تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المتنوعة في علوم اللغة المختلفة؛ إذ كان ينبري كل منهم، فيقدم عصارة علمه وخبرته في كل موضوع قبولا أو رفضا حتى تنتهي بعض الموضوعات بالتصويت.

وبعد ثلاث سنوات حصلت على الماجستير وصرت محاضرا، وهاجر كثير من أساتذتي للعمل بالخارج، فعينت رئيسا لقسم الدراسات النحوية واللغوية لمدة ثلاث سنوات، ثم حصلت على الدكتوراه وصرت أستاذا مساعدا، فعينت مشرفا على الدراسات العليا بالكلية (رئيس قسم الدراسات العليا) لمدة ثلاث سنوات، ثم جئت معارا للعمل بقسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة حائل في السعودية، منذ ثلاث سنوات،وما أزال.

وقد طلبت بطاقة، فأعطيتك صفحة كاملة من قصة حياتي (ابتسامة) وإن كانت لا تحمل غير القليل من تجربة تعليمي وتعلمي، أما تعليمي الأصلي فتلك قصة أخرى فاتت عليك؛ لأنك لم تسألني إلا عن بطاقتي الشخصية، فكنت كريما بإجابتك في صفحة.

- هل لك أن تحدثنا عن كيفية انضمامك إلى أسرة الفصيح؟

• كنت في السودان أعيش في زحمة شديدة، يحيط بي الطلاب من كل جانب، ويكون المطلاب منهم أكثر من الطالب، فلا يسعني إلا أن أحفظ ما عندي من قليل العلم ببذله ولا أضن به على أهله. فكان الطلاب والطالبات حولي من كل جانب، أرد على أسئلتهم العلمية وأجيب عن استفساراتهم الإدارية وأعطيهم كل أوقاتي الرسمية، لا أرد طالبا ولا أضن بشيء عندي وأحيلهم فيما لا أعرف إلى من يعرف وأعرفه، وأصبر على ذلك جهدي؛ لأني أعرف فضلهم عليَّ وإحسانهم إليَّ، إذ كان تعليمي من الابتدائية إلى الدكتوراه على نفقتهم، في الدراسة والسكن والمعيشة والسفر، فكل ذلك مما يدفعه المواطن للحكومة من ضرائب ورسوم مالية، وليس للحكومة إلا أجر المناولة، ثم إني ما أزال أجيرهم أعيش على الراتب الذي يدفعونه لي آخر كل شهر، فيجب أن أبذل كل جهدي لخدمتهم في صبر وإخلاص وتفان.

فلما جئت إلى السعودية أكملت أربعة فصول دراسية أدرِّس في الكلية دون أن يسألني أحد عن مسألة علمية إلا فيما ندر؛ فشعرت بفراغ رهيب حاولت تخفيفه بالقراءة والاطلاع، فلم أجد ما يشبع نهمتي من مراجع التخصص، لقلتها في مكتبة الكلية، وحاولت في المكتبة العامة ومكتبة النادي الأدبي وفروع المكتبات التجارية بحائل، فلم أفلح، ولا يمكنني والحالة هذه إنجاز أي بحث علمي بالصورة التي أريدها، حتى اشتقت إلى زحمتي تلك في السودان وقد كنت أحمد الله على أنه أراحني منها إلى حين،فكنت أقضي أوقاتي الدوامية في التدريس والإرشاد الأكاديمي والمساعدة في بعض الأعمال الإدارية واللجان المساعدة والمساندة بالكلية، وفي غير وقت العمل وضرورات الحياة بقراءة الصحف والمجلات وبعض الكتب في الثقافة العامة والخاصة وحضور بعض الدروس في المساجد والرياضة والسياحة، وتصفح بعض المواقع السودانية والإخبارية والمواقع الرسمية للجامعات وبعض المؤسسات البحثية-ولم أكن أعرف غيرها-ومتابعة بعض البرامج الإخبارية والحوارية الفكرية والثقافية والعلمية، ومع هذا كله كنت أشعر بفراغ كبير وشيء غريب ينقصني لا أدري ما هو تحديدا. حتى دلني زميلي الأستاذ فهد بن إبراهيم البكر، وهو (الأسد) في الفصيح، على الفصيح، فانجذبت إليه انجذاب الصادي الهيمان إلى الماء البارد. فهل عرفت الآن، فضلهما عليّ؟ هكذا كان انضمامي هذه الأسرة الكريمة.

سألتني عن الكيفية، فأجبتك عن الظروف، من باب ما يسميه علماء البلاغة أسلوب الحكيم، فمعذرة.

- كيف وجدتها كشبكة تهتم باللغة العربية وعلومها؟

• وجدتها شبكة شاملة لعلوم العربية وأدبها، لا ينقصها إلا الكتابة الأدبية الإبداعية الفكرية الثقافية،فهذا الجانب ليس في مستوى الجوانب الأخرى فيها.

- كيف تنظر إلى تفاعل أعضاء الفصيح بصفة عامة، ومنتدى النحو بصفة خاصة؟

• تفاعل الأعضاء في الفصيح بعامة ومنتدى النحو والصرف بخاصة تفاعل طيب، يندر أن يكون له مثيل في المنتديات والمواقع الشبكية الأخرى، ومع ذلك فهو لا يخلو من الغث والكدر والضحالة أحيانا شأن كل الأعمال البشرية خصوصا الواسعة الكبيرة المتنوعة منها في جميع شؤون الحياة، والله الموفق.

- ما الذي قدمته للفصيح باعتبارك عضوا فيه، وما الذي قدمه الفصيح لك؟

• لم أقدم للفصيح شيئا يستحق الذكر،إلى الآن، ولعلي أقدم له شيئا ذا بال، في مقبل الأيام،إذا كان في العمر بقية ومنّ ربي بالصحة والعافية ووفق وأعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير