ويصل الأمر في النهاية إلى وصف أحد أولي العزم من الرسل، عليهم الصلاة والسلام، وهو كليم الله: موسى صلى الله عليه وسلم، ثالث أحب الخلق إلى الله، عز وجل، بعد الخليلين: محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، زعيم أنبياء بني إسرائيل، إن صح التعبير، فكل رسالة فيهم فرع على رسالته، بما فيها رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام، مصداق قوله تعالى: (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ)، يصل الأمر إلى وصفه في قصته مع صالح مدين، بأنه: "واد"، وهي تعني: "ولد" في لغتنا المصرية الدارجة بحجة تقريب المفاهيم إلى الجماهير، والتخلي عن الأساليب النمطية التي يمل منها المشاهد، فلا يمكن استرعاء انتباهه إلا باستعمال لغة "الصيع" في الكلام عن صفوة البشر!!!!، وقاتل الله الفضائيات كما أفسدت بالشهرة رجالا، فصدرتهم قبل التأهل، وفتنتهم بالشهرة والجماهيرية العريضة، ولو سلكوا طريق طلب العلم الشرعي، لكان لهم شأن آخر، ولكنهم استعجلوا ثمرة موهومة فعوقبوا بالحرمان من ثمرة محققة، ولكن نضجها يستغرق أزمانا، بل قد يموت الزارع قبل جنيها.
ومن الصور الفضائية الكوميدية:
صورة ضيف اللقاء الأخير في شهر مارس في برنامج "ساعة حوار"، الآنف الذكر وهو أحد: "المعممين" ممن تصدر، أيضا، ولا ناقة له ولا جمل فيما تصدى له، فشهرته كأحد أبرز لاعبي: "الأتاري" في بلده التي نشأ فيها، حتى صار زبونا مستديما في محلات: "البلاي ستاشن"، وأطلق عليه لقب يشي بهوايته المفضلة، ولم يتلق العلم حتى على أصول مذهبه المبتدع، وفجأة: صار زعيما لتيار سياسي، يأتمر بأمره جيش من السفلة، بشهادة رجال مذهبه، فعناصره أسفل وأرذل عناصر المجتمع العراقي، وما ظنك بمن يأتمر بأمر: مدمن أتاري؟!!!، ومن ثم ورطته القوى المحتلة: سواء أكانت شرقية عجمية أم غربية رومية في ارتكاب مجازر يندى لها الجبين في حق أهل السنة في العراق، انتقاما لتفجير مرقدي سامراء الذي دبرته إحدى أجهزة المخابرات المعادية للعراق وأهله، وبطبيعة الحال لم تجد تلك الجهة صعوبة في استمالة ساذج يقضي جل وقته أمام أجهزة البلاي ستاشن، فحصل على 200 مليون دولار لتسليح جيشه، وصار أفراده بين يوم وليلة: أثرياء، بعد أن كانوا بالأمس من أفقر عناصر المجتمع العراقي، وصار الانضمام إلى جيشه الأسود أمنية بعد أن كان رزية، ولما انتهت مهمته، تماما كما تنتهي مهمة المنديل الورقي بعد مسح اليد والفم به، فيصبح مكانه الطبيعي: سلة المهملات، قلبت له الحكومة العراقية ظهر المجن، وتخلى عنه حلفاء الأمس، فانهالت عليه الضربات المزدوجة من الحكومة العراقية العميلة وقوات الاحتلال الأمريكي، فراح يتشح برداء البطولة والمقاومة الوطنية الباسلة بعد أن احترقت أوراقه وافتضح أمره، وأبى الله، عز وجل، إلا أن يذل من عصاه.
والعجيب من مقدم البرنامج ذي الرؤية المائعة المشوشة أنه راح يلتمس المخارج لتبرئة ذلك السفيه المجرم وتياره من الجرائم التي ارتكبوها في حق أهل السنة في العراق، فسمح له بأن يسترسل في عرض وجهة نظره التي لا يصدقها إلا أبله، أو جاهل لا يدري عما يحدث حوله شيئا، فجعل كل هذه المظاهر الإجرامية، وصور الجثث التي عرضت في الفضائيات والمواقع الإلكترونية، وقد مثل بها أبشع تمثيل، فذكرتنا بصور حرب البلقان وجرائم الصرب الأرثوذكس المخزية في حق الموحدين من أهل البوسنة، فضلا عن اختطاف نساء أهل السنة وانتهاك أعراضهن، والتمثيل بجثثهن، واقتحام دورهن في بعض الأحيان، وانتهاك أعراضهن أمام أزواجهن ......... إلخ من المخازي، جعل كل هذا رد فعل طبيعي لحادث تفجير المرقدين، فهو: "زوبعة فنجان" لم تستمر طويلا، وقد قوبلت برد فعل من أهل السنة، فسوى بين الكفتين، فكلاهما قد تجاوز الحد، ولا داعي لإثارة الأحقاد الماضية و: صافي يالبن!!!!، ولو سمع كلامه مجموعة من الحمير لاتهموه باستخفاف عقولهم، ولكن مقدم البرنامج رضي لنفسه ولمن صدق هذا التخريف بهذا الوصف.
وهذه نماذج من برامج أشهر فضائيات المنطقة، بل هي، فتنة عمت وطمت في معظم بيوت المسلمين، وآخر الإحصائيات تقول بأن: 98% من المصريين، إن لم تخني الذاكرة، يواظبون على مشاهدتها، وهي لا تصلح إلا للاعتبار، ويغتفر في الشواهد ما لا يغتفر في الأصول، كما يقول الدارقطني رحمه الله، فلا يحتج بها ابتداء، بل يستأنس بخبرها إذا انضم إليه ما يقويه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[08 - 04 - 2008, 01:54 م]ـ
وبطبيعة الحال لم يخل اللقاء من "أفشات ساخنة"، كما يقال عندنا في مصر، من قبيل: "إحنا معفنين" ...... إلخ من النقد الهدام، فهو سب لمجرد السب، و "أنا لا أحترم أي قائد أو زعيم"، وغالبهم بالفعل لا يستحق الاحترام، ولكن ماذا بعد السب والشتم؟، لا شيء!!!
لعلّك تلتمس له العذر من باب خالف تُعرف:):)
وما ظنك بمن فسر الحجاب في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)، بأنه: حائط الدار لا الحجاب الشرعي، أي: اسألوهن من وراء الحائط، وعليه يسقط الاستدلال بهذه الآية على فرضية الحجاب!!!!.
لم أتمالك نفسي من الضحك , و شرّ البلية ما يضحك:):):)
لا فضّ فوك استاذنا الفاضل