تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4. الوقت مناسب لليهود للبدء بتلك الإجراءات، فحال أمتنا مهيأ لذلك، وردود الأفعال لا تعدو أكثر من الشجب والاستنكار ولا حراك بعده، وإمعاناً في التضليل سمحوا وقبل أيام من بتركيب منبر جديد لمصلى المسجد الأقصى شحن من الأردن يشابه ويحاكي المنبر الذي تم حرقه حينما أحرقوا المسجد الأقصى في 21/ 8/1969م. ولا أدري ما الذي ينقص المسجد الأقصى المنبر أم المصلين؟!! أليس أولى من المنبر أن يهدم الجدار الذي أحاط بشرقي القدس ومنع أهلها من الوصول إليها، ونصرة المسجد الأقصى من الهدم والتدمير؟! ووقف تلك المشاريع التي سلبت منا كل ما تحت المسجد الأقصى من أنفاق وتسويات وسمحت لليهود بالعبث بهذا المكان الطاهر؟!

5. والمتابع للتصريحات هذه الأيام يرى أن وتيرة التحدي فيها زادت أضعاف ما كانت عليه في السابق، حيث بدأ المسؤولون اليهود يستهجنون علناً ذكر اسم المسجد الأقصى ويحرفون الألفاظ ويقولون إن اسمه الحقيقي "جبل الهيكل"، ويستغربون على شاشات التلفزة إدعاء المسلمين بأن القدس لهم، ويؤكدون أن ليس للعرب والمسلمين حقاً في المسجد الأقصى، ويؤكدون أن المشكلة مع العرب ليست في الحفريات ولكن في ادعائهم بأن لهم حقاً في تلك البقعة!! وتوافق بذلك العلمانيون من قادة اليهود مع حاخامات وأفراد الجماعات اليهودية العاملة لإقامة المعبد المزعوم على أنقاض الأقصى.

6. نعم بدأ اليهود ببناء الهيكل المزعوم، ومهما كانت الحقيقة مرة فلا بد أن تكشف، فإعادة بناء طريق المغاربة هو خطوة أولى لبدء العمل في تنفيذ مشروع إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وبناء أجزاء جديدة تحاكي المجسم المزعوم للهيكل الذي رسموه في مخيلتهم وأوجدوه واقعا في مجسماتهم التي بنوها للزائرين والمتحمسين لمشروع هدم المسجد الأقصى وإقامة المعبد المزعوم على أنقاضه، فالطريق جزء أساسي من بناء الهيكل المزعوم، فهو المعبر الرئيس للهيكل حسب تخليهم للصورة التي كان عليها قبل أن يهدم!!

7. وفي هذا البناء إرضاء للجماعات اليهودية المتطرفة العاملة لهدم المسجد الأقصى حيث حددوا السنة الحالية 2007م لبدء البناء وإلا سيحل بهم غضب الله تعالى!! والحكومة اليهودية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقناعات بتلك الجماعات والتي تدعمها أحزاب سياسية تحت قبة البرلمان اليهودي والتي تؤمن بضرورة بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. وهذا المشروع سيسارع أيضاً في جمع الأموال وحشد الهمم والتأييد والتبرعات لصالح اليهود لإكمال مشروع بناء الهيكل المزعوم.

8. طريق باب المغاربة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ولا سيادة قانونية لسلطات الاحتلال على المسجد الأقصى، وإزالة أي جزء من المسجد الأقصى المبارك جريمة جديدة، وهدم باب المغاربة والغرف المجاورة له هو هدم لجزء من المسجد الأقصى، وهو خلاف ما يروج له اليهود في وسائل الإعلام المحلية والإعلامية، فطريق باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك وقف إسلامي على مر التاريخ، وجزء لا يتجزأ منه، وأي ترميم في المسجد الأقصى والمرافق المجاورة له هو من اختصاص دائرة الأوقاف الإسلامية، وقد أعلنت دائرة الأوقاف تكراراً ومراراً أنها تريد ترميم ما هو بحاجة إلى ترميم، لكنّ سلطات الاحتلال رفضت ذلك!!

9. هذا الطريق إن كان الهدف من حفريات اليهود الحالية مجرد الترميم فقط - ونؤكد أن الترميم ليس من حقهم – فلماذا يسعون لتوسيع باب المغاربة وهدم الغرف المجاورة له ليتسع لدخول الشاحنات إن دعت الحاجة؟!! فاليهود وفق القرارات الدولية كيان محتل، والقدس لا سلطة لهم عليها فكيف ترممون في مسجد للمسلمين وليس كأي مسجد فمكانته في قلوب المسلمين أكبر من أن يدلل عليها.

10. أرادوا بذلك أن يهيئوا العالم أجمع إلى أن التغيير قادم لا محالة، والمشروع قد بدأ، وسينقل للعالم عبر الفضائيات بثاً حياً!! وإن تقسيم المسجد الأقصى قد بدأ فعلياً، فقد ملكوا ما تحته وما حوله، ويعملون الآن لسلب جزءاً منه، قال أحدهم إنه بعد أن يتكشف مسجد البراق فإنهم سيحوّلونه إلى كنيس يهودي!!

فتلك عدة نقاط هي الدافع الأساس لإكمال هذا المشروع مهما بلغت التضحيات من المسلمين ... مخطط يهودي قديم لم يأتِ بقرار ليل نفذ في الصباح!! بل هو إجماعٌ عندهم على إقامة الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاض مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما تلك التصريحات المتضاربة والتطمينات الخادعة إلا من قبيل ذر الرماد في العيون، فلن يهدأ لهم بال حتى يقيموا هيكلهم الثالث، وما ممارساتهم وإجراءاتهم في المسجد وما حوله إلا لتشويه التاريخ وطمس الحقائق، وتأكيد سلطتهم على المسجد الأقصى والقدس. ولا نملك إلا أن نرفع أكف الدعاء أن يحفظ الله تعالى المسجد الأقصى من كيد الكائدين، ونطالب المسلمين في كل مكان النصرة لأولى القبلتين، وأهلها الصامدين في وجه اليهود، والرد على خداعهم وأكاذيبهم، وكشف افتراءاتهم.

عيسى القدومي

15/ 2/2007م.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير