تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أم سلمة كانت من السابقين إلى الإسلام هي وزوجها عبد الله المخزومي، فتعرضا لإيذاء قريش فاحتملا وصبرا ثم هاجرا إلى الحبشة بإذن الرسول r وهناك ولد لهم مولوداً سمياه (سلمة) وعندما أشاع الكفار أن قريش أسلمت جاء المهاجرون فوجدا أن الأمر كذب، فدخلا في جوار أبي طالب عم النبي r ، وعندما أمر النبي r أصحابه بالهجرة إلى المدينة، استعد أبو سلمة للهجرة معه زوجته وابنه، وعند مشارف مكة لحق به بعض بني المغيرة أهل أم سلمة، وقالوا له: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ ثم أخذوها ورودها معهم ومعها وليدها الصغير، فغضب أهل زوجها من هذا الصنيع فأرادوا أخذ الولد، وكان بينهما تجاذب أدى إلى خلع يد الطفل ثم أخذوا ولدها.

ومضت الأيام والحزن يعتصر قلبها والهم يكاد يقتلها فرآها أحد أبناء عمومتها ورق لحالها، وأخذ يشفع لها عند أهلها، أن يأذنوا لها بالذهاب إلى زوجها فأذنوا لها، ورد إليها أهل زوجها ابنها فجهزت نفسها وأعدت راحلتها لتهاجر وهاجرت وحيدة لأن الكل قد هاجر، وليس بمكة أحد، ولقيها عثمان بن طلحة – وكان ما زال مشركاً – وسألها إلى أين يا بنت أبي أمية؟ فقالت: أريد أن ألحق بزوجي في المدينة. فقال: هل معكِ أحد؟ فقالت: معي الله. فانطلق معها يأخذ بخطام بعيرها، فكان أميناً شهماً كريماً عاملها بالإحسان والرفق إلى أن أوصلها إلى زوجها.

وعاشت أم سلمة مع زوجها في سعادة بالغة حتى أنها قالت له يوماً: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تزوج إلا جمع الله بينهما في الجنة، فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم. قال: إذا متُ تزوجي، اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني، لا يحزنها ولا يؤذيها. فلما مات قالت: من خير من أبي سلمة، فما لبثت أن أرسل إليها رسول الله r فخطبها فقالت: يا رسول الله إني امرأة مسنة، وأم عيال، وعندي غيرة، فقال لها: أما إنك أم عيال فأن كلهم على الله ورسوله، وأما إنك شديدة الغيرة فإني أدعو الله أن يذهب عنك غيرتك. ثم تزوجها رسول الله r ، وحين تزوجها قالت عائشة: لما تزوج رسول الله أم سلمة حزنت حزناً شديداً لما ذكر لنا من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها فوجدتها والله أضعاف ما وصفت به، فذكرت ذلك لحفصة فقالت: لا والله إن هذه إلا الغيرة، ثم رأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة.

قال المطلب بن عبد الله بن حنطب: دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروساً وقامت آخر الليل تطحن الشعير بالرحى.

وكانت رضي الله عنها حصيفة الرأي، رزينة العقل، أشارت على النبي r في صلح الحديبية فأحسنت.

- أيم العرب من أجمل النساء وأشرفهن نسباً.

- أول ظعينة هاجرت إلى المدينة.

- في أول الليل عروساً وفي آخره تطحن وتعجن.

- حصيفة الرأي رزينة العقل، مستشارة رسول الله r في الحديبية.

هذه ومضات سريعة في شخصيتها رضي الله عنها لا توفيها حقها.

المهاجرة الصابرة الثابتة على دينها:

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنها.

تزوجها عبيد الله بن جحش فأسلمت معه وهاجرت إلى الحبشة، فتنصر هناك، واعتصمت هي بدينها، وقضت أيامها في دار الهجرة بين عذابين: عذاب الغربة، وعذاب الترمل. ولكنها بإيمانها الذي سكن جوارحها فأضاءها استطاعت أن تصمد في وجه المحنة بكل صبر وعزيمة، إلى أن جاءها الفرج وخطبها رسول الله r من النجاشي ملك الحبشة، فزوجها إياه ومهرها أربعة آلاف درهم، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة وجهازها كله من عند النجاشي.

ومن مواقفها الرائعة:

ما ذكره ابن سعد في طبقاته: أنه لما قدم أبو سفيان المدينة جاء يكلم رسول الله في أن يزيد في الهدنة فلم يقبل عليه الصلاة والسلام، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش النبي r طوته دونه فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك. فقال: يا بنية لقد أصابك بعدي شر وخرج من عندها.

وهذه صورة من صور الولاء والبراء.

- مؤمنة قانتة مهاجرة صابرة ثابتة على دينها.

- في بلد الغربة ودار الهجرة تنصر زوجها ومات فثبتت على دينها وترملت

- الولاء لله ورسوله، والبراء عن الشرك وأهله.

- ليس في أزواج النبي r من هي أقرب نسباً إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.

رقية بنت رسول الله r :

هاجرت الهجرتين.

- أول من هاجر إلى الله هي وزوجها، تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل الهجرة فلما أنزلت {تبت يدا أبي لهب وتب} قال أبوه: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها قبل الدخول، ثم تزوجها عثمان بن عفان t وهاجرت معه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ومرضت قبيل بدر فخلف النبي r عليها عثمان، ثم توفيت ورسول الله ببدر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير