وقال العوضي: الحوار مع عمرو دياب أخذ الجانب الفكري أكثر من التركيز على الفن والغناء، ووجدته مثقفا عنده خلفية إسلامية واشكالات تحتاج إلى حل واجابات هادئة، وقد نصحته بقراءة مقال د. عبدالوهاب المسيري بموقعه على الانترنت عن "الفيديو كليب .. الجسد والعولمة".
وأضاف: عندما تحدث عمرو عن عبادته لله حبا فيه وليس طمعا في جنته وعفوه، سألته .. من أين أتى بهذه النزعة القديمة، فقال الفنان إنه عرفها بدون أن يقرأ شيئا عنها، فقلت له ان الله عندما خلق البشر قدر هذه الحاجة فيهم، فنحن نعمل في الدنيا ليس فقط من أجل العمل واخلاص العمل وانما نريد ايضا مكاسب، فالنفس البشرية مفطورة على أن تحقق أكبر قدر من المصالح في حياتها بأقل قدر من الجهد، والله سبحانه وتعالى يراعي هذا الشئ، فالناس طبقات، هناك من يغلب جانب الحب في عبادته وآخر يغلب عليه جانب الخوف، وثالث يغلب عليه الرجاء، وهذه فروق فردية، وحتى لو يكن هناك نار أو جنة فإن الله يستحق العبودية والحب.
وقال د. محمد العوضي إن عمرو دياب كان غاضبا من الدعاة الجدد لأنه صار بينهم شئ من التنافس كأنهم الزمالك والاهلي. فرددت عليه بأن الغيرة والتنافس موجودان في الحياة البشرية، وأننا عندما نتكلم عن الدعاة الجدد فنحن لا نتكلم عن أنبياء ولا اناس معصومين وإنما عن بشر عليهم ملاحظات ونقد.
يوضح العوضي ان لقاءه وحواره مع عمرو دياب ليس استثناء ولا طارئا، فهو لا يفوت فرصة إلا ويقيم حوارا مع من يلقاه من الفنانين .. "كثيرون منهم يتأثرون بما يدور بيننا من حوارات، لكنه يشبه تأثر الخلفاء مثل هارون الرشيد وغيره عندما يدخل عليهم من يعظهم فيرق قلبه أو تدمع عيناه، وعندما يعود إلى حاشيته ينسى ذلك".
وأضاف: هؤلاء الفنانون يحتاجون إلى وجبات متتابعة وإلى تغيير بيئة، فالقلوب مفاتيح كما يقول ابن الجوزي، فمن الناس من يحتاج لرؤية ومن يحتاج لموقف يراه، ومن يتعظ بوفاة قريب، ومنهم من يحتاج لتأمل ووقفة مع الذات، أو لكلمة طيبة.
عودة الفنانين المعتزلين
عن عودة بعض المعتزلين للفن، يقول العوضي: أحيانا تكون هناك لحظة افاقة قوية فيتخذ الشخص قرارات سريعة، لكننا نريد أيضا منه أن يدرس قراره، فقد ترتبط العودة بجانب الرزق وتكون مهذبة تتوافق مع قناعاته الدينية الأخيرة.
واستطرد د. العوضي: الحرج ان البعض من الفنانين المعتزلين قد لا يجد ما يأكله بعد الاعتزال، ولكن الاعلام ليس فقط أن يغني ويمثل على الشاشة، فالاجواء مفتوحة الآن أمام الباحث بجدية، وخاصة ان هناك قنوات محافظة كثيرة حاليا، وهو اعلام نظيف بديل.
وعما إذا كان هناك مانع من ظهور الممثلة في هذا الاعلام النظيف قال:" انا عندي تحفظات كثيرة، فالاسلام يحترم المرأة ولا يريدها أن تخرج كأنثى، فمثلا المفتية الفاضلة الأزهرية "يقصد د. سعاد ابراهيم صالح" عندما تخرج فإن خروجها خروج أمومي ثقيل ناصح والكل يحبها. الذي يحرجني واعتب عليه ان تخرج امرأة داعية بما اسميه مثلا الحجاب البنطلوني والماكياج الذي لا يختلف عن ماكياج المتبرجة. نحن لا نريد هذا الشئ".
الشهرة أفقدتني الكثير
في الحوار الذي جرى بين الشيخ محمد العوضي والمطرب عمرو دياب، سأله عن ما أخذه من الشهرة الفنية، فأجاب عمرو بأنه أخذ الكثير وأفقدته الكثير أيضا مثل حريته، فيعيش كأنه محاصر، ويعكف حاليا على تأليف كتاب باسم "الحلم" يتكلم فيه عن تجربته الفنية، والحقيقة أن الحلم انقلب إلى كابوس.
وعن تأثيره في الآخرين قال عمرو إنه أطلق لحيته في إحدى اغانيه، فوجد شباب مصر بعد ذلك ملتحيا. وهنا طلب من محمد العوضي تفسير ذلك فأجابه أن من سمات الشباب البحث عن قدوة ورمز، وأحيانا تكون كاريزما "جاذبية" النجم قوية فيتوحد بها الشباب لدرجة الجنون، ويقلدونها في ما يعقلون ولا يعقلون.
وأضاف العوضي: قلت له ان الدعاية والاعلام يقومان على نظرية الاقتران الشرطي، بمعنى أنهما يأتيان ببضاعة ضعيفة أو تافهة أو عادية، ويجعلان النجم الغنائي أو الرياضي المحبوب يصور معها، هذا الارتباط بين السلعة والنجم هو الذي يسوقها، فحب الرمز يسوق ما يتناوله من مشروبات أو يركبه من سيارات أو يلبسه من بنطلونات.
¥