تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

علم تقدير: وهو العلم الأزلي الذي تعلق بقدرة الله، عز وجل، وربوبيته، به خلق الخلق، علم: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، إليه أشار الطحاوي، رحمه الله، بقوله: (خلق الخلق بعلمه)، وهو ما اصطلح على تسميته بـ: "العلم الأول"، فالله، عز وجل، قد أحاط بكل شيء علما، فعلم ما كان وما يكون وما سيكون، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، فـ: (مَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)، فعلم، عز وجل، ثم كتب، وهاتان أول مرتبتين من مراتب القدر الأربعة.

وعلم التقدير لازم للخلق، إذ يستحيل أن يكون هذا الخلق المتقن من صنع جاهل لا يعلم، تعالى ربنا عن صفات النقص علوا كبيرا.

ومن رحمته، عز وجل، أنه لم يعلق الثواب والعقاب بهذا العلم، فلا ثواب على طاعة إلا بعد وقوعها، ولا على معصية إلا بعد ارتكابها، فهما متعلقا:

علم الإحاطة: وهو إحصاء الله، عز وجل، على عباده ما فعلوه من خير وشر، أو ما اصطلح على تسميته بـ: "العلم الثاني"، متعلق حكمة الله، عز وجل، وألوهيته، علم:

(وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).

و: (وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ)

و: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا)

و: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ)

و: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا)

و: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)

فليس العلم هنا علما حادثا، كما زعم من زعم من نفاة القدر، وإنما هو علم ظهور وانكشاف لما سبق في العلم الأول، فبه تقوم الحجة على الخلائق، ويتميز المؤمن من الكافر.

والله أعلى وأعلم.

ـ[الجنرال رومل]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 11:30 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء .. على هذا الطرح الجميل أخي المهاجر.

ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:27 ص]ـ

وجزاك أيها الجنرال!!!!:):)

ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 04:40 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذا الموضوع الجميل.

بارك الله فيك ونفعنا بعلمك.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 07:35 م]ـ

بارك الله في قلمك أستاذنا الفاضل

وجزاك الله نعيم الدنيا والآخرة

قال تعالى: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))

كما هو معلوم لدى الكثير أن حروف الجر تزاد كثيرًا بعد ليس. وهذه الآية زيد فيها حرف الجر أيضًا. والزيادة في الإعراب وليس في المعنى , لأن القرآن منزه عن الزيادة والنقصان. وقد جاء حرف الجر هنا للتوكيد. وهذا شأن الحروف الزائدة إعرابًا تفيد التوكيد في المعنى.

أما إن قلنا أن الكاف هنا حرف جر من غير أن نقول زائد فقد وقعنا في المحظور , ونكون قد أثبتنا المثل لله سبحانه وتعالى , تعالى الله عن ذلك.

بوركت أيها الكريم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير