تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتفسير القرآن: علم لا يتصدى له إلا من ألم بجملة علوم تفنى الأعمار في تحصيلها، وأولئك المجددون لا نرى لهم أي قدم صدق في علوم الملة تؤهلهم لما تصدوا له، وعليهم يصدق حديث معاذ رضي الله عنه: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَالْعَبْدُ وَالْحُرُّ فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُولَ مَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ وَأُحَذِّرُكُمْ زَيْغَةَ الْحَكِيمِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلَالَةِ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ وَقَدْ يَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ)، والحديث عند أبي داود، رحمه الله، في سننه، في باب: لزوم السنة.

وهذا النموذج يروج له الآن بنشاط محموم في: "فضائيات الضلال"، لكي يقدم الصورة العصرية للإسلام الذي يرضي الغرب المنحل: الإسلام المتسامح لحد التسيب والتفريط في الثوابت، الإسلام "المودرن" كما يقول بعض السفهاء.

ولك أن تتخيل إسلاما:

يبيح تقبيل النساء إذا أمنت الفتنة، وصاحب هذه الفتوى قد بلغ من العمر أرذله، فهو بالفعل من غير أولي الإربة!!!!.

والتضحية بالدجاج إن لم يجد المضحي ثمن الشاة أو البقرة أو الناقة.

وصلواته ثلاث عملا بحديث ابن عباس، رضي الله عنهما، في جمع الصلوات، مع أنه كان لبيان الرخصة، كما أشار إلى ذلك ابن عباس، رضي الله عنهما، بقوله: (أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ)، والحديث عند الترمذي، رحمه الله، في سننه.

وجهاده في سبيل الحياة.

وفضائياته تجري استفتاءات حول حدود الله، عز وجل، فيعترض 44% من المصوتين في إحدى الفضائيات، التي ينتسب القائمون عليها إلى العمل الدعوي، على حد الردة، والطامة أن كل المصوتين من البلاد الإسلامية، كما ذكر ذلك أحد الفضلاء المعاصرين في أحد برامج قناة المجد الفضائية.

ودعاته يجيزون حرية الكفر تحت اسم: "حرية المعتقد"، لأن القرآن لم يعترض على الكفار، بل أقرهم على الكفر، كما في قوله تعالى: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، مع أن الأمر هنا ليس للإباحة أو التخيير، وإنما هو للتهديد، بقرينة السياق الذي اقتطع منه ما يروق له: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)، فكيف يقرون على كفرهم مع هذا الوعيد، وما فائدة إرسال الرسل إذن، وكيف تقام الحجة على أقوام مخيرين في قبول الإسلام أو نبذه، بحجة: حرية المعتقد، ومجيء الأمر للتهديد: أمر يعرفه آحاد طلبة الأصول والبلاغة، فكيف خفي على رجل تصدى لتمثيل الإسلام في أحد المؤتمرات في إحدى البلاد الأوربية، والتصدر قبل التأهل آفة أهلكت كثيرا من الدعاة الجدد، فيبدأ الأمر، كما قال أحد الفضلاء، بكلام عام عن الأخلاق والزهد والرقائق التي تميل إليها القلوب، فتنمو شعبية المتحدث في زمن قياسي، لا يسمح بتأهيله شرعيا، ويغلو الناس فيه، كما هي عادة البشر، حتى يصبح: مرجعا في الفتوى، فيفتي في أمور لو أثيرت في عهد عمر، رضي الله عنه، لجمع لها أهل الشورى، من قبيل: ختان الإناث، وعمل المرأة ........... إلخ، فضلا عن أمور المعتقد التي تُمَيعُ بإذابة الفوارق بين المسلمين والآخر المزعوم!!!!، تحت شعار: التسامح والمحبة من طرف واحد وباتجاه واحد، بطبيعة الحال، من المسلمين وأهل السنة إلى أعدائهم من الكفار والمبتدعة لا العكس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير