ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 04:42 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ الأسد، أنت عندي بمنزلة الروح من الجسد، وتأخيرك عندي كلا تأخير، وإن كان فخر فبك لا بي، أو كان فضل فلك لا لي، وأجاب الله دعواتك وجعل لك مثلها وزيادة،وبارك الله فيكم وجزاك الله خيرا. والسلام عليكم.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 06:08 م]ـ
عفوا، أختي الكريمة مستحيل، لم أنس سؤالك الآخر عن طريقتي في تدريس الطلاب الجامعيين وما أراه الأمثل والأفضل والأنجح في ذلك، لكن شغلني عنه شواغل كثيرة في هذا الشهر المبارك. وحتى لا أطيل عليك هاك إجابة موجزة:
الطلاب الجامعيون قسمان: طلاب تخصص اللغة العربية، وطلاب التخصصات الأخرى، فالصنف الأول أعد لهم إعدادا خاصا؛ لأن من لا يعد درسه لا تحترم نفسه واعتمد في تدريسهم على ألفية ابن مالك، وقد حفظتها كاملة في المرحلة الثانوية، فأراجع بعض شروحها في الدرس المعين، وغالبا أراجع شرح ابن عقيل بتحقيق محمد محيي الدين والتحقيق الآخر (ضياء السالك إلى أوضح المسالك) لمحمد عبد العزيز النجار مع حاشية الخضري، وشرح ابن هشام (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) بتحقيقي الشيخين المذكورين مع التصريح على التوضيح، للشيخ خالد الأزهري، وأكمل إعدادي بالنظر في النحو الوافي، إضافة إلى النظر في بعض كتب الشواهد والتراجم وإعراب القرآن وغيرها، حسب الحاجة.
ومع أني أكتب بعض النقاط أثناء المراجعة لا أحمل إلى المحاضرة إلا أقلام اللوحة، وهذه طريقة الشيخ محمد محيي الدين وغيره من الكبار وبها أخذ شيوخنا الذين درسنا عليهم في المساجد والبيوت والجامعة؛ لأن الطالب عادة يتأثر بأستاذه في كل شيء؛ فيجب أن يكون الأستاذ قدوة في كل شأن من شؤونه.
وفي المحاضرة أركز على أبيات الألفية بعد عرض كل مسألة بما يتسع له الزمن،وأكثر من الشواهد والأمثلة وأشير إلى مظان كل مسألة خاصة المسائل التي لا يتسع الوقت لشرحها بالتفصيل في المحاضرة وهي كثيرة، ولكن لا أهمل مسألة في المقرر، ولا أذكر أني أهملت مسألة أو تركتها بلا شرح ولا أني لم أكمل المنهج المقرر في أي فصل دراسي طيلة مدة عملي في التدريس الجامعي، وهي نحو عشرة أعوام، بل كنت وما زلت أرى ضرورة لإكمال المنهج المقرر على الطلاب دون نقص؛ لأن ذلك أمانة لا يطلع عليها إلا الله ثم الطلاب الذين قد يعجبهم ترك أي جزء من المقرر ولو كبر، فلا يسألون عنه في الاختبار، وقد يحبون الأستاذ الذي يخفف عليهم المنهج المقرر ولكنهم يندمون على ذلك في المستقل.
وتدريسي للطلاب المتخصصين في غير اللغة العربية لا يختلف كثيرا عما مضى إلا أني اقتصر على ما هو مقرر عليهم وأحاول جهدي أن أحبب إليهم العربية وأشجع أصحاب المواهب والقدرات الأدبية فيهم، وهم كثر في هذا الزمان، وقد لا تجد أمثالهم في التخصص، ولذلك قصة لا تتسع لها هذا المكان، وأتجنب في تدريس هؤلاء الخلافات غالبا والتفريعات غير الضرورية وعويص المسائل؛ إذ أركز على تمليكهم المهارات اللغوية والجوانب العملية والفكرية الثقافية العامة.
ومنهجي في التدريس اكتسبته بالطريقة العملية من شيوخي وأساتذتي في المراحل الدراسية المختلفة،ولا أرى كبير فائدة لتدريس ما سمي حديثا طرق التدريس، بل أرى أكثرعلوم التربية الحديثة المنقولة إلينا من الغرب ضلالا في ضلال، ولا ألتزم شيئا منها في تدريسي إلا عند الضرورة من باب مكره أخاك لا بطل؛ فهي عندي من الأمور التي قصدوا بها إلهاءنا وشغلنا وصرفنا عن الأهم لنا من العلم النافع والعمل الصالح. والله أعلم
ـ[دعدُ]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 06:51 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله، زادك الله علماً وإتقاناً، وهنيئاً لتلاميذك!
ـ[مستحيل]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيراَ أستاذي الفاضل, وعذراَ إن أثقلت.
ـ[جلمود]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:07 ص]ـ
أستاذنا المبجل الدكتور بشر،
سلام الله عليكم،
قد كنت زورت في نفسي مقالة بليغة، تليق بمكانتكم الرفيعة، ولكنها في الحجم كبيرة، والبلاغة إيجاز، والصمت والإطراق غاية الإيجاز، كما قال شيخ المعرة:
أوجَزَ الدَهرُ في المَقالِ إِلى أَن = جَعَلَ الصَمتَ غايَةَ الإيجازِ
ولما كان الأمر هكذا آمنت بقول الشاعر (والإيمان قول وعمل):
وَأَقول قَد حَق السكو = ت وَقَد كَفى الصَمت البَيان
وإن كان لي من كلمة (وَكِلمَةٌ بهَا كلاَمٌ قَد يُؤَمّ) فهي قصيدة خليل ناصيف، حيث ترنم على الوافر بحره، وكأنه يصف بشرنا الوافر نهره:
لَنا بِكَ خَيرُ تهنئَةٍ وَبشرِ = بما قد نلتَ من شَرَفٍ وَفَخرِ
وَلَو قلنا الهنا لكَ ما أصبنا = فَذَلِكَ لم يزدك سُموَّ قدرِ
رأيتُك بين أهل العَصرِ فَرداً = سما بل مفرداً في كل عصرِ
صفاتك تُعجِزُ الشعراءَ نظماً = فَما يَقضي ثنآءك غيرُ نَثرِ
وَبحر الشعر نَدعوهُ ببَحرٍ = ولكن فيك نَدعوهُ بنهرِ
لَهُ مَدٌّ بغير ثناك لكن = بوصفك ما لديهِ غير جزرِ
عُلى وَمَكارِمٌ وكمال ذاتٍ = وَفَضلٌ رائِعٌ وَجَميلُ ذكرِ
وَحسنُ مآثِرٍ وأثيلُ مجدٍ = وَلطفٌ كالنَسيم غداةَ يَسري
وَصدقُ طويَّةٍ وَعَفافُ قَلبٍ = نقيٍّ قد حواهُ رَحيبُ صَدرِ
وَجودٌ مثل ماءِ المزن لكن = يُعُمُّ فَلَيسَ مَخصوصاً بقُطرِ
صِفاتٌ كيف شئتَ يُقال فيها = من الإحسان والحسن الأغَرِّ
وإن لم يكن لي من كلمة فلست قائلها والصمت هنا يكفيني كما قال الشاعر:
وكان هناك الصمتُ أجمل بي وأنْ ... أصيخَ سماعاً لا أعيدُ ولا أبدي
والسلام!
¥