تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أعظم آية في القرآن]

ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 05 - 2007, 07:42 ص]ـ

وهي قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم .............. )، الآية، كما في حديث: أبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ: أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ، قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ، قَالَ: قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ.

وهي المجيرة من وساوس الشيطان، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فمن قرأها قبل نومه فلن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

يقول ابن أبي العز، رحمه الله، في "شرح الطحاوية"، ص71، معلقا:

ولهذا كان قوله: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فعلى هذين الإسمين مدار الأسماء الحسنى كلها، وإليهما ترجع معانيها.

فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها، استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة.

(فالحياة هي أصل كل كمال، فعنها تتفرع الكمالات، فإذا كانت تامة كاملة، كانت الصفات تبعا لها، وحياة الله، عز وجل، أكمل حياة، بل إن كل حي إنما يستمد حياته من المحيي، عز وجل، والمتفضل بالكمال أولى به، فلازم كمال حياته، كمال صفاته العلى عز وجل).

ويواصل ابن أبي العز، رحمه الله، فيقول:

وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه. المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته. فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال أتم انتظام.

فللقيوم، كما ذكر العلماء ثلاثة معان:

أولها: القائم بنفسه الغني عن غيره.

وثانيها: المقيم لغيره.

وثالثها: القائم على غيره بإحصاء عمله.

فللمخلوق منها نصيب:

فهو قد يستغني عن غيره من الخلق بما أنعم الله، عز وجل، به عليه من صحة البدن ووفرة المال .......... إلخ، ولكنه لا يستغني عن ربه، عز وجل، الذي وهبه هذه النعم، فلا غنى لمخلوق عن الخالق، جل وعلا، طرفة عين، ففي المخلوق فقر ذاتي إلى خالقه، بل لا يستغني عن غيره من الخلق استغناء تاما، فلابد له من مخالطة البشر وسؤالهم قضاء حوائجه ببيع أو شراء أو طعام أو شراب أو نكاح ......... إلخ.

وهو قد يقيم غيره، كما يقيم الزوج زوجه بالنفقة، أو الوالد أولاده، ولكنها، أيضا، إقامة ناقصة، إذ قد يعجز في أحيان كثيرة، عن تلبية كل ما يطلب منه.

وهو قد يقوم على غيره بإحصاء أعماله وحسابه عليها، ولكنها، أيضا، إقامة ناقصة، فلابد أن يغفل حتما عن بعض أقوال وأفعال من يحصي عمله، فضلا عن عجزه عن إدراك مكنون صدره.

وأما الرب، جل وعلا، فله الكمال المطلق من هذه المعاني:

فهو الغني، الغنى المطلق، عما سواه، بل الخلائق كلها مفتقرة إليه.

وهو المقيم لغيره، إقامة كاملة، فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وفي الحديث: (يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ)، يقول ابن كثير رحمه الله: فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون أمره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير