجدون الناس كإبل مائة، لا يجد الرجل فيها راحلة "
وهم في الناس ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين
وقد كانوا إذا عدوا قليلا فقد صاروا أعز من القليل.
عالي الهمة لا يرضى بما دون الجنة
إن كبير الهمة لا يعتد بما له فناء، ولا يرضى بحياة مستعارة، ولا بقُنيةٍ مستردة، بل همه قنية مؤبدة، وحياة مخلدة، فهو لا يزال يحلق في سماء المعالي، و لا ينتهي تحليقه دون عليين، فهي غايته العظمى، وهمه الأسمى ..
عالي الهمة شريف النفس يعرف قدر نفسه
¥