ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 07:12 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا أبا مالك، ولكن -إن أذنتم- لي وقفة مع ما ذكرتم، ولاسيما أن الصفحة يردها الكبار والصغار في ميدان العلم، وهذا -بحسب فهمي- باب من أبواب الاجتهاد أحسب أنه خاص بأهل العلم الراسخين.
ثم إن انقدح في ذهن مَنْ دونهم فهمٌ لشيء من كتاب الله لم يُسبق إليه أو لم يعرضه على أحد أهل العلم فيقره عليه أفلا يُخشى على مثل هذا أن يكون قد قال في كتاب الله ما ليس منه؟!
أقول هذا تحرزًا يا شيخ، وأحسبكم إن شاء الله أحرص مني على ذلك، ولاسيما أن حرص السلف يرحمهم الله على التحقيق والتدقيق -إذا ما تعلق الأمر بالدين- معروف مشهور.
وفقكم الله، ونفع بعلمكم، وجزاكم خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 07:56 م]ـ
وفقكم الله
الفائدة حاصلة في جميع الأحوال، فإما فهم صحيح يدل على عقل سديد يؤيده كلام أهل العلم، وإما فهم مغلوط يعرضه على أهل العلم ليرشدوه إلى صواب القول فيه.
.................
مجموعة أخرى من رسائل التدبر:
((يجب على من علم كتاب الله أن يزدجر بنواهيه ويخشى الله ويتقيه ويراقبه ويستحييه، فإنه حمل أعباء الرسل، وصار شهيدا في القيامة على من خالف من أهل الملل، فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه، أن يتلوه حق تلاوته، ويتدبر حقائق عبارته، ـ ويتفهم عجائبه، ويتبين غرائبه، قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [القرطبي في مقدمة تفسير]))
((في سورة الشعراء (آية 52) قال تعالى -في قصة أصحاب موسى-: {أن أسر بعبادي} فلما ضعف توكلهم ولم يستشعروا كفاية الله لهم، سلبهم هذا الوصف الشريف، فقال عنهم (آية 61) {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} [د. محمد بن عبد الله بن جابر القحطاني]))
((ما أحسن وقع القرآن وبل نداه على القلوب التي ما تحجرت ولا غلب عليها الأشر والبطر والكفر والنفاق والزندقة، والإلحاد! هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له، والمؤمنين به، يغذيها بالإيمان، والتقوى لله تعالى، ويحميها من التعفن والفساد، ويحملها على كل خير وفضيلة [الشيخ صالح البليهي]))
((إذا حبست عن طاعة، فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد، قال تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين} [د. مساعد بن سليمان الطيار]))
((وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]))
((قال حازم بن دينار: رأيت رجلا قام يصلي من الليل، فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله {خافضة رافعة} حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته، فقلت: بأبي أنت وأمي! ما {خافضة رافعة} - أي لماذا استمررت طول الليل ترددها -؟! فقال: إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا، ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا، فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله))
((القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد قال تعالى: {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}، وقال تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} وأمثال ذلك [ابن تيمية]))
((الصبر زاد، لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة؛ لتمد الصبر وتقويه: {واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [د. محمد الخضيري])).
((إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن، لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف، ولا أنفع، ولا ألذ، ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له، وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله [الحارث المحاسبي])).
¥