تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من لطائف أسماء الله عز وجل!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 10:38 ص]ـ

لطيفة ذكرها لنا أحد الفضلاء من لطائف مسائل أسماء الله عز وجل وهي:

الدلالة المزدوجة لاسم واحد على اسمين، ومن ذلك:

اسم الله الكريم: "المقتدر":

فهو يتضمن معنى: "القادر والقدير"، والفرق بينهما:

أن "القادر": يتعلق بالمرتبة الأولى من مراتب القدر وهي: العلم، فـ "القادر" هو الذي يقدر الأمور بعلمه، فالله، عز وجل، قد قدر المقدورات بعلمه الأزلي وكتبها قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

وأما "القدير": فهو يتعلق بالمرتبة الرابعة من مراتب القدر وهي: الخلق، فـ "القدير" هو الذي يخلق ما قدره بعلمه الأزلي.

وقد جمعهما قوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)، أي: قدرا قُدر بالعلم الأزلي، مقدورا مخلوقا بقدرة الله، عز وجل، بعد كتابته، فالكتابة سابقة للخلق، وعليه تكون دلالة "القادر" سابقة لدلالة "القدير"، وكل منهما دال على الآخر بدلالة الالتزام:

فلا يتصور خلق بلا علم سابق، ولا يتصور علم أزلي تقديري بلا قدرة على الخلق.

وقد كان أحمد، رحمه الله، يستحسن هذه الآية في فهم مسألة القدر.

ومن هنا قال من قال:

"القدر يبدأ بالتقدير وينتهي بالقدرة"، فيبدأ بمعنى اسم الله الكريم "القادر"، وينتهي بمعنى اسم الله الكريم "القدير".

وقد جمعهما اسم الله: "المقتدر"، فـ "المقتدر" هو: القادر القدير، سبحانه وتعالى، كما تقدم، فيكون "المقتدر" دالا على:

ذات الله، عز وجل، والصفتين المستفادتين من الاسمين الكريمين: "القادر" و "المقتدر"، دلالة مطابقة، وهي الدلالة التي تشمل كل ما يمكن أن يدل عليه اللفظ.

و: ذات الله، عز وجل، من جهة، أو الصفة المستفادة من الاسم الكريم "القادر" من جهة ثانية، أو الصفة المستفادة من الاسم الكريم "القدير" من جهة ثالثة، دلالة تضمن، وهي الدلالة التي تشمل جزءا من المعنى الكلي الذي يدل عليه اللفظ.

و: بقية صفات الكمال المطلق اللائق بجلال الله، عز وجل، دلالة التزام، وهي الدلالة التي تشمل معان لا يدل عليها اللفظ مطابقة أو تضمنا، وإنما هي من لوازمه، فالقدرة تدل التزاما على الحياة والعلم، فلا يتصور قادر خالق بلا علم أو حياة.

ولكن حياته، عز وجل، ليست كأي حياة، فهي الحياة الكاملة كمالا مطلقا، التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء ولا يتخللها نقص من سنة أو نوم أو غفلة أو مرض أو لغوب .............. إلخ من أعراض النقص المستحيل في حق الله جل وعلا.

وكذا علمه، فهو محيط بكل المعلومات، أزلي، غير مسبوق بجهل، ولا يتطرق إليه سهو أو نسيان.

فلازم الكمال كمال، فإذا كانت التقدير والخلق كاملين، فلوازمهما من الحياة والعلم كاملان.

وكذا الحال في اسم الله الكريم: "المليك":

فله دلالة مزدوجة على اسمي:

"المالك": وهو من له ملكية الشيء، وإن لم يكن المتصرف فيه.

و: "الملك": وهو من له التصرف وإن لم يكن المالك.

وكلا الأمرين واجب في حق الله، عز وجل، وانتفاء أحدهما نقص لا يليق بالله، جل وعلا، فهو المالك الملك، يملك الخلق ويتصرف فيهم بتمام حكمته كيفما شاء، وفي فاتحة الكتاب: "مالك يوم الدين"، بمد الميم وقصرها للدلالة على المعنيين.

وكذا اسم الله: "المليك": يجمع الاسمين معا، وما قيل في دلالات اسم الله: "المقتدر" يقال هنا، أيضا، فـ:

"المليك": يدل على:

ذات الله، عز وجل، والصفتين المستفادتين من الاسمين الكريمين: "المالك" و "الملك"، دلالة مطابقة.

و: ذات الله، عز وجل، من جهة، أو الصفة المستفادة من الاسم الكريم "المالك" من جهة ثانية، أو الصفة المستفادة من الاسم الكريم "الملك" من جهة ثالثة، دلالة تضمن.

و: بقية صفات الكمال المطلق اللائق بجلال الله، عز وجل، دلالة التزام.

ومن بدائع الفوائد في هذا الباب الجليل أن الله قد جمع بين الاسمين الدالين على أكثر من معنى في آية واحدة وهي قوله تعالى: (في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)، ففي هذه الآية:

دلالة رباعية: اثنان من "مليك"، واثنان من "مقتدر"، فسبحان من هذا كلامه.

والله أعلى وأعلم.

ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 06:56 م]ـ

بارك الله فيك أخي مهاجر موضوعك جميل

وأسماء الله الحسنى للمتبحر فيها عجائب ودلالات

على عظيم ماسمى الله به نفسه

جعلنا الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 08:52 م]ـ

بارك الله فيك

من احصاها دخل الجنه

جعلنا الله ممن يحصونها

ـ[أبو لين]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 09:55 م]ـ

بارك الله فيك أستاذي مهاجر دائما كلماتك تقطر عسلا ومواضيعك تزيد النفس إيمانا بالله فجزاك الله عن كل حرف كتبته ألف حسنة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير