تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 03:33 م]ـ

لقد كان انضمامك إلى هذا الركب الميمون أيها الحبيب سليمان خيرًا للفصيح والفصحاء, وكان قراري به ـ بعد أن كنتُ عابرا ـ بسببٍ من حسن استقبالك وتحفيزك لي وما فتحتَه لي من خيرٍ لم أكن أقدره قدره في وقته؛ لحداثة عهدي بهذا المنتدى المبارك آنذاك, فبسطتَ لي كفّ الودّ والعهد: على العمل ـ وإن بقليل جهد؛ فيبارك الله فيه من بعد!؛فأسأل الله تعالى أن يكون ذلك قد كان! وإن لم يكن بعد, فأسأل الله أن يكون , وأن يكون لك منه أعظم النصيب والجَدّ!

أخي الحبيب:

لا ألوم الفصحاء من الإخوة والأخوات حين جاوزوا (غُرْفَةً) من (اللغة والفكر) ـ على ما فيها من رواء, و اتجهوا إلى الثناء ـ وقد جرى منكم نهر عطاء!

وقد قرأتُ مقالتكم كلها ,على طولها؛ فراق لي مافيها من رصين الفكر, وبديع اللغة, وحسن النسق, وصادق النصح, وما تبيّن بها من الدلالة على سبل النُّجح!

وإن كان لي أن أضيف إلى ما حوته من الفكر الصحيح في اللفظ المليح؛ فمثلٌ أقوله دائما لطلابي؛ حين أشرح لهم علاقة الفكر باللغة في اللسان البليغ, و هو أن كل صاحب صناعة يحرص على توخّي اجتماع أمرين مهمين فيها, متى اجتمعا استوى له الإبداع فيها:

أحدهما: الفائدة والانتفاع.

والآخر: الجمال والإمتاع.

فمتى اجتمعا في شيءٍ كان الغاية في الإبداع و كمال الصنعة, وهو مثلٌ يصلح لكل الصناعات, فيصدق على صناعة الآلة, وصناعة الكلام, ولا تجد صناعةً من الصناعات الرائجة بين الناس, السائرة فيهم, المحمودة عندهم ,إلا وهي تأخذ من هذين بالنصيب الأوفى, وعلى قدر أخذها منهما يكون مكانها وقيمتها في الناس! قس عليه جهاز هاتفك المحمول, والكلام الذي يأخذ بالألباب والعقول!

فأمّا الفائدة والانتفاع؛ففي الفكر! و إن شئت قلتَ: المضمون أو المزية.

وأمّا الجمال والإمتاع؛ففي اللغة! و إن شئتَ قلتَ: الشكل أو المظهر.

وعلى هذين عماد الصناعات والفنون, وبدونهما لاتكون!

أخانا الحبيب المكرام الدكتور عليًّ الحارثي، زادكم الله من فضله وبركته ونعمته وكرمه وسائر خيره ما هو له أهل.

لأول مرة في الفصيح أراني أنطق ما أكون إذا لم أنطق، وأفصح ما أكون إذا لم أفصح.

بمَ أنطق وعمَّ أفصح أمام هذا البحر المتدفق من البلاغة والبيان، والسيل الجرار من أبكار المعاني وحر الألفاظ؟ أي تواضع هذا؟

يعلم الله أن الفضل في الحالين لك. جزاكم الله خيرا، ولا حرمنا نعمته علينا بطيب صحبتكم وغزيرعلمكم وكريم خُلُقكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير