تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 08:01 م]ـ

ومع:

68_ الباسط:

وهو الاسم المقابل لاسم: القابض.

وقد ورد معه في نفس سياق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق).

والباسط: اسم فاعل فعله: بسط، يبسط بسطا.

والبسط يأتي على معان منها:

الطلب، ومنه قوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ).

والأخذ، ومنه قبض الملائكة لأرواح الظالمين، مصداق قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ).

والصولة والضرب والفتك، ومنه قوله تعالى: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقوله تعالى: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).

والبذل والعطاء، ومنه قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء).

والبسط في حقنا: معلوم المعنى والكيفية، وفي حق الله، عز وجل، معلوم المعنى مجهول الكيفية.

والباسط سبحانه هو الذي: يبسط الرزق لعباده، تفضلا وإنعاما، أو استدراجا وامتحانا، فإن شاء بسط، وإن شاء قبض، وفي كل حكمة، علمها من علمها وجهلها من جهلها، وفي التنزيل: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ).

وهو سبحانه الذي يبسط يده بالتوبة لمن أساء، وعند مسلم من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، مرفوعا: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).

وقد أوجب كثير من أهل العلم: اقتران الأسماء المتقابلة، لأن معنى الكمال المطلق المستفاد منها لا يكتمل إلا بذكرها مقترنة، لئلا يتوهم السامع إثبات المعنى ونفي ضده، مع ما فيه من كمال، فلا يقال: القابض إلا مقترنا بالباسط، ليكتمل المعنى، فلا يتوهم متوهم: إثبات أحدهما دون الآخر، وذهب الشيخ الدكتور محمود عبد الرازق، حفظه الله، في بحثه إلى عدم اشتراط ذلك، وإن كان مستحسنا من جهة اكتمال المعنى، على التفصيل المتقدم، وعلل ذلك بقوله: "لأن أسماء الله كلها حسنى وكلها تدل على الكمال، وكل واحد منها يفيد المدح والثناء على الله بنفسه كما أن الأسماء الحسنى لا تخلو من التقييد بالممكنات، (كالقدرة، فاسم الله، عز وجل، "القدير"، مقيد بكل ممكن، فالله، عز وجل، قدير على كل ممكن، فخرج بذلك: "المحال لذاته" كالموت في حقه، جل وعلا، وهذا العموم في القدرة مستفاد وإن لم يقيد اسم القدير به، فإطلاق الاسم دال على القيد العقلي المتقدم، وإن لم يذكر في السياق)، فالقبض مقيد بما يشاء الله قبضه، والبسط كذلك ....................................... ، ومن ثم فإن اسمي الله: القابض والباسط كل منهما يفيد المدح والثناء بنفسه، وإن ذكرا مقترنين زادت دلالة الكمال في وصف رب العزة والجلال، كما هو الحال عند اقتران: الحي مع القيوم، والرحمن مع الرحيم، والغني مع الكريم، والقريب مع المجيب وغير ذلك من أسماء الله، عز وجل، المتقابلة، فالقول بوجوب ذكر الاسمين معا فيه نظر وإن كان مستحسنا. اهـ

والخلاف يسير، لاسيما والكل مجمع على أن في اقتران هذه الأسماء المتقابلة مزيد بيان لكمال صفات الباري عز وجل.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 08:14 ص]ـ

السلام عليكم.

كل عام وأنتم بخير أيها الكرام. تقبل الله منا ومنكم.

معذرة على هذا الانقطاع، أسأل الله، عز وجل، ألا يتكرر مرة أخرى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير