إياك من شدة الإلتصاق، إياك، يعني انت وفقط أنت، إياك يعني بدون أن أتوجه لغيرك، تقول لله، إياك نعبد، ولا تقول إياك أعبد، لماذا، لأن ديننا دين إجتماع لا دين إفتراق، ولأن المؤمن يحب الخير لأخيه المؤمن، فأنت تحصر كل زمانك وتحصر كل مكانك وتحصر ذاتك وكل ما مكانك الله منه في (عبادة الله) وتستعين بالله على عبادته سبحانه وتعالى. بعد كل هذا الثناء وبعد إعلان الخطاب وتحديد العلاقة بيننا وبين الله، سيرتضى منك أن تطلب منه ما تشاء
(إهدنا الصراط المستقيم)
إنك تطلب الهداية، إن كنت على خطأ أن يبين لك الله عز وجل الصواب ويوفقك لعمله، وييسر لك من يدلك عليه، والسؤال المهم هنا، بعد كل هذا وعندما يقوم عز وجل بتسير أخ لك في الدين ليدلك على خطأ من أخطأئك، ماذا سيكون رد فعلك، هل ستشكر الله، أم ستقول (لا، لا أريد الصواب، لا أريد الهداية، لا أريد النصيحة).
لاحظ أخي الكريم، أن طلبك للهداية ليس خياراً، بل هو أمر من الله، تكليف كلفك به جبراً
فإنت مأمور بالصلاة، فالصلاة عمود الدين، ومن أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين، وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح الدين وإن فسدت فسد الدين
والفاتحة عمود الصلاة ولا تصح الصلاة بدونها
والفاتحة طلب للهداية أي أنك مأمور أولاً وقبل كل شيء البحث في سبل الهداية وطرقها
فإن وجدت الطريق، عليك طرق الصراط المستقيم والسير عليه.
(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
في إهدنا الصراط المستقيم، فإن الصراط معرّف بال التعريف، ثم واضح أنه مستقيم، وهو أيضا منسوب لله في كلمة (إهدنا) فالخطاب موجه لله والله هو صاحب الصراط، وما هو معرف معروف لا لبس فيه - فصراط الله واحد واضح معروفة حدوده
ولما تحول الرابط من الصراط مع الله تحول بين الصراط ومخلوقات الله، أصبح الصراط نكرة بدون ال التعريف، لماذا؟ لأنه لكل واحد منا صراطه، وصراط الله عريض يتسع كل صراط من أصرطة العباد، ولكن حتى يبقى صراط العبد صراطاً مقبولاً عند الله، يجب أن يبقى داخل الصراط العريض (صراط الله)
ولما إرتبط الصراط مع العباد، إرتبط مرة مع (الذين أنعمت عليهم)، وأنعمت فعل يعود على الله، فوجودك في الصراط نعمة عظيمة من نعم لله، بل هي رأس النعم وأهمها
وأرتبط مرة مع (غير المغضوب عليهم)، أولا بالنفي لأن المغضوب عليهم يعتقدوا أنهم في الصراط وهذا غير صحيح، وكانت (المغضوب عيهم) جملة اسمية ولا تعود مباشرة لله، فالغضب لم يأتي من الله مباشرة بل جاء بعدم السير على الصراط مع علمه، فحصل الغضب عليهم
وإرتبط ثالثة مع (ولا الضالين)، بنفس الصورة فالصراط ليس هو لمن ضل الطريق فقال ضللت، فلن يقبل الله هذا العذر، و (الضالين) اسم، فالضلال ليس من الله مباشرة، ولكن الضالين لم يسيروا على سبل الهداية فلم تتحصل لهم الهداية فأضلهم الله.
فأنت تطلب من الله أن لا تخرج افعال عن حدود صراط الله (الدين والقرآن وسنة الرسول)
اللهم آمين ... اللهم إستجب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد من المعرفة والتواصل: http://www.al-ferq.com/quastions.htm
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 02:32 م]ـ
25 رمضان 1428
السؤال الأول: هل الإختلاف بين المسلمين أمر طبيعي، وإذا كان الإختلاف بينهم طبيعي، الا يجدر بنا أن نترك هذا الإختلاف قائم بينهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح، أن الإختلاف بين الناس هو أمر طبيعي وهو أمر من أمور الله، يقول عز وجل في سورة هود 11 - آية 118 (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، ويقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة 9 - آية 122 (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)، فوجود الفرق في داخل كيان الإسلام جائز، بشرط أن تكون كل فرقة عاملة على خدمة الهدف الأسمى والأعلى والأهم وهو دين الإسلام، ولا تكون هدف الفرق مصالح شخصية أو مناصب دنيوية أو شهوية نفس، فالإختلافات بيننا هي إبتلاءات من الله، إنما وضعها الله لنا ليسمع ويرى كيف سنتعامل معها، فعلينا أن نردها له
¥