ويضاف الى هذه الاسباب الفارق الكبير في المستوى الاجتماعي والاقتصادي كأن تكون الزوجة من أسرة ذات مكانة اجتماعية كبيرة ويكون الزوج من اسرة اقل مستوى وبالتالي لا يستطيع هذا الزوج ان يلبي كل طلبات زوجته المادية في شراء ما يلزمها من اشياء وكماليات حسب ما تعودت عليه في بيت ابيها ما قد يؤدي الى الطلاق في نهاية المطاف.
كذلك من الاسباب عدم الانسجام في الطبيعة الانسانية كأن يكون الزوج مزاجيا في طبعه وتربية الزوجة تختلف عنه فضلاً عن عدم تحلي اي من الطرفين بالصبر والتسامح والعفو ..
ويضاف الى هذه الاسباب ايضاً عدم اهتمام الزوج بأمور البيت وخروجه وسفره المتكرر ما يجعل الزوجة تكره الحياة الزوجية لأنها في هذه الحالة لا تشعر بأن الزوج ملك لها مما يؤدي الى تفكك الاسرة والطلاق.
حالة مختلفة
ويرجع المهندس حاتم طه أمين عام المرصد الحضري التابع لامانة المدينة المنورة ارتفاع حالات الطلاق في المدينة بوجه خاص (1175 حالة طلاق العام الماضي من 4953 حالة زواج) الى عدم التوافق العلمي والدراسي ونقص المعرفة بالحياة الزوجية وغياب التوعية بأهمية الحياة الزوجية الاسرية واستهانة بعض الشباب من المتزوجين الجدد بالحياة الزوجية وابتعاد من لهم الخبرة بها عن توجيههم التوجيه الصحيح ما ادى الى وقوع حالات طلاق لأتفه الاسباب: فبعضهم يطلق لان زوجته اصرت على السفر سنوياً والبعض الآخر يطلق لأن زوجته تبدي رأيها في بعض مطالب البيت وتصر على ذلك وآخرون يطلقون زوجاتهم لعدم تماثلهن في ميولهم الرياضية وتشجيع هذا الفريق دون سواه وهكذا من المآسى التي رفعت نسبة الطلاق بالمدينة المنورة على هذه الشاكلة.
ويرجع الدكتور غازي المطيري عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة بروز ظاهرة الطلاق وارتفاع معدلاتها بالمدينة من بين المناطق الاخرى الى ان المدينة المنورة تعتبر احدى المناطق العالمية ذات التنوع والاختلاف والتباين الثقافي والعرقي ولهذا تقع زيجات عديدة بين اطراف غير متجانسة فكرياً وثقافياً فضلاً عن وجود بطالة عالية بين شبابها وضعف التحصيل العلمي للاسرة مما يؤهل المدينة المنورة الى ان تحظى بدراسة عاجلة لبحث المشكلة من جذورها.
ويتفق معه في هذا الاتجاه رأي المحامي سعود الجيلي الذي يرى ان هناك نقصاً في التوعية بأهمية الحياة الزوجية بين الشباب، فيما ارجعت شرف القرافي عضو الحماية الاجتماعية اسباب الظاهرة الى عدم وجود مراكز متخصصة للارشاد الأسري فضلاً عن ان مؤسسات المجتمع المدني لا تقوم بدورها الكافي في توجيه الزوجين لفن ادارة حياتهم، اضافة الى ارتفاع تكاليف الزوج بسبب تباين الشرائح الاجتماعية بالمدينة، الا ان غادة الشريف من الاشراف التربوي بتعليم بنات المدينة ترى في غياب الوعي بأهمية الزواج والحياة الاسرية بين الشباب اهم اسباب الطلاق اضافة الى غياب الدور الذي يمكن ان يلعبه كبار السن في التقريب بين الطرفين وتبسيط المشاكل بينهما مما ادى الى ارتفاع حالات الطلاق ويتفق معها في هذا الرأي عمدة حي الاصيفرين صالح النجار مشيراً الى نقص الوعي والفوارق الاجتماعية والابتعاد عن الدين من قبل البعض كأبرز مسببات الطلاق وقصور مؤسسات المجتمع المدني عن القيام بدوها في هذا المجال.
وينضم عمدة الخالدية منصر الرفاعي ليضيف الى جملة هذه الاسباب سببا اخر يراه في اجبار الفتيات على الزواج بكبار السن مما يؤدي الى فشل الحياة الزوجية.
ولا تختلف آراء كل من عارف عويتق الحربي (اخصائي اجتماعي بجامعة طيبة) وعبدالله مصلح الحربي (مأذون شرعي) وعبدالغني القش (كاتب اجتماعي واعلامي) والدكتور عبدالعزيز الصاعدي (تخصص لغويات) ويحيى سيف (مدير خيرية المدينة) وسليمان دندراوي عن الآراء السابقة في ارجاع اسباب الطلاق الى عدم المام الطرفين بالحياة الزوجية ونقص الوعي بالحياة الاسرية والفوارق الناجمة عن التركيبة السكانية بالمنطقة والنضج العقلي والنفسي للطرفين وفارق السن بين الزوجين.
ومن وجهة النظر النفسية في تحليل الظاهرة ترى الدكتورة منى الصواف (استشارية الطب النفسي) ان من اسباب ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع استسهال الشباب للطلاق نظراً لعدم تهيئة الطرفين التهيئة النفسية والاجتماعية قبل الزواج بكيفية التعامل مع المشكلات، ويعود ذلك الى اساليب التربية التي تغفل جانب الاعتماد على النفس في حل المشكلات ونظراً لعدم اعتماد الزوجين على حل المشكلات في نظريهما وبالتالي يجدان ان الطلاق هو الحل غير آبهين بما يرتب على ذلك من مشكلات اضافة الى غياب الدور الذي يمكن ان تلعبه المؤسسات التربوية في تقريب وجهات النظر بين الطرفين فضلاً عن ضغوط الحياة المتزايدة وتراكم الديون ومتطلبات الاسرة فلا يجد الزوج من طريق لحلها سوى اللجوء الى الطلاق وبذلك تحول الزواج الى عملية اقتصادية بحتة. ومن الاسباب ايضاً قدوم الفتاة الى الزواج متأثرة بتجارب غيرها من الاخوات والصديقات اللائي تعرضن للطلاق مما ينغص الحياة الزوجية بينها وبين زوجها ..
استشارة المرأة في زواجها
وللحّد من الظاهرة يوصي المشاركون في هذه القضية بضرورة تكثيف الوعي بين الشباب بأهمية الحياة الزوجية وتقدير الاسرة وتهيئتهم لذلك قبل الزواج وقيام المؤسسات التربوية الاخرى ومؤسسات المجتمع المدني بدورها في تقريب وجهات النظر بين الطرفين وتبسيط المشكلات وتربية الابناء على الاعتماد على انفسهم في حل المشكلات التي تواجههم منذ الصغر.
ومن الحلول استشارة المرأة في امر الزواج وعدم ارغامها عليه خاصة الزواج من كبار السن وحسن الاختيار والتيسير في امر الزواج وخفض تكاليفه ومظاهره الاحتفالية وعقد الندوات والمحاضرات لمناقشة ظاهرة الطلاق على مستوى اشمل ومشاركة وسائل الاعلام في التبصير بآثارها الموقرة للاسرة والمجتمع على حد سواء.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070421/Con20070421104902.htm
¥