1 - خطأ الإلْف: وهو ما يسميه بعض المحقّقين (خطأ التصحيف) وهو ما يقع في الألفاظ المتشابهة في الرسم؛ ومثاله ما جاء في كلام أختنا الأستاذة معالي من قولها:"وشكر لك أستاذنا ناقل الخير ناقل خير"فقد يكون الإلف هو سبب تصحيفها اللفظ (خبر) إلى (خير) وهو خطأ تصحيف يقع فيه كثيرٌ من محقّقي كتبِ التراث! ويقع به فيها كثيرٌ من الأوهام والظنون التي ربما بنوا عليها غيرها من الاستنتاجات والاستدلالات؛فكبر الوهم, واتسعت دائرة الخطأ , ولذا كان هذا من أهمّ ما نبّه عليه علماء التحقيق, ومنهم شيخنا وأستاذنا الدكتور محمود الطناحي رحمه الله تعالي. وربما فرّق بعضهم بين خطأ الإِلْف وخطأ التصحيف؛فخصّ الثاني بما تشابه فيه الرسم , وأَخْلَصَ الأوّلَ للإِلف الذي لم يلابسه الخطّ.
2 - خطأ الإبداع: ومن المفارقة أن يُضاف الخطأُ إلى الإبداعِ! ولكن هكذا كان ,وهو أن يقصد المتكلم إلى بناء كلامه على ضربٍ من ضروب البديع؛فيتوهّم في المنقول ما به يقوم ذاك الضرب؛ فمثاله ما جاء في عبارة الأستاذة اللبيبة معالي ـ السابقة:"وشكر لك أستاذنا ناقل الخير ناقل خير"إذْ لا يبْعُدُ أن تكون غلبة ظنّها في أن تكون الكلمة في معرّف صاحب الموضوع هي كلمة (خير) ناشئةً عن توخّي بناء الكلام على الإبداع بين الخيرين! وقد يكون هذا الخطأ ناشئا عن الأوّل, ومبنيًّا عليه , وهو ما أسمّيه:
3 - خطأ الترتّب؛ وهوبيّن.
4 - خطأ الاتباع , وهو ما يتبع فيه اللاحقُ السابقَ, ومثاله هنا ما جاء في كلام أستاذنا الحبيب الدكتور سليمان, الذي تبِع فيه معالي التي سبقته, في تسميتها ناقل الخبر ناقل خير, ويقعُ هذا كثيرًا من العجلة أحيانا, كما يقع أحيانًا من انصراف الذهن والتفاته إلى غيره , وشغله به حتى يُغفِلَهُ عنه ,وهو ما أسمّيه:
5 - خطأ الالتفات: وهو أن يأخذ الذهن إلى جهةٍ من القول تلفته عن أختها؛ ومثاله ما أظنّه جبذ التفات أستاذنا إلى الخطأ في معمول لعلّ؛ فصرفه عن تحقيق اسم ناقل الخبر حتى غفل عنه! ويقعُ هذا كثيرًا لمن يروم تصحيح اللغة , ولذا نقع فيه عند تصحيح المطبوع ـ على سبيل المثال ـ إذْ يحدثُ أن يصرفنا التفاتنا إلى خطأ ما عن غيره! فكما يقع الالتفات إلى شيءٍ عن شيءٍ في المقروء, يقع في المكتوب أيضا!
إضاءة:
إن ما يقع من هذه الأخطاء في تأليف الكلام ونظمه ـ يقعُ مثلُه في تعريف الفكر وفهمه؛ فتأمّل!
ثمّ إنّي أوجّه هنا سؤالًا ـ لا أريد به الاعتذار لسهو معالي ـ ولكن طلبَ العلم:
ألا يمكن أن يكون اسم لعلّ في عبارتها الأخيرة هو ضمير الشأن أو الحال ـ على تقدير: "ولعلّ (الشأن أو الحال) في الوداعيات ... دليل كاف على ما يتمتع به هذا الرجل من قبول واسع"ويقوّي السياقُ بناءَ الكلام ِ عليه؛ كأنّها تريد أن تعتدّ بشأن تلك الوداعيات في كونها دليلا على قبول الرجل! ولا يُشترط أن يكون ذلك في مقصود المتكلم؛ إذْ إنّه مما طبع الله عليه بعض النفوس التي تشربت حبّ العربية, واعتادت بناءها؛فجرى في ألسنة أصحابها ما طُبعتْ عليه تلك النفوس من إحساس اللغة!
وإذا كان ذلك كذلك؛فحُقّ لنا أن نفهم قولهم: (ما أخطأ نحوي قطّ) على هذا الوجه!
وشكر الله لكم.
شوارد
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 11:17 م]ـ
شكرا لك أخي الحبيب الدكتور شوارد، على هذه الدرر التي نثرتها هنا على عادتك في كل ما تمر به من الإعطاء حتى الإغناء.
والغريب في أمري أنه ما زال الذي يظهر لي في اسم ناقل الخبر السعيد هو ياء بنقطتين وليس باء بنقطة واحدة، فهل المشكلة في جهازي أو في حبيبتيّ -حفظهما الله لك-فإن تكن الأولى جل الخطب وإن تكن الأخرى كان أجل، بالمعنى الآخر للخطب
.وأنتظر تأكيدكم أحد الأمرين اللذين أحلاهما مر، قبل أن أتوجه إلى خبير الحاسب أوطبيب العيون، وأسأل الله لطفه ورحمته وعافيته في الحالين.
أما ماحاولتم به توجيه عبارة أختنا الأديبة معالي، فلم يظهر لي وجهه، ولعلك تعود إليه بمزيد من (البيان) و (البديع) اللذين عودتمونا عليهما مع ضرب بعض الأمثلة؛ لتوضيح (المعاني) التي اعتدناها عندكم، وإيراد بعض (شوارد) الشواهد التي تخفى علينا مواردها، شاكرين لكم ما تتحفوننا به هنا من كبير فضلكم وغزير علمكم.
ويطيب لي أن أشير هنا إلى قولهم:"أول خطأ سمع في العربية:"لعل لها (عذر) وأنت تلوم".
¥