تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عن الأحداث الأخيرة في المغرب والجزائر!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 07:16 م]ـ

هزت مدينة الدار البيضاء المغربية، و الجزائر، عاصمة الجزائر، في الآونة الأخيرة سلسلة من التفجيرات راح ضحيتها عدد لا بأس به من المسلمين لا سيما في الجزائر العاصمة.

وقد سارعت الجهات الأمنية والدولية في توجيه أصابع الاتهام لتنظيم إسلامي معروف بغلوه في مسألة التعامل مع الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، وإن كانت له أياد بيضاء في مواقف أخرى، ليس من ضمنها بطبيعة الحال، ما حصل في المغرب والجزائر، والمسألة محل بحث من جهة:

طبيعة منفذي هذه التفجيرات، وأغلبهم من الشباب الصغير، المتحمس لنصرة الدين بلا ضوابط شرعية وإنما محض عاطفة صادقة، نرجوا أن يعذروا بها أمام الباري، عز وجل، وحماسهم الشديد مقابل بـ:

إحباط شديد من مواقف حكومات الدول العربية التي ما انفكت تعطي الدنية في دينها إرضاء لسيدة العالم الجديد.

وقهر شديد من جراء القبضة الحديدية التي تحكم بها الدول العربية، فهي دول "بوليسية"، لا تعنى إلا بـ: "الأمن السياسي"، أما: "الأمن الديني"، إن صح التعبير، الذي يأمن فيه الناس على عقائدهم من الطعن والتشويش، فلا يدخل في حساباتها، فضرب ثوابت الدين والاستهزاء بشعائره قد فشا في المجتمعات الإسلامية التي سيطر فيها العلمانيون على مراكز صنع القرار.

وكذا "الأمن الاجتماعي": الذي يأمن فيه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، قد أصابه ما أصابه، من جراء ضعف الوازع الديني وتدني مستوى الأخلاق في الجماعة المسلمة، فارتفعت معدلات جرائم لم تعرفها الأجيال السابقة، لا سيما جرائم الأعراض، والإحصائيات أشهر من أن تذكر، لا سيما في المجتمعات الفقيرة التي يصعب، بل يستحيل في بعض الأحيان، على الشاب أن يجد مسكنا ملائما أو وظيفة مناسبة ليؤسس أسرة مسلمة.

وكذا "الأمن الاقتصادي": الذي يجد فيه المسلم قوتا يكفيه وأهله، فقد عز القوت في بعض بلاد المسلمين، وتحول المجتمع المسلم إلى طبقتين:

طبقة، قليلة العدد، أصاب أفرادها التخمة.

و: طبقة كثيرة العدد، تشكل غالبية المجتمعات المسلمة، أصاب أفرادها الجوع، فلا تجد ما تسد به رمقها، فشابهنا المجتمع الهندي، وإن كان حال مجتمعاتنا أحسن منه إجمالا.

أما الطبقة الوسطى التي هي عماد أي مجتمع فتكاد تضمحل في كثير من الدول الإسلامية.

وثروات المسلمين في بطون: مراكز القوى الفاسدة والشركات الأجنبية التي تؤثر بنفوذها على مراكز صنع القرار في الدول الكبرى، فتدفعها لشن حروب وإبادة شعوب من أجل تحقيق مصالحها بـ: إعادة إعمار ما خربوه!!!، أو إبرام عقود للتنقيب عن بترول أو غاز أو ............. إلخ، كما هو الحال في العراق الحبيب الآن.

الشاهد: أن كل هذا لا يعني الأنظمة الحاكمة في شيء، وإنما يعنيها فقط: الحفاظ على أمنها الخاص ولو على حساب أمن المواطن أو كرامته، فلا مانع من ترويع المسلمين وإهدار كرامتهم بحجة مكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن الدولة، كما هو الحال في كثير من الدول الإسلامية.

ومع الإحباط والقهر الشديدين: "الجهل الشديد بأحكام الدين"، وهو السبب الأول لكل ما يحدث من اضطرابات في كثير من المجتمعات المسلمة، فما عصي الله، عز وجل، إلا بجهالة.

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)

قال مجاهد وغير واحد: كل من عصى الله خطأ أو عَمدًا فهو جاهل حتى ينزع عن الذنب.

وقال قتادة عن أبي العالية: أنه كان يحدث: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون: كل ذنب أصابه عبد فهو بجهالة، رواه ابن جرير. اهـ

وما خرج الخوارج على الجماعة المسلمة، إلا بجهالة، فلم تعصمهم كثرة عبادتهم، فخرجوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بالسيف، لقلة علمهم، كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم.

يقول الحسن البصري رحمه الله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير