تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فصيحويه من جديد]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 07:11 م]ـ

شكرا لك أستاذة معالي على التعقيب.

بداية أحب أن أوضح أن العبارة الأخيرة في ردي السابق كانت تعليقا على الوضع العام.

أمر آخر أنا أصف الوضع العام ولا شك أن هناك قلة من العلماء المخلصين يعملون ولكن متى يبلغ البنيان ...

قصدي بكل وضوح هو أننا في سبات عميق عن واقع لغتنا التي تتقهقر يوما بعد يوم. نعم، أؤمن أنها محفوظة بحفظ الله لكتابه الكريم، لكن يا أصحابي هل هذا الحفظ يعني أن تبقى منطوقة ومتداولة بين الناس؟. أظن والله أعلم أننا لم نفهم معنى هذه الآية. لو كان معناها أن تبقى متداولة لما رأينا ما نراه اليوم من ظهور للهجات حتى أن المرء لا يكاد يفهم ما يقوله أخوه من الدول العربية الأخرى، لذلك أظن أن إيراد هذه الآية في هذا المقام مجانب للصواب - والله أعلم - وهذه شنشنة غبية كما يقول الدكتور عبد الله الرشيد هنا.

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=12260#post12260

اقرؤوا في هذا الرابط كلاما للشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- وهو يتحدث عن قرار وزارة التربية والتعليم الأخير. المهم أنه قال: وإن ما يسبِّبه هذا القرار غير المتروِّي من حصار للغة العربية وإضعاف لها؛ مما يؤول إلى انقراضها، ولا سيما إذا نشِّئ أبناء العرب والمسلمين على اللغات الأجنبية.

http://forum.turath.com/showthread.php?t=1093

أمر آخر وهو أني لا أدعو إلى إهمال التراث، وكيف أدعو له وأنا أدعو إلى الاهتمام باللغة العربية؟!! من المعلوم أن كل لغة تحمل في ثناياها ثقافتها بل معتقد أهلها ولا يمكن أن تفصل بينهما تماما، فتعلم اللغة يعني تعلم ثقافة ودين وليس فقط كلمات وجمل. هذا أمر لا نختلف عليه ولكن إن كان المقصود هو القراءة في كتب التراث والرجوع إليها فهذا هدف يصعب على الطلاب حتى يجتازوا مشاكلهم اللغوية.

أيضا أنا لا أدعو إلى قصر الدراسات على هذا الجيل ولكنها طريقة علمية لكشف الداء ومن ثم وضع الدواء كما يفعل الطبيب تماما حينما يطلب عمل أشعة. دعوتي للاهتمام بهذا الجيل تعني أن نصرف الكثير من وقتنا وجهدنا لدراسة واقعنا المخجل حيث نتمكن بإذن الله من وضع الحلول المناسبة، إذ لا يصح أن نضع حلولا ونحن لم ننزل في الميدان.

مرة أخرى أنا لا أدعو إلى إهمال التراث ولا حصر دراسة اللغة على هذه المرحلة الزمنية، ولكني أظن أنها تستحق الدراسة للتعرف على المشكلات ومن ثم وضع الحلول المناسبة. لكن ما أنتقده هي السلبية من أكثر اللغويين في الجامعات وغيرها وكأن أمر اللغة في المجتمع والمدارس لا يهمهم ولا يعنيهم في شيء وهم يرون بأم أعينهم مناهج اللغة العربية في المدارس ويلحظون في أبنائهم بل في طلابهم وهم مخرجات تلك المدارس تواضع مستوياتهم لا أقول في فكرهم النقدي أو سعة اطلاعهم على التراث اللغوي بل في قراءتهم قراءة صحيحة وفي كتابتهم كتابة خالية من الأخطاء الإملائية.

وبما أن الأمر بهذه الخطورة فهل من المقبول أن يبقى الدكتور في الجامعة والمدرس في المدرسة والأب في المنزل متجاهلين خطورة الوضع؟!! هل من المقبول أن يمضي أستاذ النحو في الجامعة الساعات الطوال ليشرح اختلافات عقيمة كما يذكر هو بنفسه –اختلاف لا طائل من ورائه- ولا يتحدث لطلابه أو مدرسي المستقبل عما يهمهم في جانب النحو أثناء عملهم كمدرسين للغة العربية؟!!

قلت –وفقك الله-

ولكن اعلم رحمك الله أنك ابن أمة كان سيدة الدنيا يومًا ما، ولم يقل أصحابها في زمانهم المتقدم إن دراسة الأقوال الشاذة في النحو سيكون سببا في تأخرنا!!

بالطبع لن يقولوا ذلك لأن العربية في ذلك الوقت لم تكن في وضع ضعف بل كانت اللغة التي يتعطش الناس لتعلمها تماما كما يفعل أبناؤنا مع الإنجليزية اليوم.

يا أختي نحن في أزمة حقيقية لا يمكن تجاهلها. لم نعد نخاف من العامية بل أصبحنا نخاف من اللغات الأجنبية التي تغزو حياتنا وأسواقنا في الوقت الذي لا تسمح دول مثل فرنسا وألمانيا وغيرهما بوجود لغة دخيلة تزاحم لغتهم الوطنية.

اعلم -سلمك الله- أنّ ما تقول به هو عين ما حذر منه أكابر علمائنا كالشيخ محمود شاكر رحمه الله، وتلميذه محمد أبو موسى حفظه الله، وارجع إلى (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا)، و (أباطيل وأسمار) وغيرهما للأول منهما، وإلى جل مقدمات كتب الشيخ أبو موسى، تجد تصديقا لكلامي، وتجد صورة كلامك في معرض حديثهما عمّا يُكاد لهذه الأمة وللغتها، مع فارق أنني لا أشك في صدق إخلاصك للغتك وإرادتك الخير لها، ولكن (ومن البرّ ما يكون عقوقا)!

وإذا شئتَ وصلتك بالشيخ أبو موسى فتطرح عليه رأيك، ثم انظر بم يجيبك؛ فثمة كلام كثير جدًا جدًا لا يتسع المقام ولا الوقت لقوله.

أشكرك على هذا التنبيه وأسأل الله تعالى أن يرشدني وإياكم إلى الحق وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ولعلي أعود لما كتبه الشيخين الجليلين. أما اقتراحك فهذا كرم منك فسؤال الشيخ وتوجيهاته فرصة لا تقدر بثمن.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير